الرباط - رشيدة لملاحي
وجّه الباحث السوسيولوجي ووزير التعليم السابق عبد الله ساعف انتقادا لاذعا إلى رجل الأعمال المثير للجدل نور الدين عيوش عقب دعوته إلى طرد السياسيين والنقابيين من المجلس الأعلى للتعليم، وذلك في سياق دعوة هذا الأخير إلى اعتماد اللهجة العامية لغة رسمية للتدريس بدل اللغة العربية. وأكد عبد الله ساعف وزير التعليم السابق في حكومة عبد الرحمان اليوسفي ما بين 2000 و 2002، أن مقولة نورالدين عيوش التي دعا فيها إلى طرد السياسيين من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تندرج ضمن المقولات "الحمقاء"، مبرزا أن المجتمع في حاجة إلى الصراع السياسي ومواجهة الفاعلين السياسيين بعضهم البعض بالبرامج والرؤى.
ودعا ساعف، الذي حل ضيفا على المنتدى الوطني الثالث لشبيبة العدالة أمس الأحد، إلى توسيع دائرة "التسييس"، من أجل خلق جو ملائم للإصلاحات، مبرزا أن جزءا من مشكلتنا في الإصلاح تتمثل في "اللا تسييس"، مستدركا إلا أننا أصبحنا نعيش اليوم واقعا جديدا نسبيا حيث أصبح المجتمع يقترب من السياسة بعدما كان بعيدا عنها.
وأضاف وزير التعليم السابق أن ما أسماه بـ"الإصلاح المراقب" أصبح في مغرب اليوم صعبا أو مستحيلا، قائلا "وذلك نظرا للتطورات التي عرفها البلد في المرحلة الأخيرة"، مشيرا إلى أن تبني الحلول الوسطى من طرف الفاعلين السياسيين أثناء التفاوض إيجابي، محذرا إياهم من "العناد". وتابع المتحدث نفسه "أحيانا الفاعل السياسي لا يتجاوز الآخر، رغم قدرته على ذلك وذلك حفاظا على المنافسة ولو كانت هشة". وأبرز ساعف، أن الذي يجب أن نناقشه اليوم ليس ضرورة الإصلاح أو إمكانيته وإنما ضمان نتائجه، قائلا "لأن المصلح أو الإصلاحي لا يخرج من العملية السياسية بنفس الأهداف التي دخل بها"، مفسرا ذلك بالعراقيل والحواجز والمقاومات التي يتعرض لها.
يذكر أن دعوة نور الدين عيوش إلى طرد السياسيين والنقابيين من المجلس الأعلى للتعليم قوبلت بالكثير من الاستهجان، وبخاصة من طرف البرلمانيين وممثلي النقابات و الأحزاب بالمجلس، كان آخرا رد القيادية في العدالة والتنمية آمنة ماء العينين على هذه الدعوة متوعدة إياه بالمزيد من المواجهات في المجلس.