الدار البيضاء ـ جميلة عمر
وقعت جامعة القرويين في فاس وجامعة سيينا في إيطاليا، الثلاثاء، في مدينة سيينا (وسط إيطاليا)، على اتفاقية شراكة تقضي بإحداث شعبة لتكوين الأئمة بكلية العلوم الإنسانية والتواصل بين الحضارات التابعة لهذه الجامعة بمدينة أريتسو (إقليم توسكانا).
وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها رئيس جامعة القرويين السيد آمال جلال وعميد جامعة سيينا السيد كلاوديو فراتي، بحضور سفير المغرب بإيطاليا السيد حسن أبو أيوب، إلى إحداث الشعبة لتكوين الأئمة خلال الموسم الجامعي، والتي ستنطلق ابتداء من كانون الثاني/يناير 2018 ، بهدف تحصين الشباب من الوقوع في براثن التطرف ومحاربة الأفكار المتشددة.
وبموجب هذه الاتفاقية، الأولى من نوعها على الصعيدين الوطني والأوروبي، ستقوم جامعة القرويين بإرسال أساتذتها المتخصصين في الدراسات الإسلامية إلى هذه الكلية الإيطالية لتأطير دروس في الشريعة الإسلامية تهم القرآن الكريم والسنة النبوية والأحاديث الشريفة، وكذلك فقه المعاملات والعبادات ، بالإضافة إلى حوار الحضارات والديانات وتاريخها. وسيقوم هؤلاء الأساتذة بزيارات إلى مستشفيات أو سجون لشرح تعاليم الدين الإسلامي المرن والمعتدل الذي لا ينبذ الآخر ويحارب التطرف.
وقال السيد آمال جلال، إن إبرام هذه الاتفاقية يأتي اعترافا من جامعة سيينا بالدور التاريخي الذي اضطلعت به جامعة القرويين في الحقل الديني ورغبة منها في الاستفادة من الخبرة والتجربة التي راكمها المغرب في مجال تكوين الأئمة. وقال إن الهدف الرئيسي من هذه الاتفاقية هو تكوين أئمة وعلماء قادرين عن الدفاع عن صورة الإسلام، وانطلاقا من ذلك ستقوم جامعة القرويين بإرسال أساتذة يدرسون علوم الشريعة باللغة العربية لطلبة معظمهم ولدوا في إيطاليا أو نشأوا في مجتمعها المتعدد الأديان والثقافات، مشيرا إلى أنه بالنسبة للطلبة الذين لا يستطيعون متابعة هذه الدروس ستعمل الجامعة على إرسال أساتذة يقومون بتدريس مواد الدراسات الإسلامية إما باللغة الفرنسية أو الإنجليزية.
وأشار إلى أنه سيتم اختيار الطلبة بناء على مواصفات متعددة من ضمنها الدراية باللغة العربية حتى يكون الطالب الذي يدرس مواد الشريعة متمكنا من متابعة دراسته على مستوى السنة الجامعية الأولى، علما أن جامعة القرويين ستدعم أيضا هؤلاء الطلبة بدروس التقوية في اللغة العربية. وأوضح أن الدراسة بهذه الشعبة ستستمر لمدة ثلاث سنوات ليتخرج بعد ذلك الطالب بمواصفات الإمام على غرار الطلبة المغاربة المتخرجين من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات.
ونوه رئيس جامعة سيينا بالتجربة المغربية في الحقل الديني، خاصة في مجال تكوين الأئمة والمرشدين و التي تحظى بإشادة دولية ، مؤكدا رغبة الجامعة الإيطالية في أن تتمكن من تكوين أفواج من الطلبة الشباب من صنف المرشدين أو الأئمة قادرين على نقل الصورة الحقيقة للإسلام، وذلك على غرار المنهجية التعليمية المعمول بها بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات.
وأبرز السيد فراتي ، في تصريح مماثل، أنه إلى جانب تدريس مواد العلوم الشرعية باللغة العربية، سيتكلف أساتذة جامعيين من إيطاليا بتدريس العلوم الإنسانية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية لطلبة شعبة تكوين الأئمة التي سيكون لها العديد من الانعكاسات الإيجابية مستقبلا. وقال إن الجامعة الإيطالية تضع ثقتها في التجربة الهامة التي تتوفر عليها جامعة القرويين، لذلك "طلبنا منها إرسال أطرها المغربية للاستفادة من خبرتهم البيداغوجية لإبراز قيم الإسلام المعتدل".