الرئيسية » تحقيقات وأخبار
رياض الأطفال في العاصمة صنعاء

عدن ـ عبدالغني يحيى

وسعت الميليشيات الحوثية من استهدافاتها الطائفية الممنهجة لتشمل جميع المراحل التعليمية في كل المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث طالت التعبئة الطائفية التي هذه المرة مدارس ومراكز رياض الأطفال في العاصمة صنعاء وبقية المدن الخاضعة لسطوتها.

وأكد تربويون في صنعاء، بدء ميليشيات الحوثي في خطة جديدة ممنهجة تستهدف من خلالها صغار السن في مراكز ومدارس رياض الأطفال بالعاصمة بناءً على تعميمات صادرة عن قيادات حوثية بارزة في وزارة التربية والتعليم في صنعاء القابعة تحت قبضة الميليشيات.

وكشف التربويون في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قيادة الميليشيات في صنعاء انتهت أخيراً من إعداد مواد تربوية طائفية تتضمن أفكاراً حوثية هدامة ودخيلة على المجتمع اليمني تسعى الجماعة في الوقت الحالي لتعميمها وفرضها على أكثر من 180 روضة أطفال حكومية وخاصة في العاصمة كمرحلة أولى. وأشار التربويون إلى أن المرحلة الثانية من الاستهداف الحوثي الطائفي الممنهج ستشمل المئات من رياض الأطفال في مناطق يمنية أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين.

اقرا ايضًا:

 البنك الدولي يعلن 500 مليون دولار منحة للمغرب لتعزيز جودة التعليم

من جهته، كشف ناشط حقوقي وتربوي في صنعاء عن أن الجماعة الحوثية فرضت على أكثر من 14 روضة أطفال في منطقتي معين وشعوب بأمانة العاصمة، دليلاً حوثياً طائفياً من تأليف الجماعة، يتضمن معلومات وإضافات خاطئة، ودخيلة على المناهج اليمنية.

ووصف الناشط التربوي، دليل الميليشيات الحوثية بـ«الملفق والخطير». وقال إنه يندرج في إطار التجاوزات الحوثية الخطيرة المتناقضة مع أسس وقواعد الدين الإسلامي الحنيف، التي دائماً ما تناقضه بعقيدتها وبأفكارها وثقافتها وبرامجها.

وتضمن الدليل الحوثي، الذي عممته الميليشيات على رياض الأطفال، بحسب الناشط التربوي، اسمي «الشهيد، والسيد» اللذين زعمت الجماعة أنهما من أسماء الله الحسني.

ولفت الناشط التربوي، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، خشية من ملاحقة الميليشيات، إلى سعي الجماعة الانقلابية من خلال استهدافاتها المتكررة للطلاب صغار السن في المدارس ورياض الأطفال؛ بهدف استكمال ما بدأته في السابق من غرس المفاهيم الطائفية المغلوطة في أذهان وعقول الأطفال لتنشئتهم منذ الصغر على معتقدات وأفكار البرامج الخمينية للجماعة.

وفي المقابل، أبدى أولياء أمور طلاب مدارس ورياض أطفال في صنعاء، تخوفهم من تعميم المناهج والمواد الحوثية الجديدة على كافة رياض ومدارس العاصمة صنعاء.

وقال عدد من أولياء الأمور تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، إنهم متخوفون جداً على مستقبل أبنائهم الصغار من تلك السموم الخطيرة التي تبثها الجماعة الكهنوتية في مناهجها وموادها الدراسية، التي تسعى من خلالها إلى استهداف أبنائهم الطلاب في مناطق وأماكن تعليمهم.

وعلى المنوال ذاته، كثفت ميليشيات الحوثي الإرهابية مؤخراً من أنشطتها الطائفية في مدارس أمانة العاصمة، من خلال عدد من الفعاليات التي تقيمها تحت مسمى الاحتفاء بفعاليتها السياسية «ذكرى المولد النبوي» لعام 1414هـ.

وكانت مصادر تربوية أكدت بوقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن ميليشيات الحوثي أقامت على مدى الأسبوعين الماضيين العشرات من الفعاليات الطائفية في عدد من المدارس الحكومية والأهلية بالعاصمة تضمنت أنشطة طلابية في طابور الصباح وأثناء الفسحة، بحضور قيادات حوثية وتعليمية ومحلية تحت مسمى «ذكرى المولد النبوي» ضمن فعاليات مهرجان أطلقت عليه الميليشيات اسم «الرسول الأعظم». وأضافت المصادر، أن الميليشيات حاولت من خلال الإذاعات المدرسية تغييب القيم والثوابت الوطنية، وتغيير الهوية اليمنية، وترسيخ مفهوم الولاء والاتباع لزعيمها الإرهابي عبد الملك الحوثي في ذهنية الطلاب والطالبات، خصوصاً صغار السن.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن الميليشيات حاولت خلال فعالياتها إجبار الكثير من الطلبة والطالبات على الهتاف بصرخة الموت الحوثية، إلا أنها قوبلت بالرفض الكامل من قِبل جميع طلبة المدارس.

وتحدثت المصادر عن أن قيادة الجماعة التي تسيطر على وزارة التربية والتعليم في صنعاء أصدرت قبل أيام تعميماً تلزم فيه المدارس في العاصمة بإقامة الفعاليات والترويج من خلالها لانتصاراتها المزعومة؛ بغية تجنيد مقاتلين جدد من الطلاب بصفوفها وترك مقاعد الدراسة.

وتعرض قطاع التعليم بمناطق سيطرة الجماعة، منذ انقلابهم على السلطة في 2014، لانتكاسة كبيرة، دخلت من خلاله العملية التعليمية برمتها في أوضاع مأساوية كبيرة.

ووفقاً لتقارير دولية ومحلية سابقة، فقد ساهمت ممارسات تلك الميليشيات الموالية لإيران، في تقويض جودة التعليم بصورة ملحوظة نتيجة لما يترتب عليها من عدم انتظام دوام المعلمين وخسارة شهور من العام الدراسي من دون تعليم، وتدريس المنهج الدراسي جزئياً فقط، وتدهور الحافز المعنوي للمعلمين، وقيام الجماعة الطائفية بتعديل المناهج التعليمية.

وأفادت التقارير بأن ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، مستمرة في تجنيد الأطفال صغار السن، واستخدامهم كمشاركين نشطين في الأعمال العدائية، ويتراوح عمر الأطفال ما بين 11 و17 عاماً، وتشير تقارير ثابتة إلى استخدام أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات.

وتحدثت عن أن الميليشيات لا تزال تمتنع عن دفع رواتب الموظفين الحكوميين بمن فيهم المعلمون منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وأشارت إلى أن الجماعة الحوثية فرضت على طلبة المدارس رسوماً إضافية تمثلت بدفع كل طالب مبلغ ألف ريال (نحو دولارين) تحت مسمى «دعم المجتمع المحلي للمدارس الحكومية».

ومنذ انقلاب الجماعة على السلطة، في سبتمبر (أيلول) 2014، شردت الأطفال من المدارس، واستخدمتهم في الأعمال القتالية، وحرمتهم من حقهم في الحصول على التعليم، وباتوا عرضة للأمراض والأوبئة، وسوء التغذية الحاد.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قبل يومين أن مليوني طفل في اليمن يعانون من سوء التغذية الحاد، من ضمنهم نحو 360 ألفاً دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد جداً وهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة».

وأوضح بيان اليونيسف، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم أكثر عرضة للوفاة بـ11 ضعفاً بالمقارنة مع أقرانهم الذين يحظون بتغذية جيّدة.

وكان تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي نشر بوقت سابق، أكد أن الأطفال في اليمن أصبحوا الآن أكثر عرضة للجوع من أي وقت مضى، حيث يعاني أكثر من مليوني طفل من سوء التغذية، وهم «في حاجة ملحة إلى العلاج.

ولم تتورع الجماعة الموالية لإيران منذ انقلابها عن تجريف قطاع التعليم في مناطق سيطرتها كافة ابتداءً، من تحريف المناهج الدراسية و«حوثنة» المدارس، ووقف الرواتب وفرض إتاوات على المدارس الأهلية لدعم المجهود الحربي، وتحويل المدارس الحكومية إلى مراكز للحشد والتعبئة الطائفية.

قد يهمك ايضًا:

 التعليم المصرية تثير غضب أولياء الأمور بسبب موعد دراسة رياض الأطفال والإبتدائي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

أكثر من 600 ألف طالب يُحرَمون من التعليم في…
بنموسى يحث على تشجيع الطلاب على ممارسة رياضة الغولف…
أطفال غزة بلا مدارس مع بدء العام الدراسي الجديد…
وزارة التعليم العالي في المغرب تكشف نسب متدنية للمشاركة…
بنموسى يتفقد تطور برنامج تأهيل المؤسسات التعليمية المتضررة من…

اخر الاخبار

الرئيس الصيني يضع المملكة المغربية على قائمة الشركاء الاستراتيجيين
عبد اللطيف وهبي يُؤكد أن مهنة المحاماة تواجهها الكثير…
رسالة من جلالة الملك محمد السادس إلى رئيس مجلس…
محكمة جزائرية قضت طفلة مغربية لأغراض سياسية

فن وموسيقى

رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…
نادين نسيب نجيم تكشف عن سبب عدم مشاركتها في…

أخبار النجوم

سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…
فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

وزير التعليم العالي المغربي يُؤكد أن حوالي 11 ألف…
الجامعات البريطانية تدعو إلى زيادة الأقساط بما يتماشى مع…