لندن - كاتيا حداد
أصدرت جامعة أوكسفورد مجموعة من أسئلة مقابلات كلياتها، في محاولة شجاعة لإزالة الغموض عن مقابلات المؤسسة رفيعة المستوى، حيث يمكن لجميع المتقدمين المحتملين وأي شخص آخر اختبار مهاراتهم الخطابية والفكرية، وهذا جزء من حملة تقوم بها الجامعة لتوسيع الوصول إلى كلياتها وتبديد بعض الأساطير المحيطة بالمتقدمين في جامعة تجري مقابلاتها لأكثر من 10 آلاف شاب من أجل 3500 منصب.
وجاءت بعض الأسئلة قصيرة بشكل مُخادعٍ، حيث تسأل هيلين سويفت، الأستاذ المشارك في القرون الوسطى الفرنسية في كلية سانت هيلدا بأكسفورد، المرشحين لقسم اللغات الحديثة: “ما الذي يجعل من رواية أو مسرحية سياسية؟”، بينما تُوصف الأسئلة الأخرى بأنّها غامضة: “ما الذي تعتقد بأنّه الشيء المشترك عند لوم شخص ما؟”، هو سؤال للمرشحين في الفلسفة والسياسة والاقتصاد.
وطرحت ريبيكا كوتون بارات، من كنيسة المسيح، عينة سؤال الرياضيات جاء فيها : “"تخيّل سلم يتكئ على جدار رأسي مع قدميه على الأرض، والدرجة الوسطى من السلم تم تلوينها بلون مختلف على الجانب، بحيث يمكننا أن نراها عندما ذلك عندما ننظر إلى سلم من الجانب. ما هو الشكل الذي تُكوّنه الدرجة الوسطى بينما يقع السلم على الأرض”، وتجيب كوتون بارات "نعم، إجابات الأمثلة واردة"، ذاكرة نظرية فيثاغورث، فرضية، بعض المعادلات، مثلث قائم الزاوية، ورسم على ألواح الكتابة، وليس بالضرورة في هذا الترتيب
وأوضحت كوتون بارات: “هذا سؤال ممتع، لأن الإجابة هو عادة عكس ما يتوقعونه، لأنّهم يفكرون في شكل السلم عندما يقع "وهو عبارة عن سلسلة من الظلال تنحرف متمركزة بعيدًا عن الظلال والأرض" إضافة جميلة هو ما يحدث عندما ننظر بزاوية 1/3 أو 2/3 أثناء صعودنا السلم”، وعلّق ماركوس دو سوتوي، بروفيسور السيموني في الفهم العام للعلوم، وأستاذ الرياضيات بجامعة أوكسفورد: “هذا السؤال عظيمٌ، أنت تريد أن ترى العقل الرياضي يعمل، أخذ السؤال وإيجاد ما هو ضروري حول المشكلة والعمل عليها في معادلة، لا بأس أن تتعثر، نحن كلنا نتعثّر، ما نريد رؤيته هو كيف ترد على التحفيز، ونحن نحاول جعلها متكافئة مهما كانت خلفيتهم، نحن نريد معرفة الطريقة التي يفكرون بها وليس ما يعرفونه”.
ويتذكّر دو سوتوي، بوضوح مقابلته الخاصة للحصول على مكانٍ في كلية وادام، “جئتُ من مكان واسع الإدراك، لذلك كان مرهقًا للأعصاب المجيئ إلى أوكسفورد، ومشيتُ إلى تلك المجموعة الكبيرة من الغرف، ليسألني المُعلّم: “هل تستطيع تغيير لمبة الضوء الخاصة بي؟”، “لك ما استطعت التفكير فيه، هل هذه بداية نكتة رياضية؟ فكم يستغرق علماء الرياضيات لتغيير لمبة؟ ولكن كانت لمبته انفجرت وأرادني أن أغيرها”، دو سوتوي، الذي حصل على أعلى علامة في امتحان القبول هذا العام، تم إعطاؤه مكانًا في حينه.
ونُشرت نماذج الأسئلة ومن بينها 5 حقيقية تم طرحها من قِبل مُعلمي القبول وإجابتها بدرجة متفاوتة من المهارة من قِبل المرشحين المحتملين في جولات مقابلة سابقة – صدرت قبل يوم 15 أكتوبر وهو الموعد النهائي للتقديم للعام القادم. وكان هناك إصدارات عينات مماثلة في السنوات السابقة، وكل عام يتم دعوة ما يقرب من 10 آلاف متقدم للمقابلات في ديسمبر، وسوف يتم قبول 3500 منهم في منتصف يناير، ثم يجب عليهم الحصول على تقديرات A المطلوبة (وعادة ما تكون A و A*) لضمان أماكنهم.
وأكدت جامعة أكسفورد أنها حريصة على إزالة بعض الخوف من المجهول الذي يحيط المقابلة، وخاصة بالنسبة للتلاميذ من المدارس الحكومية التي لا ترسل الطلاب بصورة روتينية لأكسفورد، حيث لم يتلقَ المرشحون تقنيات المقابلات لجامعتي أوكسفورد وكامبريدج مثل أقرانهم في القطاع المستقل. تقريبًا ستّة من أصل 10 طلاب حصلوا على أماكن هذا العام تلقوا تعليمهم في القطاع الحكومي.
وأفادت مدير القبول والتواصل بجامعة أوكسفورد سامينا خان: “سوف تكون المقابلات تجربة جديدة تمامًا بالنسبة لمعظم الطلاب، ونحن نعرف أنّ العديد من المتقدمين المحتملين قلقون بالفعل من التواجد في مكان غير مألوف واستجوابه من قبل الناس التي لم يقابلها – لذلك لمساعدة الطلاب ليصبحوا على دراية بنوع الأسئلة التي قد يُسألوا إياها فقد أصدرنا الأسئلة الحقيقية”.
وتذكّرت وزيرة حزب المحافظين السابقة إدوينا كاري، ومُرشح سابق لكلية سانت آن بجامعة أوكسفورد، سؤالها “هل تعتقدين في أي شيء بشكل مُطلق” عندما تقدّمت لدراسة الكيمياء في عام 1964 "غيّرت مجالها لاحقًا إلى معدات الحماية الشخصية" “أجبتُ على الفور، لا، باستثناء الصفر المطلق بالطبع”، ولاحقًا – أتى سؤال أقل تحديًا قليلًا حول ما فعلته خلال نصف المدة “المتقدمون الآخرون كانوا قد ذهبوا للتزلج، أو بقيوا في المنزل يدرسون، وإجابتي كانت بلهجة سُكان ليفربول نظمتُ استعراضًا، كان مجلس إدارة مدينة ليفربول يحاول إغلاق مدارسنا الحكومية، ونظيراتها مدارس الأولاد الجليلة (معهد ليفربول) ودمجهما مع مدارس بادينغتون الثانوية الحديثة، لتشكيل شامل، لذلك قمتُ بقيادة 400 تلميذة في زيهم الموحد خلال الشوارع لتقديم التماس إلى قاعة البلدة”.