الرباط - المغرب اليوم
مجددا، اعتلت التلميذات سلم معدلات الدورة العادية لامتحانات الباكالوريا برسم موسم 2021-2022 في مختلف جهات المغرب، مكرسات بذلك التفوق في عديد من الشعب الدراسية التي تفتح الباب للولوج إلى مدارس عليا في تخصصات دقيقة ومهمة.وعلى امتداد السنوات الماضية، شهدت امتحانات الباكالوريا، كما باقي الاختبارات الإشهادية، تفوقا نسويا كبيرا على مستوى تحصيل أولى المعدلات، وكذلك نسب النجاح التي يرى فيها تربويون بداية تحول كبير في المشهد التعليمي الوطني.
وتصدرت التلميذات نتائج الباكالوريا في سبع جهات، هي: الرباط سلا القنيطرة، بني ملال خنيفرة، سوس ماسة، الشرق، كلميم واد نون، درعة تافيلالت والداخلة وادي الذهب.
ويتعلق الأمر بالتلميذة هدى نعناع عن جهة الرباط بمعدل 19.41، ودعاء الأمين عن جهة سوس ماسة بمعدل 19.14، وهبة شباكي عن جهة بني ملال بـ 19.03، ومنار هراوي عن جهة الشرق بـ 19.21، وهند أبا عن درعة تافيلالت بـ 18.86، وإحسان كوجان بـ 18.75 عن كلميم واد نون.
ووصلت نسبة نجاح الإناث هذه السنة 70.87 في المائة من مجموع المتمدرسات اللواتي اجتزن هذا الاختبار، بينما شكلت نسبة نجاح الذكور الذين اجتازوا هذه الدورة 61.01 في المائة.وحصل التلميذ زيد لحروسي، عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الدار البيضاء-سطات بمسلك العلوم الفيزيائية-خيار فرنسية، على أعلى معدل على المستوى الوطني، وهو 19.44 من 20.
عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، اعتبر أن التفوق النسوي من خلال نتائج امتحانات الباكالوريا يعزى إلى عوامل كثيرة، يمكن تلخيص أهمها في كون الفتيات أكثر ميلا إلى الانضباط والالتزام بالواجبات والتركيز عليها.
وأضاف الخضري أن الفتيات لهن درجة عالية من الحرص والإصرار والشغف بالتعلم (Persévérance et détermination et passion d’apprentissage)، نظرا لما يتملك الفتاة منذ نعومة أظفارها من شعور بالمسؤولية والخوف والتحفظ، وما إلى ذلك من مؤثرات نفسية.
وتأتي هذه المعطيات، وفق الخضري، بخلاف ما توليه الأسر للفتيان الذين حتى لو خصصت لهم حصص الدعم، فإنهم يصابون بحالة من الشرود الذهني الذي يفقدهم قوة التركيز على التحصيل.
وأكد الحقوقي المغربي أن علاقات الأقران بين الأولاد غالبا ما تسقط الأبناء في الإدمان والانحراف السلوكي، مما يضعف مردوديتهم في التحصيل بشكل كبير. واليوم، أصبح المجتمع يضج بعوامل فاقمت هذه السلوكيات، خاصة مواقع التواصل الافتراضي (تيك توك، فيسبوك).
وعبر الخضري عن اعتقاده بأنه من الضروري أن تولي الأسر الاهتمام بالجوانب النفسية والفكرية والاجتماعية والسلوكية لدى الفتيان على قدر اهتمامها بهذه الجوانب لدى الفتيات، لكنه استدرك بأن الأسر تجد صعوبة في ضبط وتأطير الفتيان إلا بنسبة ضعيفة.
وفسر الخضري هذا الأمر بكون “مرحلة المراهقة لدى الفتيان تكون أصعب بكثير مقارنة بالفتيات، إلا إذا كان الزوجان، خاصة الأب، من الحزم ومن القوة بما يمكنهما من ضبط سلوكيات ومسار الأبناء، مع التذكير بأهمية الجانبين المادي والأخلاقي للأسر، لما لهما من تأثير مباشر في مدى التزام الأسر بمتابعة مصير أبنائها وبناتها”.
قد يهمك أيضا
نسبة النجاح في اختبارات الباكالوريا في المغرب تُسجل تراجعاً خلال دورة 2022