الدار البيضا - جميلة عمر
سارع الفريق النيابي لأحزاب "فيدرالية اليسار الديمقراطي"، بقيادة عمر بلافريج، إلى مساءلة وزير التربية الوطنية والتدريب المهني، رشيد بلمختار، ووجّه سؤالا كتابيًا حول إغلاق وتفويت المؤسسات التعليمية العمومية، معلّقًا أن "إغلاق وتفويت العديد من المؤسسات التعليمية العمومية في مجموعة من المدن المغربية، ومسؤولية ذلك في إعاقة كل إصلاح حقيقي في المستقبل يرمي إلى إعادة الأبناء إلى المدرسة العمومية".
واضطرت 200 مدرسة عمومية، في عدة مدن مغربية، إلى أن تغلق أبوابها بعدما لم يعد يتردد عليها الطلبة في رقم صادم كشف عنه تقرير رفع إلى اللجنة الدائمة للحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالأمم المتحدة، ما يؤشّر على بدء العد العكسي للمدرسة العمومية ونعي التعليم العمومي الذي يبتلع لحد الآن ميزانية ضخمة، كما يظهر هجرة جماعية نحو مدارس التعليم الخصوصي، ففي الدارالبيضاء لوحدها جرى إغلاق مدارس عدة في أحياء راقية خلت بالكامل من الطلبة حيث قرّرت مصالح وزارة التربية والتعليم المغربية هدم بعضها، وهناك من يرجع الأمر إلى أن نمو التعليم الخصوصي وإقبال العامة عليه ما أدى إلى تراجع المدارس العمومية وانحسار عدد تلاميذها قبل أن ينتهي وجودها، بقرار إغلاق أو هدم.
وأفادت جمعية الشبيبة المدرسية، أنه نجد في لائحة المدارس المغلقة، مدارس تدخل ضمن المآثر العمرانية العتيقة، بعض المدارس احتضنت لقاءات بالغة الأهمية، كمدرسة الأحباس بالمدينة العتيقة بالرباط والتي تأسست سنة 1938، والتي كانت شاهدة على مجلس وزاري ترأسه المغفور له محمد الخامس في فضائها سنة 1945، وقد صنفتها منظمة اليونسكو كتراث إنساني عالمي، إلا أن قرار الإغلاق كان نهائيا وقضى، بجرة قلم على تاريخ مدرسة تخرجت منها أجيال من رجالات الدول".