الرئيسية » تحقيقات وأخبار
زواج القاصرات

الرباط - المغرب اليوم

أثار نص في مقرر مادة الاجتماعيات للمستوى الخامس ابتدائي جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين معارض ومؤيد.ويتعلق الأمر بمقطع من نص مأخوذ من تقرير نشره أحد المواقع الإلكترونية حول تزويج القاصرات؛ ويسرد قصة طفلة اسمها عائشة، قدمت على أنها إحدى ضحايا تزويج القاصرات.وجاء في المقطع: “انتزعت عائشة من بين لعبها وسلمت إلى رجل ينتمي لقبيلة والدها،.. لم تلتق به إلا أمام القاضي الذي أبرم عقد زواجهما، وافق علال بأن يزوج طفلته لصديقه رغم أنها تصغره سنا بـ28 عاما، إذ يقول إن عادات قبيلته.. لا ترى البنت إلا في بيت زوجها كيفما كان سنها”.وفور تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لهذا المقطع، توالت التعليقات المنددة، حيث اعتبر البعض أن إيراد اسم عائشة تم بسوء نية بهدف الإساءة إلى لعائشة أم المؤمنين زوجة النبي، التي تروي كتب التراث أن النبي تزوجها في سن صغيرة.

مس بالأمن الروحي : اعتبر عبد الإله دحمان، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، في تدوينة على “فيسبوك”، أن هذه الفقرة طعن مباشر في بيت النبي وتهديد للأمن الروحي للمغاربة.وأفاد حسن عديلي، مفتش تربوي وبرلماني سابق عن حزب العدالة والتنمية، في تصريح لهسبريس، بأنه ما كان على مؤلفي الكتاب استعمال اسم ينطوي على حمولة رمزية في الدين الإسلامي.وأضاف: “مؤلفو الكتاب ارتكبوا خطأ فادحا، إذ كان عليهم تغيير الاسم؛ فالنصوص المدرسية ليست هي النصوص الأكاديمية أو نصوص الصحافة”، مبرزا أنه من الناحية الديداكتيكية يتم اعتماد “النقل الديداكتيكي”، من خلال التصرف في النصوص حتى تؤدي وظيفتها التعليمية والمدرسية دون إثارة أية حساسيات في المجتمع.

وتابع: “كان على مؤلفي الكتاب أن يتفادوا ذكر الاسم أساسا؛ لأن هناك طفلات صغيرات قد يتعرضن للتنمر لتطابق اسمهن مع الاسم الذي ورد في النص”.وسجل عديلي أنه إذا لم تكن هناك سيئة نية لدى المؤلفين، فقد تم ارتكاب خطأ ديداكتيكي فادح، داعيا وزارة التربية الوطنية إلى تدارك الأمر بتوجيه مذكرة من أجل عدم اعتماد هذا النص.

تطهير التراث الفقهي : من جهته، اعتبر الكاتب المغربي أحمد عصيد، في تصريح لهسبريس، أن الذين غضبوا من استعمال نص تربوي مقتبس عن طفلة اسمها عائشة تم تزويجها فمشكلتهم مع “صحيح البخاري”، الذي يزعم بأن النبي تزوج عائشة في سن السادسة ودخل بها في سن التاسعة؛ وهو ما يعتمده الفقهاء في إجازة اغتصاب القاصرات معتبرين الحديث المنسوب إلى عائشة “صحيحا”.

وأشار عصيد إلى أن منبع المشكل موجود في الفكر الفقهي الإسلامي وفي الأخبار الملفقة، التي تراكمت لمدة 200 سنة والتي جرى تدوينها في القرن الثالث واعتبرت “صحيحة” وصارت قدوة على مر القرون إلى اليوم.وأضاف الباحث والناشط الحقوقي: “لا بد من تطهير التراث الفقهي من النصوص الخطيرة للفقهاء القدامى، الذين تفننوا في الحديث عن “زواج الصغيرة””.وشدد عصيد في التصريح ذاته على أنه من واجب النظام التربوي القيام بتوعية الأطفال بحقوقهم، وإكسابهم وعيا يتماشى مع السياق الراهن ويجعل منهم مواطنين صالحين لبناء مستقبل أفضل.

قد يهمك أيضَا :

مكتب الأمم المتحدة في المغرب يبحث في حجج القضاة لزواج القاصرات

باحثون ينادون بتكثيف الحملات التحسيسية لحماية القاصرات من العنف الرقمي

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

تعليق مؤقت للدراسة في ألمانيا بسبب رسائل تهديد مرتبطة…
أكثر من 600 ألف طالب يُحرَمون من التعليم في…
بنموسى يحث على تشجيع الطلاب على ممارسة رياضة الغولف…
أطفال غزة بلا مدارس مع بدء العام الدراسي الجديد…
وزارة التعليم العالي في المغرب تكشف نسب متدنية للمشاركة…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن…
زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

رياضة

محمد صلاح ينفي شائعات التجديد مع ليفربول ويؤكد أن…
المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

الهوس بالتنوع والإندماج و المساواة يدّمر الجامعات البريطانية
سبعمائة ألف طفل لبناني لم يتمكنوا من بدء العام…