الرباط - المغرب اليوم
في منطقة حيّ سيدي موسى الشّعبي بمدينة سلا، داخل قيسارية “وجادة”، تكتظّ المحال التّجارية المتخصصة في بيع المعدات التكنولوجية بشباب غالبيتهم سيجتازون هذا الصّيف امتحانات الباكالوريا، ويسعون إلى النجاح في الاختبارات النهائية عن طريق الغشّ، باستعمال بعض الأساليب الملتوية للوصول إلى غايتهم.
ويعتمد عدد من المرشّحين لاجتياز امتحانات الباكالوريا آخر السّنة على مجموعة من الطرق غير القانونية لضمان نجاحهم. ومن هذه الطرق المعروفة وسط “الغشاشين” الاعتماد على سماعات دقيقة تعمل عن طريق “البلوتوث”، إذ يتم الرّبط بين هاتفين ليتوصل المرشح بالأجوبة الجاهزة من شخص يقوم بالمهمة خارج أسوار الاختبار.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ازدهرت مناشير وإعلانات بيع وترويج معدات ووسائط إلكترونية متطورة تستعمل في عمليات الغش أثناء اجتياز الامتحانات المدرسية (امتحانات الباكالوريا)، حيث عرض شريط منشور كيفية استعمال السماعات بالطريقة الصّحيحة، وبعض النصائح لاجتياز الامتحان في ظروف “عادية”.
وخلال السّنة الماضية، تم حجز أكثر من 345 وحدة من هذه الرقاقات الإلكترونية من مختلف الأنواع، فضلا عن العشرات من السماعات والبطاريات والشواحن الخاصة بها، وفقا لما نقلته حصيلة التدخلات الأمنية. واستهدفت هذه العمليات الأمنية إعلانات منشورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومواقع للتجارة الإلكترونية تعرض بيع رقاقات إلكترونية تستعمل في تلقي الاتصالات الهاتفية.
ويشير رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، بوعزة الخراطي، إلى أن “ظاهرة الغش متأصلة داخل المجتمع المغربي”، مستبعدا إمكانية منع المرشحين لاجتياز الامتحانات النهائية من الغش بصفة نهائية، وتابع: “لا يمكن منع بين المنتجات التكنولوجية لأن الأمر يتعلق بسوق مفتوحة، وهي معروضة لجميع المواطنين”.
وأقر الخراطي بصعوبة الحد من ظاهرة الغش وسط التلاميذ والطلبة “لأن الأمر يتعلق بامتحان مصيري يتم فيه الاستعمال جميع الوسائل غير القانونية وغير الشرعية من أجل الوصول إلى هدف رئيس هو النجاح”، معتبرا أن “الحملات التحسيسية لا تكفي للقضاء على الغش”، وزاد: “عوض ذلك يجب التركيز على البرامج التحفيزية وتحرير الطاقات والإبداع في صفوف الشباب”.
ويشير الخراطي إلى أن “الوزارة تراهن على جعل محطة البكالوريا أساسية، بينما يراها عدد من الشباب محطة حاسمة في الحياة، وبالتالي سيكون الرهان خفض نسبة الغش وسط التلاميذ، لأنه من الصعب أو المستحيل القضاء نهائيا على هذا المشكل”.
قد يهمك ايضاً :
المدرسة الأمريكية في مراكش تطلق الباكالوريا الدولية
احتجاز شهادة الباكالوريا يجر مدارس خاصة في المغرب إلى المحاكم