الدارالبيضاء-أسماء عمري
مع اقتراب الانتخابات الجماعية والجهورية في الرابع من أيلول/سبتمبر المقبل كثفت عدد من الأحزاب السياسية المغربية نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "الفايسبوك" و "تويتر" وذلك لحشد أكبر عدد من المتابعين، و الحصول على شعبية أكبر وسط رواد العالم الافتراضي.
و تحاول الأحزاب السياسية الاقتراب أكثر من فئة الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إذ لم تعد تكتفي بوسائل الإعلام التقليدية، من صحافة مكتوبة وإذاعة وتلفزيون، لترويج برامجها الانتخابية والدعاية لمرشحيها.
ويتواصل عدد من الوزراء وزعماء الأحزاب السياسية عبر حساباتهم في موقع "الفايسبوك" من خلال نشر أغلب أخبارهم ونشاطاتهم مع الرد على تساؤلات بعض متابعيهم، مثل الوزير المنتدب المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف، الذي ينشر كل أربعاء و بشكل أسبوعي عبر صفحته تدوينة موجهة لمتابعيه يعبر من خلالها عن رأيه في قضية معينة، أو يخبرهم بجديد يتعلق بالقطاع الذي يشرف عليه كما يرد على تساؤلات بعضهم
حملات انتخابية سابقة لأوانها
تحدد الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ضوابط تنظم مرور الأحزاب السياسية عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية كما أن عبورها عبر المنابر المكتوبة بدوره محدود ومضبوط باستثناء الصحف الناطقة باسمها، إلا أن استعمالها لوسائط التواصل الاجتماعي يبقى غير محدد الأمر
الذي يستغله بعض المرشحين لإطلاق حملات انتخابية سابقة لأوانها (قبل الثاني والعشرين من آب / أغسطس الجاري) من خلال تمرير أفكار معينة والترويج للبرنامج الانتخابي لحشد دعم الناخبين لمرشحيهم خاصة من الشباب.
وكان نشطاء فايسبوكيون في مدينة كلميم جنوب المغرب، قد رصدوا خروقات انتخابية قبل بداية حملة الدعاية للمرشحين حيث نشر النشطاء منشورًا في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، باسم أحد المنتخبين الجماعيين بكلميم عن حزب "الاتحاد الاشتراكي"، تدعو لدعم مرشح الوردة للانتخابات الجماعية، كما أن المنشور رفق بصورة للمرشح في مجلس النواب واسمه.
كما رصد النشطاء ، نشر قيادي أخر في "شبيبة حزب الاستقلال" في إقليم كلميم، ورقة الدعاية الانتخابية لوكيلي لائحة الميزان بالانتخابات الجماعة والجهورية بكلميم وادنون، على صفحته الشخصية على الفايسبوك ،تضم دعوة للناخبين بدعم مرشحيه في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة
اختلاف آراء الشباب حول استخدام السياسيين لهذه الوسائل الحديثة
وبخصوص مدى نجاعة وسائل التواصل الاجتماعي في التقرب أكثر من فئة الشباب وإقناعهم
بالتصويت لأحد المنتخبين "المغرب اليوم" طرحت السؤال على عدد من مستخدمي هذه المواقع وأكد بعضهم أنها بادرة تحسب للأحزاب السياسية التي بدأت في الانفتاح على فئة الشباب من خلال استخدامها لوسائل التواصل الحديثة ليصبح التواصل مباشر فيما بينهم فيما يرى آخرون أن النتيجة نفسها سواء استخدموا وسائل تواصل حديثة أو تقليدية اذ يظل البرنامج الانتخابي مجرد كلام على ورق حسب رأيهم.
فاطمة 26عامًا من الشباب النشيط على موقع "فيسبوك" قالت أنها لاحظت منذ حوالي الشهر ارتفاع في عدد الصفحات الخاصة في المنتمين للأحزاب السياسية وكذلك نشاطًا أكبر على مواقع بعض الأحزاب منها "الاستقلال و العدالة والتنمية " والتي تنشر أخبارها على مدار الساعة واعتبرت أن هذا أمر ايجابي ويدل على انفتاح الأحزاب السياسية على الشباب ومواكبتها لعصر التكنولوجيا وهو مؤشر على أن تلك الأحزاب أصبحت تضع الشباب ضمن مخططاتها وتحاول إقناعهم بالمشاركة في العملية الانتخابية.
أحمد 28 عامًا شاب نشيط على مختف مواقع التواصل الاجتماعي قال أن استعمال هذه الطرق الحديثة في التواصل يبقى أمرًا ظرفي يستغله المرشحون فقط خلال فترة الانتخابات لجلب أصوات أكثر إلا أنهم يختفون بمجرد انتهاء الانتخابات وهو ما يزيد من عزوف الشباب أكثر عن السياسة حيث أن البرنامج الانتخابي يبقى مجرد وعود انتخابية لا أكثر.
أسامة 23 عامًا لديه حساب على " تويتر" و"فيسبوك" اعتبر أن الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في ما سمي بالربيع العربي لفت أنظار السياسيين إلى هذه المواقع باعتبار أنها تشكل وسيلة تواصل مباشرة مع الناخبين الذين يعبرون عن أرائهم بكل حرية ودون قيود وهو ما يمنح الفرصة للسياسي بتقديم الشروحات عن أي استفسار ومحاولة الإقناع بما يحتويه البرنامج الانتخابي.
أزيد من تسعة ملايين مغربي على موقع "الفايسبوك"
يتوفر أزيد من تسعة ملايين مغربي على حساب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،و أكثر من 80% منهم شباب حسب ما صرح به وزير الاتصال مصطفى الخلفي.
كما شهد عدد المشتركين في خدمة الانترنيت زيادة من ستة ملايين خلال سنتين فقط، بحيث انتقل عدد المشتركين في هذه الخدمة من أقل من أربعة ملايين عام 2012، إلى أزيد من عشرة ملايين بحلول نهاية 2014، حيث من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 22 مليونًا في أفق 2018.
ويبقى أكبر تحدي أمام الأحزاب السياسية هو إقناع هذه الفئة العريضة في برامجها الانتخابية، وأفكارها السياسية لتوجه إلى صناديق الاقتراع خاصة وأن أغلب رواد الشبكات التواصلية من الشباب عازف عن المشاركة الانتخابية وهو ما أكدته إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط في المغرب التي أفادت بأن 70% من الشباب لا يثقون في جدوى العمل السياسي، و5% يؤمنون بالعمل الحزبي، و1% فقط يزاولون الفعل السياسي من داخل الهيئات السياسية، بينما يشكل الشباب 40% من الكتلة الناخبة.