أنقرة ـ جلال فواز
كشفت الحكومة الكرواتية عن كذب مراسل جريدة "صن"، الذي زعم أنه نجح في تهريب نفسه من تركيا إلى فرنسا، وأظرت الحكومة الكرواتية صورة من جواز السفر الذى طُلب من المحرر تقديم على حدودها، وأوضحت الجريدة أن مراسلها إيميل غيسين نجح فى التهرب من كل الضوابط الأمنية خلال ستة أيام، في رحلة استغرقت 2000 ميل عبر ممر للاجئين من تركيا إلى أوروبا الغربية.
وأوضحت وزارة الداخلية الكرواتية، أن وثائق الصحفي تم فحصها مرتين من قبل مسؤوليها، الأولى عندما دخل كرواتيا والثانية عندما غادر، وأصدرت الحكومة إنكارا يوم السبت يوضح أن قصة جريدة "صن" تضمنت "ادعاءات كاذبة وخبيثة".
وزعم غيسين أنه نجح في العبور من تركيا إلى اليونان بمساعدة مهربي البشر، عندما انتحل صفة إيراني، وسافر بعدها عن طريق دول البلقان، بما فى ذلك كرواتيا، ثم إلى ألمانيا عبر النمسا، وانتهت رحلته فى باريس، حيث زار قاعة باتكلان التي شهدت واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية فتكا في العاصمة الفرنسية الشهر الماضي.
وبيّن تقرير الصحيفة، الذي احتل صفحتين من عدد السبت بعنوان "ستة أيام من الإرهاب"، أن أبواب أوروبا ما زالت مفتوحة على مصراعيها للخطر، وظهرت صور غيسين في نقاط مختلفة في رحلته، بما في ذلك تركيا واليونان وصربيا وفرنسا.
وجاء في تقرير الجريدة "في ظل التراخي على الحدود الأوروبية قام إيميل غيسين 34 عاما بالدفع للمهربين للوصول إلى اليونان عن طريق القوارب قبل السفر إلى القارة، إنها رحلة مماثلة لتلك التي قام بها انتحاريا باريس أحمد المحمد ومحمد المحمود، اللذين عبرا الحدود بدون مراجعة قبل أن يفجروا أنفسهم في استاد فرنسا منذ أكثر من شهر".
ونقلت الصحيفة عن النائب العمالي "سيمون دانزوك" قوله إن القصة كانت مقلقة للغاية، إلا أن إنكار الحكومة الكرواتية ألقى ظلالا من الشك على مزاعم جريدة "صن"، وجاء في بيان نُشر على الإنترنت السبت " في الحقيقة هي ادعاءات كاذبة وغير دقيقة، لأن شرطة الحدود الكرواتية سجلت دخول إيميل بييرغيسينا".
وعلى الرغم من اختلاف هجاء غيسين بطريقة غير صحيحة في البيان، إلا أن الاسم في جواز السفر تطابق مع الاسم الذي ظهر في جريدة "صن" كما تشابهت الصورة وتاريخ الميلاد، وأفادت السلطات الكرواتية أنها قامت بفحص جواز سفر غيسين فى Tovarnick على الحدود مع صربيا فى 23 تشرين الثانى/نوفمبر، وتم فحصه مرة أخرى في مطار "بليسو" بالقرب من العاصمة زغرب بعدها بيوم.
وتزعم جريدة "صن" فى التقرير أن غيسين سافر من كرواتيا إلى زغرب بالقطار، وقضى ليلة هناك في فندق، ثم قالت إنه استقل سلسلة من القطارات متجها إلى فرنسا، بدءا من ميونيخ عبر سلوفينيا والنمسا، حيث لا يوجد فحص لجواز السفر، ولم تذكر الجريدة رحلة الطيران.
وبينت وزارة الداخلية الكرواتية أن القصة "ضارة بسمعة الشرطة الكرواتية وجمهورية كرواتيا"، وكتب وزير الداخلية الكرواتى Ranko Ostojić على فيسبوك أنه "سعيد لأن الشرطة قبضت على الكاذبين"، فى إشارة إلى من أسماهم بالصحفيين المحترفين، فيما قالت متحدثة باسم جريدة "صن": "تتحرى الجريدة الآن من المخاوف التي أثيرت بشأن القصة، وأن الصحفي الذى قدّم القصة ليس من موظفي الجريدة، لكنه صانع أفلام وثائقية مستقل، وتستخدم أعماله من قبل المحطات الوطنية والصحف والمواقع".