طهران ـ مهدي موسوي
هلعت السلطات الإيرانية بسبب الشعور العام بالغضب والخوف من الروايات المتضاربة في شأن حادث أصفهان، وعواقبه، فيما كثف عدد من المسؤولين الإيرانيين لهجتهم ضد وسائل الإعلام بسبب تغطية الهجمات.وكشف حاكم محافظة أصفهان رسول زارجابور، وهو أحدث شخصية تعلق على المشتبه فيهم، أنّه "حتى الآن تم التعرف على عشرة من المشتبه بهم في شأن الهجمات الحمضية في المحافظة، ويجري استجوابهم من طرف الشرطة".
ومن جانبه، اعتبر المدعي العام الإيراني إبراهيم رئيسي أنَّ "وسائل الإعلام وضعت الاتهامات في مكانها غير الصحيح"، نافيًا أن تكون "الهجمات الحمضية مرتبطة بأسباب دينيّة أو أخلاقية".
وانتقد رئيس السلطة القضائية الإيراني صادق لاريجاني المؤسسات الإعلامية، معتبرًا أنها "تلوث الغلاف الجوي"، فيما رأى رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية حسن فيروز أبادي، الثلاثاء، أنَّ "تأثير بعض التقارير الإعلامية أسوء من هجمات الحامض".
وقامت الوكالة الإخبارية الرسمية "إسنا" بالتحقيق في الاعتداءات، ومقابلة الضحايا، اللاتي تعرضن لهجوم وحشي من طرف متشددين، والذين بدورهم انتقدوا تغطية الاعتداءات من قِبَل المواقع الإخبارية المحلية والأجنبية.
واعتقل على الأقل أربعة صحافيين من وكالة "إسنا"، في أصفهان، الإثنين الماضي، وأطلق سراح اثنين بعد فترة وجيزة، ولكن الصحافيين الآخرين لايزالان في الحجز، وهم رئيس مكتب "إسنا" في أصفهان زهرة محمدي، ومحررة الشؤون الاجتماعية لدى الوكالة سنام فارسي.
وجاء ذلك بعدما ألقى مهاجمون يستقلون دراجة نارية، الحمض الأسيدي، على ثماني فتايات، وهو الحادث الذي روع الإيرانيين، وأثار الاحتجاجات في إصفهان وطهران، حيث يعتقد أنَّ الضحايا تعرضن للهجوم بسبب ملابسهن، على الرغم من نفي السلطات ذلك.
وغضب المسؤولون الإيرانيون جراء الإشارة إلى أنَّ "المهاجمين متطرفون دينيًا، واستهدفوا الضحايا لأنَّ ملابسهن لم تتناسب مع وجهة نظر المتشددين"، وذلك على الرغم من إدانة الدولة لحادث أصفهان، فيما يرى الكثير من الإيرانيين أنَّ "السياسة الصارمة، منذ فترة طويلة، على الملابس النسائية، تشجع مثل هذه الهجمات".
وتلتزم المرأة في إيران بموجب القانون بتغطية جسدها بداية من رأسها وحتى قدميها، ولكن العديدات تخالفن اللوائح، عبر الكشف عن شعرهن.
وتبيّن أنه، في مطلع الأسبوع، تم اعتقال مصورة وكالة "إسنا" آريا جعفري، التي وثقت الاحتجاجات الشعبية الأسبوع الماضي في أصفهان، ونشرت صور بداية الاحتجاجات، ووزعتها في أنحاء العالم.
وفي سياق متصل، دان عضو اللجنة القائمة على حماية الصحافيين من الاعتقال في نيويورك جيسون ستيرن، القبض على جعفري، وأشار إلى أنه "تتناول القضية كل شيء عن المتشددين الإيرانيين، تغطية وسائل الإعلام الناقدة واحتجاجات الشوارع وحقوق المرأة ومساءلة الحكومة"، مضيفًا "الأن تحولوا لاعتقال الصحافيين في محاولة فاشلة لمنع الإيرانيين والعالم من معرفة ما يجري في أصفهان"، مشدّدًا على "ضرورة الإفراج عن الصحافيين المعتقلين فورًا".