لندن ـ ماريا طبراني
تلقَّت الشَّبكة الإخباريَّة البريطانيَّة "بي بي سي" انتقادات لاذعة، لاستخدام صورة نمطيَّة (stereotyping) هزيلة، لشرح خروج اليونان المحتمل من منطقة اليورو، باستخدام الأكلة الأكثر شعبيَّة في الوطن العربي "الكباب" أو "الشَّاورما".وقال مراسل "بي بي سي" دوجال شو في تقريره بعنوان "خروج اليونان"، الذي يشرح كيفية خروج اليونان من الاتحاد الأوربي: لكي نفهم الأمر دعونا نفكر بطريقة معروفة ومألوفة، ولنقوم بذلك سنستعين بأروع أكلات البحر المتوسط، وهي الكباب أو الشاورما. وأضاف "فلنتخيل الكباب، وكأنه الاقتصاد اليوناني، الذي يريد المحافظة على المواطنين من خلال توفير الضروريات مثل الأجور والقروض العقارية، التي لا يجب أن تتوقف، وإلا فسد الأمر".
ويمضي التقرير لوصف الأرز داخل الكباب كأنه أوروبا، قائلا: تخيل الأرز داخل الكباب هو الاتحاد الأوربي وعملته اليورو، ونحن بحاجة الى مبادلته بأرز آخر وهو عملة اليونان (الدراخما)، وذلك في حالة خروج اليونان، ولأنها عملية حساسة، سأضع الأرز الآخر داخل الخضروات المحشوة أو "دولماديس" وأضعها مع الكباب".
وأضاف دوجال "هذه الخضروات تمثل ضوابط رأس المال التي تمنع الناس من تحريك أموالهم وتحفظ الأرز، بحيث لا يمكن لأحد إخراجه من البلاد بينما يجري تبديل العملة"، متابعا "ثم يتم تبديل الأرز ووضعه داخل خبز البيتا، الذي يغطي الأرز، الجاهز للاستهلاك".
وانطلق المشاهدون في توجيه انتقادات لاذعة ومؤلمة للشبكة البريطانية، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بسبب استخدام الكباب في شرح أزمة اليونان.
فيما كتب الأستاذ الجامعي والمؤلف ستيفن يستلاند "شرح خروج اليونان من منطقة اليورو باستخدام الكباب هو تشبيه بعيد مثير للشفقة، كان من الممكن أن تقدم "بي بي سي" أفضل من ذلك".
يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها الشبكة البريطانية لانتقادات حادة، بسبب شرح أزمة اليونان من خلال التشبيه، ففي العام 2012، تم انتقاد مراسلها جيريمي باكسمان.
وقال متحدث باسم "بي بي سي": هذه مجرد واحدة من العديد من الطرق، التي تستعين بها "بي بي سي" لتغطية أزمة ديون اليونان عبر التلفزيون والإنترنت والراديو، وغالبا ما نستعين بالرسومات أو الفيديو للمساعدة في شرح القصص الصعبة والحصول على النقاط الرئيسية للمضي قدما في التقرير.
يأتي هذا بينما يجتمع وزراء مالية دول اليورو، من 19 دولة، للمرة الثالثة في 10 أيام، لمحاولة التوصل إلى حل للحفاظ على اليونان داخل الاتحاد الأوربي. فيما رفضت اليونان تمديد برنامج الإنقاذ ووصفته بـ "السخيف".
ومن المرجح أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق قبل انقضاء برنامج الإنقاذ في 28 من شباط/ فبراير، فستكون هناك مخاطر نفاد التمويل.
وحذر المستشار جورج أوزبورن من "المحادثات الجارية في منطقة اليورو بشأن ديون اليونان، لأنها تشكل خطرا على الاستقرار الاقتصادي في بريطانيا"، متابعا في تصريحات أدلى بها لشبكة "سكاي نيوز"، أن "دول منطقة اليورو يجب أن تجد حلا مشترك لدرء أزمة شاملة"، وأوضح أن "المواجهة الحالية بين دول منطقة اليورو واليونان تهدد بخطر أزمة شاملة، من شأنها أن تلحق ضررا حقيقيا بالاقتصاد الأوربي، ويشكل خطرا على بريطانيا".
واستطرد بالقول "نحن بحاجة إلى أن تجد منطقة اليورو حلا مشتركا، أما في داخل بريطانيا، فنحتاج إلى الاستمرار في العمل وفقا لخطة اقتصادية، للشعور بالأمان".
وقال المستشار السابق لورد لامونت: إن تدابير التقشف التي فرضت على اليونان جاءت بنتائج عكسية وغير ناجحة، ومن الضروري التوصل إلى حل وسط لأزمة اليونان، وإعادة التفاوض والمباحثات، مضيفا أن "هذا الوضع خطير جدا لمنطقة اليورو".