عمان - إيمان أبو قاعود
انطلقت ورشة عمل تدريبية مُتخصِّصة لصحافيين ونشطاء حقوقيين عراقيين، بعنوان "الكتابة المتخصصة في قضايا حقوق الإنسان"، والتي يُنظِّمها مركز "حماية وحرية الصحافيين" الأردني، بالتعاون مع السفارة الأميركية في بغداد.
وأضاف الرئيس التنفيذي لمركز "حماية وحرية الصحافيين"، نضال منصور، أن "الورشة تأتي ضمن سلسلة من الورش التي نظَّمها المركز لصحافيين ونشطاء عراقيين، بهدف التأكيد على أن الاحتراف المهني شرط أساسي لتطوير العمل الإعلامي، الذي يثق الناس فيه، ولاسيما في ما يتعلق بالتغطية الإعلامية لقضايا وملفات حقوق الإنسان، وليس فقط في العراق، بل في بلدان العالم العربي كافة".
وأشار منصور، إلى أن "تغول السلطة التنفيذية طوال العقود الماضية على الإعلام، كان أحد أسبابه، أن بعض وسائل الإعلام تفتقد للمهنية، ولم تلتزم بمدونات السلوك وأخلاقيات العمل الإعلامي، مما جعلها في النهاية عرضة للانتقاد".
وانتقد منصور، "خروج بعض الصحافيين ووسائل الإعلام عن القواعد المهنية، وتحولهم إلى منابر تحرض على العنف والكراهية، وتُروِّج للطائفية، بدلًا من العمل على المصداقية والالتزام بالتوازن في عرض الآراء والبحث عن الحقيقة، بما يخدم مصالح الناس، وحقوقهم بعدالة وتسامح".
وأوضح منصور، أن "تدريب الصحافيين على التخصص خطوة ضرورية لتعزيز مهاراتهم في كل فنون العمل الإعلامي"، منوهًا إلى ضرورة قيام الصحافيين بعكس قضايا حقوق الإنسان في موادهم الإعلامية، وتطوير معرفتهم وثقافتهم إلى الجانب الحقوقي"، ومشيرًا إلى "برنامج الإعلام وحقوق الإنسان الذي نفَّذه المركز".
تجدر الإشارة إلى أن الورشة يشارك فيها 13 صحافيًّا وناشطًا حقوقيًّا عراقيًّا، وتستمر لمدة 5 أيام، خلال الفترة ما بين 4 حتى 8 أيار/مايو الجاري، في فندق "كورب"، في عمان، ويشرف على التدريب فيها الزميلان الصحافيان المتخصصان في تغطية قضايا الإنسان، نورالدين خمايسة، وعبدالكريم الوحش، من خلال التعرض للجوانب المتعلقة بمهارات العمل الصحافي وفنونه، إلى جانب المحامي، خالد خليفات، الذي يعرض للجوانب المتعلقة بقوانين الصحافة في العراق، والحماية القانونية للإعلاميين، وآليات رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلام.
وسيتعرف المشاركون في الورشة في يومها الأول، على تعريفات ومفاهيم في حقوق الإنسان، والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وسمات وصفات حقوق الإنسان، إلى جانب أخلاقيات وقيم العمل الصحافي، ومراعاة الخصوصية، وتجنّب خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وسيتلقون تمرينًا عمليًّا على تطبيق أخلاقيات ومبادئ حقوق الإنسان في تغطية الانتخابات البرلمانية من خلال دراسة حالة.
أما اليوم الثاني، سيتعرف المشاركون فيه على الكتابة الحقوقية، أنواع الفنون الصحافية، وتقييم مصادر المعلومات وحمايتها في حال التعرض للقيود والضغوطات، وسيخوضون تطبيقات في البحث على مصادر حقوق الإنسان في الإنترنت، وكيفية الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في العمل الإعلامي.
ويشتمل برنامج الورشة على تدريبات وتطبيقات عملية في التغطية الصحافية، وأدوات وسمات الكتابة للتقرير الصحافي، إضافةً إلى محاكاة لتغطية التظاهرات، وأحداث العنف، عند القيام بتغطية مواضيع الحق في حرية التعبير، وكيفية التفريق بين الرأي والحقيقة، وكيف ومتى يعبّر الصحافيون عن آرائهم، وتمرينات عملية لبناء المادة الصحافية، والتخطيط للكتابة الصحافية.
ويتلقى المشاركون تدريبات في المعايير الدولية لحريّة الإعلام، وكيفية الرصد والتوثيق، وأنواع الانتهاكات، وتدريب عملي على رصد وتوثيق الانتهاكات.
وسيتم عرض أفكار العمل التي جمعها المشاركون، وتحديد الفكرة المركزية ذات القيمة الخبرية، والأطراف الفاعلة في القصة، وإدماج مفاهيم حقوق الإنسان في الإعلام، وكيفية الاستفادة من تقارير مجلس الشكاوى التابع للأمم المتحدة، وسيتوزع المشاركون على مجموعات عمل خاصة بالمعالجة الحقوقية، في المادة الصحافية وكيفية عرضها.
يذكر أن تلك الورشة تأتي ضمن الأنشطة والفعاليات الجانبية لـ"ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام" الثالث، والذي يُنظِّمه المركز خلال يومي 10 و11 أيار/مايو الجاري، في تظاهرة كبيرة تُعد من أوسع الملتقيات المتخصصة في الدفاع عن حرية التعبير والإعلام في المنطقة العربية، ويحضره العشرات من الشخصيات البارزة في الدفاع عن حرية الإعلام من إعلاميين وسياسيين وفنانين ونشطاء حقوقيين.