دبي ـ المغرب اليوم
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي”بوابة جديدة لتحقيق نجومية وانتشار أكبر لمشاهير التقديم التلفزيوني خصوصًا فئة الشباب منهم، حيث يطلون من خلالها بصفة مستمرة عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، ليعرضوا إبداعات جديدة ومبادرات فردية حققت نسب تفاعل ومشاهدة كبيرة بين رواد مواقع التواصل والـ”فانز” الخاصين بهم، حتى أضافت “سوشيال ميديا” لبعض مقدمي التليفزيون نجومية فوق نجوميتهم التي حققوها عبر الشاشة الفضية.
أسماء كثيرة من مقدمي التلفزيون اختارت بوابة “سوشيال ميديا” لتحقيق النجاح الأكبر، بتوظيف جماهيريتهم التي حققوها عبر برامجهم التي قدموها في التلفزيون، مستخدمين حساباتهم الخاصة بوسائل التواصل وموقع “يوتيوب” لتقديم أفكارهم وإظهار إبداعاتهم التي لم يستطيعوا أن ينفذوها عبر الشاشة الصغيرة، فمنهم من برع في تقديم هذا البرنامج، وآخر حقق نسب متابعة كبيرة جدًا من خلال المبادرات الفردية التي قدمها ووظفها في خدمة المجتمع، أو المشاركة في فعاليات تراثية وأنشطة وطنية وأعمال خيرية ونقلها لحظة بلحظة عبر “إنستغرام” و”سناب شات"، فلماذا لجأ بعض مقدمي البرامج التلفزيونية إلى عالم الـ”سوشيال ميديا”، وما الميزات التي وجدوها في بوابة التواصل مع الآخر، وهل المؤسسات الإعلامية التي يعملون لديها لا توفر لهم ما يحتاجونه لنقل إبداعاتهم عبر شاشات التلفزيون، وما سر نجاح هؤلاء المقدمين عبر الـ”سوشيال ميديا”؟!
حرية أكبر
وأكدت الإعلامية أسمهان النقبي، أنه لا أحد ينكر حاليًا التأثير الكبير للـ”سوشيال ميديا” على عقول الناس، وما حققته من شهرة ونجاح كبيرين للكثير ممن يعرضون إبداعاتهم من خلال منصاتها، فهناك العديد من الأسباب التي تجعل الإعلاميين يتجهون لتقديم إبداعاتهم عبرها، ومن أهمها أنها توفر حرية أكبر للمقدم في عرض ما يريد وبالطريقة المناسبة له، وفي الوقت نفسه يكون التفاعل مع الناس بشكل مباشر من خلال التعليقات وردود الأفعال، موضحة أن عملية تقديم البرامج على مواقع التوصل أصبحت ظاهرة، يتنافس فيها العديد من نجوم التقديم التلفزيوني، لا سيما أنها حققت نجاحات بشكل أكبر وكونت قاعدة جماهيرية بشكل أوسع للعديد من الشخصيات الإعلامية والرياضية والثقافية المعروفة، حول الاختلاف بين الإعلام التقليدي وإعلام الـ”سوشيال ميديا” قالت أسمهان: فرق كبير جدًا، حيث يعتبر سقف الحرية في إعلام الـ”سوشيال ميديا” عاليًا جدًا، ومتاحًا لكل الناس ويمكن لأي أحد أن يوصل الفكرة لشريحة واسعة من الناس في كل أرجاء العالم، أما بالنسبة للإعلام التقليدي فهو يتطلب جهدًا كبيرًا جدًا من التحضيرات كي يظهر العمل بالشكل المطلوب على الشاشة، وتابعت: نحن اليوم في عصر الـ”سوشيال ميديا”، فيجب مواكبتها والتماشي مع تفاصيلها، لكن مع الوقت نفسه احترام الآخر، ومراعاة حدود المجتمع فيما نقدمه عبر هذه المنصات.
الإعلام الحديث
وكشف الإعلامي رافد الحارثي أحد المذيعين الذي اختار أن يحقق نجومية أكبر من خلال الـ”سوشيال ميديا”، حيث عرض في شهر رمضان الماضي برنامجًا بعنوان “دقيقة مع العيلة”، وبثت حلقاته التي تعرض للجمهور نصائح وإرشادات يومية ما قبل الفطور وبعده، عبر حساباته بـ”إنستغرام” وموقع “يوتيوب”: لجأ بعض مقدمي البرامج التلفزيونية إلى عالم الـ”سوشيال ميديا” لمواكبة عالم الإعلام الحديث والتطورات التي لحقت به في السنوات العشر الماضية، فمواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت المنصة الإعلامية الأهم للتواصل الدائم مع الجمهور، وإعطاء الحرية للإعلامي لكي يوصل ما يريد من أفكار وإبداعات، ويروج لها عبر حساباته، وهذا ما لا يستطع التلفزيون توفيره، وتابع: أعتقد أن البرامج التي تطلق على الـ”سوشيال ميديا” من قبل بعض الإعلاميين، فهي فرصه للترويج بشكل أكبر لاسمه وإظهار قدرات أخرى من خلال إبداعات في المحتوى والمضمون، التي من الممكن تقديمها في الـ”سوشيال ميديا” بشكل أكبر عن الإعلام الرسمي الذي توجد به الكثير من المحاذير، وعما إذا كان بعض المؤسسات الإعلامية لا توفر ما يحتاج إليه الإعلامي لنقل إبداعاته عبر شاشات التلفزيون، وبالتالي اتجه لمنصات مواقع التواصل، أوضح رافد أن الجهات الإعلامية الرسمية لا تثق بما يقدمه الـ”سوشيال ميديا” من محتوى منوع وخفيف ومتغير، لذلك لم يعد التلفزيون من أولويات الكثير الذين يعملون به أو يتابعونه، لا سيما أن المعلومة الخفيفة والتقديم بطريقة غير روتينية وكيفية توصيل الرسالة أصبحت من العوامل الرئيسة لأي محتوى يقدم لكي تضمن بقاء محبي الشاشة الصغيرة.
أفكار وإبداعات
وأشار رافد إلى أن هناك العديد من المقدمين الذين أصبحوا مبدعين بما يقدمونه عبر الـ”سوشيال ميديا”، وقد يتعدى ما يقدمه عبرها، نسبة مشاهدات ما قدمه في القناة التي يعمل بها، لأن الكثير منهم يؤمنون بما لديهم من قدرات ويطلقون العنان لأفكارهم وإبداعاتهم، خصوصًا أنهم يعلمون جيدًا أنه لا خطوط حمراء أو حد لسقف الإبداع في عالم الـ”سوشيال ميديا”.
مبادرات إنسانية
وتعتبر منال أحمد إحدى الإعلاميات المهتمات بتواصلها المستمر عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، التي تعرض عليها مبادراتها الإنسانية، وعن ذلك قالت: لديَّ اهتمام كبير بعرض الفعاليات الوطنية والمبادرات الإنسانية التي تهم الناس في الإمارات، ولا أحرم نفسي من المشاركة فيها بدافع إنساني، لذا أبادر مباشرة بنشر الفعاليات المهمة عبر حساباتي بمواقع التواصل والتي أبرزها “إنستغرام” و”سناب شات”، خصوصًا أنني لديَّ متابعون من كل مكان ويتفاعلون وبشكل كبير مع ما أعرضه، وأشارت إلى أن الاهتمام الذي ينصب على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل العديد من الإعلاميين يرجع إلى أن الـ”سوشيال ميديا” أثبتت لمقدم البرامج والإعلاميين بوجه عام، أنه يستطيع أن يستخدم هذه المواقع في إثراء المجتمع أخلاقيًا واجتماعيًا وإنسانيًا بطرقه الخاصة.
قنوات تلفزيونية
ولفت الإعلامي محمد الجنيبي الذي سخر حسابه بموقع “سناب شات” لعرض يومياته الشخصية ومبادراته الإعلامية، وحصد من خلالها على نسب مشاهد ومتابعين عالية، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت طفرة في حياة الناس، وجعلت مشاهير التقديم التلفزيوني يعرضون مبادراتهم وإبداعاتهم الجديدة وتفاصيل حياتهم الإعلامية بشكل مستمر، موضحًا أنه لاحظ في الفترة الأخيرة أن مواقع التواصل أصبحت بمثابة قنوات تلفزيونية تحفز المشاهدين على متابعة المذيعين على قنواتهم التليفزيونية بشكل أكبر، إذ إن بعضهم يطرح ما يعادل بعض الثواني من لقاء تلفزيوني له سيعرض قريبًا مع أحد المشهورين في برنامجه، وهو ما يجعل المتابع يسارع لمشاهدة البرنامج في موعده ليتعرف على تفاصيل أكثر من هذه الحلقة، وأضاف: إذًا هذه المواقع خدمة بشكل خاص للعاملين في مجال التقديم التلفزيوني، الذين ازدادت شهرتهم وأصبح لهم مكان بارز في الشارع الإماراتي والعربي، ما يؤكد أن وسائل التواصل لها جانب إيجابي وكبير في تعزيز ثقة مقدمي البرامج في أنفسهم فيما يعرضونه على حساباتهم خصوصًا إذا كانت الأطروحات تخدم المجتمع.
مطالبة
وشدد الإعلامي رافد الحارثي على ضرورة إدراك أهمية الـ “سوشيال ميديا” خصوصًا من قبل بعض المؤسسات الإعلامية، والابتعاد عن هدم إبداعات الإعلاميين وتهميش ما يتم تقديمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والاهتمام بما يعرض والعمل مع هذا المذيع، أو تلك المذيعة في الترويج بشكل أكبر لفعاليات وبرامج واستراتيجيات المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها عبر الـ “سوشيال ميديا” التي حقق نجاحات من خلالها.