الدار البيضاء ـ عثمان الرضواني
حقق موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" شعبية كبيرة في المغرب، بعدد مشاهدات يزيد عن المليار شهريًا، يليه محرك البحث "غوغل"، بحوالي نصف مليار مشاهدة شهريًا، ثم موقع الفيديوهات "يوتيوب"، والموسوعة الحرة "ويكيبيديا". وحسب دراسات حديثة أجرتها شركة "إيبسو" العالمية لأبحاث السوق ومقرها باريس، قبل عامين، فإنه بمجرد دخول "الهواتف الذكية" السوق المغربية، وتنامي المنافسة بين الفاعلين في مجال الاتصالات، أصبح الإنترنت في متناول اليد لدى 16 مليونًا و477 ألفًا و712 شخصًا.
واحتل المغرب، حسب الدراسة، المرتبة الـ30 عالميًا بعد باكستان وأستراليا، فيما تشير آخر التقديرات إلى أن عدد مستعملي الإنترنت في المغرب وصل حاليًا إلى قرابة 18 مليون مستعمل.
وتعتبر الصين أول بلد في العلم من حيث مستعملي الإنترنت، نظرًا لعدد سكانها، الذي يتجاوز المليار نسمة، فيما احتلت الولايات المتحدة الرتبة الثانية، غير أنها تعتبر البلد الأول عالميًا من حيث الاستفادة والاستخدام، إذ تتوفر على أكبر خمس وحدات التخزين المركزية للمعلومات في العالم.
وحسب إحصائيات المركز العالمي للإنترنيت في الولايات المتحدة (بداية 2014)، تحتل اللغة الإنكليزية المرتبة الأولى من حيث الاستعمال (800.625.314 مستعملًا)، تليها اللغة الصينية (649.375.491 مستعملًا)، وفي المرتبة الثالثة اللغة الإسبانية (222.406.379)، مستخدما، تليها اللغة العربية في المرتبة الخامسة (135.610.819 مستعملًا)، فيما احتلت اللغة الفرنسية المرتبة التاسعة بعد اللغات البرتغالية واليابانية والروسية والألمانية.
الطريف في استخدام الإنترنت، أنه إضافة إلى المعلومات التي يوفرها حول حياة الشعوب والمجتمعات، وطريقة عيشها وتفكيرها واهتماماتها ومشاكلها، أصبح يشكل، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وفضاءات الدردشة، محيطًا اجتماعيًا افتراضيًا مستقلًا عن الواقع المعاش.
وأصبح لمستعمليه لغاتهم الخاصة، التي تستعمل الحروف اللاتينية بمضمون اللهجات والدارجات الشعبية، وفي حال انعدام ما يقابل الحرف المنطوق في اللغة المستعملة كتابة، ابتكر جمهور الإنترنت في المغرب والدول العربية رموزًا وأرقامًا للدلالة على الحروف مثل الحاء التي يرمز إليها برقم 7 والعين برقم 3، والقاف برقم 9.
كما تعتبر كلمة "OK" الأكثر استعمالا في جميع اللغات والمحادثات.
ويرى مراقبون أن اللغات الأكاديمية أصبحت مهددة في ظل التقدم الكاسح للغة الإنترنت، التي يستعملها الشباب.
يشار إلى أن برمجيات المعلومات بدأت في منتصف الستينيات من القرن الماضي داخل دوائر مغلقة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وجرى لأول مرة ربطها بشبكة للتواصل اللاسلكي بداية السبعينيات في شكل برامج في غاية السرية، وكانت أول نواة للإنترنت في التاريخ تخرج إلى العالم نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وتبدأ في الانتشار تحت شعار "دمقرطة الإنترنت"، وتصبح اليوم على الشكل الذي هو عليه الآن، عالم افتراضي له جمهور يمتد من أقصى شمال الأرض إلى أقصى جنوبها، ومن أقصى شرقها إلى أقصى غربها، فالشبكة العنكبوتية هي عصب نظام "العولمة" بكل تجلياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأمنية.
وتسيطر الشبكة على مساحات كبيرة من أنشطة المجتمع في ميادين العمل والتجارة والترفيه والتعليم والتواصل، وأصبحت توفر قاعدة بيانات مهمة بالنسبة للجهات التي تملك وسائل المراقبة والتحكم فيها.