الرئيسية » عالم الإعلام
برامج "Townhall لبنان" التلفزيونية

بيروت ـ ميشال سماحة

أشدّ ما يحتاجه المجتمع اللبنانيّ بعد تجربة 17 تشرين والـ"هايد بارك" الذي خلقته، هو مساحة جديدة للحوار بين أقطاب السلطة والشعب، وبينهم وبين أنفسهم. من هنا، جاءت سلسلة برامج "Townhall لبنان" التلفزيونية التي أطلقتها مجموعة محطّات وإذاعات بالتعاون مع منظمة "مناظرة"، مُعلنة حقبة إعلامية جديدة تُناقش التحديات الراهنة.
في قاعة المحاضرات داخل مبنى "Antwork"، أُطلقت المبادرة اليوم، مع ما تحمله من آمال في تعديل العمل النمطيّ للإعلام والحوارات السياسية المعتمدة، وهو ما أشارت إليه الرئيسة التنفيذية للعمليات في "مناظرة" فدوى الزيدي بقولها إنّ الخطوة "فرصة فريدة من نوعها لهدم الأسوار التي بنتها الوسائل الإعلامية حول نفسها".
المبادرة ليست غريبة عن لبنان، فقد أشار الزميل زافين قيومجيان إلى أنّ "أول مناظرة سياسية في العالم العربي وآسيا وشمال أفريقيا عام 1994 بثّها تلفزيون لبنان، وجمعت شخصية معارضة بأخرى وطنية". واليوم، تُعيد منظّمة "مناظرة" التجربة بهدف إقامة حوارات عامة بنّاءة، وهو هدف المنظّمة الأساسيّ - التي تتّخذ من واشنطن مقرّاً لها - والذي تسعى لتحقيقه في المناطق التي تتحدّث اللغة العربية.
واعتبر المدير العام لـ"مناظرة" بلعباس بن كريدة خلال تصريح لها أنّ "أهمّية هذه المناظرة تتجلّى في أنّ جزءاً من المشكلة اللبنانية تكمن في انقسام الإعلام، وبروز ما يمكن اعتباره وحدات مغلقة تبثّ أفكاراً متضاربة". بالنسبة إليه، "تقف هذه الوحدات عقبة أمام تكوين الرأي العامّ الوطنيّ والرأي الديموقراطيّ، مع غياب مساحة موحّدة للنقاش العامّ".
تسعى "مناظرة" إلى خلق بيئة بنّاءة مشتركة للحوار الديموقراطيّ، وقد شملت برامجها دولاً عدّة منذ إطلاقها في العام 2012، على رأسها المغرب وتونس والأردن وتركيا واليمن، حيث بثّت سلسلة مناظرات تتمحور حول المصلحة العامة في أنحاء الوطن العربيّ، وكلّلت مسيرتها في العام 2019، مع تنظيم مناظرات حول الانتخابات الرئاسية التونسية، حطّمت نسب مشاهدتها الأرقام القياسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
يرى ابن كريدة في حديثه لـ"النهار" أنّ هذه المناظرات "يمكن أن تكون إلهاماً لنموذج جديد وأفكار جديدة للإعلام والإعلاميين اللبنانيّين وبناء نموذج بديل للحوارات السياسية ممّا يُعطي حيّزاً واسعاً للمواطنين غير الممثّلين في الحوار العام".
أنشأت الوسائل الإعلامية المشاركة حتّى الآن (تلفزيون لبنان، قناة "الجديد"، قناة "أو تي في"، قناة "إن بي إن"، إذاعة "صوت لبنان" وراديو "صوت الشعب")، لجنة مستقلّة تضمّ صحافيين لبنانيين، تعمل على تقييم اجتماعات عامة (Townhalls) تخدم المصلحة العامة وتتّسم بأنّها تحريرية ومستقلة تماماً عن المذيعين الذين يستضيفونها. وسيضمّ "Townhall لبنان" مواطنين من جميع أنحاء لبنان إلى جانب شخصيات عامّة وخبراء.
ويرى الزميل زافين قيومجيان في حديث له أنّنا "اعتدنا شكلاً واحداً من الحوار"، مؤكّداً أنّ "المناظرة ليست بديلاً إنّما تُشكّل نوعيّة علميّة للحوار السياسيّ مرتبطة بأحداث كبرى"، ملمّحاً إلى الانتخابات النيابية المقبلة التي يُعوّل عليها باعتبارها "انتخابات مفصليّة"، ومشيراً إلى "أزمة تاريخية كبرى على الأصعدة كافّة تُهدّد وجود النموذج اللبنانيّ الحاليّ".
يعوّل على المبادرة ويعتقد أنّها "جاءت في وقت مناسب، بخبرات دولية وعربية لا خبرات ديموقراطية تاريخية لديها، راكمت تجربة سريّة أكبر من التجربة اللبنانيّة إلى حدّ ما"، معتبراً أنّ "المجتمع الدوليّ في لبنان والعالم يضطلع اليوم بدور أساسيّ في تغيير منهجية التفكير السياسيّ، وترسيخ فكرة المساءلة".
تُبثّ الحلقة الأولى من المناظرات مباشرةً على الهواء في 22 تشرين الثاني عند الساعة 9:30 مساءً على القنوات المشاركة، وتستضيف مجموعة شباب لبنانيّين من مناطق عدّة، تلقّوا تدريباً بالشراكة مع "النادي اللبنانيّ للمناظرة"، ضمن ورشات عمل معمّقة حول مهارات الخطابة والمناظرة.
يشدّد قيومجيان لـ"النهار" على أهمّية خلق مساحات حوارية بين الأضداد. "قنوات متناقضة تُشارك في المبادرة"، ويستاءل إذا ما كانت الخطوة ستُترجم في السياسة، مشيراً إلى ضرورة "تطوير الصحافة التي تُعنى بالشأن العامّ".
يصبّ مفهوم الصحافة في خدمة الشأن العام، وتقوم على مبادئ الموضوعية والاستقلالية وعدم التحيّز والشمولية، مع التركيز على الحوارات المبنية على الحقائق والسعي إلى تسليط الضوء على آراء المواطنين جميعهم.
الجدير ذكره أن "مناظرة"، وهي منظمة رائدة على الساحة الناطقة باللغة العربية في مجال المناظرات، تبثّ منذ إطلاقها في العام 2012 مناظرات تتمحور حول المصلحة العامة في أنحاء المنطقة العربية بأجمعها، بما في ذلك المغرب وتونس والأردن ولبنان وتركيا واليمن. وفي العام 2019، نظمت المبادرة مناظرات حول الانتخابات الرئاسية التونسية، وقد حطّمت نسبُ مشاهدتها الأرقام القياسية بعدد المشاهدين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ما أثار مطالبَ شعبية واسعة النطاق بإجراء مناظرات تستهدف محاسبة المواطنين للمرشّحين.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

روسيا تُوافق على إرسال صور فضائية مفصلة للغاية عن يوم إنفجار مرفأ بيروت إلى لبنان

 

تفشّي حالات الإنفلونزا في بعلبك واللبنانيون يناشدون لإقفال المدارس

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

دونالد ترامب يُقاضي شبكة «سي بي إس» ويتهمها بالتلاعب…
قصف جوّي إسرائيلي يودي بحياة ثلاثة صحافيين قتلتهم نياماً…
المنتدى السعودي للإعلام يُعلن موعد انعقاد نسخته الثالثة في…
الرئيس الفرنسي يتهم بعض الوزراء والصحافيين بتحريف تصريحاته بشأن…
في ذكرى رحيل جيزيل خوري الأولى تبقى رمزًا إعلاميًا…

اخر الاخبار

الأردن يؤكد ضرورة دعم سوريا بدون تدخلات خارجية ويدين…
حزب التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة المغربية بالكشف عن مَبالغُ…
إشادة فلسطينية بالدعم المغربي المستمر لصمود الشعب الفلسطيني وثباته
الملك محمد السادس يُؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين…

فن وموسيقى

سلاف فواخرجي تفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان أيام قرطاج…
كاظم الساهر يسّتعد للعودة للغناء في المغرب بعد غيابه…
المغربي حاتم عمور يستنكر عدم حصوله عن أي جائزة…
منى زكي تؤكد أنها تتأنى دائما في اختياراتها لأعمالها…

أخبار النجوم

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
محمد رمضان يُشعل مواقع التواصل بمسابقة وجائزة ضخمة
أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد
أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن أفضل 100 لاعب لسنة 2024
نجم منتخب البرازيل وريال مدريد فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة…
ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
يوسف النصيري يواصل تألقه رفقة فريقه فنربخشة في الدوري…

صحة وتغذية

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
وزارة الصحة المغربية تكشف نتائج التحقيق في وفيات بالمركز…
اختبار عقاراً جديداً يُعيد نمو الأسنان المفقودة

الأخبار الأكثر قراءة

دونالد ترامب يُقاضي شبكة «سي بي إس» ويتهمها بالتلاعب…
قصف جوّي إسرائيلي يودي بحياة ثلاثة صحافيين قتلتهم نياماً…
المنتدى السعودي للإعلام يُعلن موعد انعقاد نسخته الثالثة في…
الرئيس الفرنسي يتهم بعض الوزراء والصحافيين بتحريف تصريحاته بشأن…
في ذكرى رحيل جيزيل خوري الأولى تبقى رمزًا إعلاميًا…