برلين - المغرب اليوم
بعد نجاح إمتد لسنوات طويلة، يسدل الستار على أحد أشهر البرامج التليفزيونية الألمانية, حيث قررت قناة "زد.دي.إف" وقف برنامج Wetten, dass..? "أراهن أن..؟" نهاية العام مبرردة بذلك بأنه لم يعد مناسبا للعصر.أعلن المذيع ماركوس لانس, أن البرنامج الأشهر في التليفزيون الألماني سينتهي بنهاية هذا العام, وستكون حلقة الثالث عشر من كانون أول/ديسمبر 2014 هي الحلقة الـ215 والأخيرة
في تاريخ البرنامج الذي إمتد لنحو 34 عامَا.
فرانك الستنر, هو صاحب فكرة البرنامج الحواري الذي يهتم بتقديم المواهب الخارقة, وطور فكرة البرنامج في غضون عدة ساعات في ليلة شعر فيها بالأرق, وتطورت الفكرة ونتج عنها مولد واحد من أشهر البرامج في قنوات التلفزيون الأوروبية, وتم تسويق الفكرة في دول أخرى منها الصين.
كان فرانك الستنر هو أول مذيع للبرنامج في الفترة من 1981 حتى 1987, حيث قدم خلال تلك الفترة 39 حلقة من البرنامج وكان صاحب أعلى معدلات مشاهدة, حيث وصلت معدلات متابعة البرنامج لأكثر من 20 مليون مشاهد, تحققت أعلى نسبة مشاهدة للبرنامج في شباط/فبراير 1985, حيث وصلت لنحو 23,4مليون شخص.
استضاف البرنامج على مدار تاريخه العديد من النجوم العالميين الذين استغلوا ظهورهم في البرنامج لتقديم مشروعاتهم الفنية الجديدة, في الصورة المذيع توماس غوتشالك مع "ملك البوب" الراحل مايكل جاكسون.
ترك غوتشالك تقديم البرنامج عام 1992 ليحل محله فولفغانغ ليبرت الذي لم يقدم سوى تسع حلقات فقط من البرنامج الشهير, وعلى الرغم من كفاءة المذيع المنحدر مما كان يعرف بألمانيا الشرقية، إلا أنه لم ينجح في التفاعل مع جمهور البرنامج, وعاد غوتشالك مجددًا لتقديم البرنامج في عام 1994.
بدأ ماركوس لانس, تقديم البرنامج خريف عام 2012 ليسجل البرنامج تراجعا حادَا في نسبة المشاهدة, بررت القناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد.دي.إف" هذا التراجع إلى التغيير في عادات المشاهدة لدى المواطنين, ووصلت معدلات المشاهدة أيام المذيع توماس غوتشالك إلى نحو 18 مليون مشاهد وتراجعت لتصل لنحو ستة ملايين مشاهد أثناء تقديم لانس للبرنامج.
بعض الساسة حاولوا تعزيز شهرتهم وقربهم من الجمهور من خلال المشاركة في البرنامج, حيث شارك المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر في إحدى الحلقات عام 1995 قبل وصوله لمنصب المستشار وكانت معه زوجته آنذاك.
تميز الحلقات يعتمد بشكل كبير على الضيف الذي تؤثر حالته المزاجية بشكل كبير على سير الحلقة، كما كان الحال في حلقة مع الممثلة الشهيرة كاميرون دياز التي تميزت بخفة ظل عالية في الحلقة علاوة على جمالها الآخاذ, على العكس كانت حلقة الممثل الألماني غوتس غيورغ الذي لم يكن في أفضل حالاته ونشر حالة مزاجية سيئة ظهرت في الشكل العام للحلقة.
الحالة المزاجية السيئة ليست أسوأ ما يمكن أن يحدث فشعور الضيف بالملل يمكن أن يقلل جدا من أسهم الحلقة. تجلت هذه الحالة بوضوح في هذه الحلقة التي بثت في كانون أول/ديسمبر 2011.
ومن أسوأ المواقف التي يمكن أن تحدث في برنامج حواري أن يكون المذيع هو الوحيد الذي يضحك بشدة على موقف ما في حين لا يعتبره ضيوف الحلقة مضحكًا, هذا ما حدث خلال هذه الحلقة التي ضحك فيها المذيع ماركوس لانس بشدة على قيام الممثل غيرارد باتلر بوضع كرات الثلج في سرواله، في حين لم يجد باقي الضيوف الأمر مضحكًا.
يبدو أن نجم هوليوود الشهير توم هانكس لم يتحمس كثيرًا لظهوره في إحدى الحلقات إذ أعرب هانكس بعد الحلقة عن استيائه من البرنامج الذي رأى أنه كان طويل للغاية كما كشف عن عدم إعجابه بفكرة البرنامج ومقدمه وقال في مقابلة بعد الحلقة:"كنت أسأل نفسي طوال الوقت عما الذي أفعله في هذا البرنامج؟".
تميز البرنامج بضيوف لديهم مواهب غريبة وقدرات خاصة كشخص يخترق الحائط بأظافره أوهذا الشخص الذي يستطيع التعرف على ألوان الأقلام من طعمها, لكن واقعة هذا الرجل أثارت الكثير من الجدل بعد أن أقر عقب الحلقة أنه كان يغش ولم يكن أمينا مئة في المئة في المسابقة.
انسحاب توماس غوتشالك من تقديم البرنامج عام 2011 كان بمثابة نهاية لحقبة مهمة من تاريخ البرنامج وجعل جميع المتابعين يتساءلون عن الشخصية التي ستخلفه في تقديم البرنامج الشهير, حقق غوتشالك نجاحا باهرا في تقديم البرنامج, حيث يتميز بشخصية جذابة وقدرة على إدارة الحوار.
انسحاب غوتشالك من تقديم البرنامج كان لسبب مأساوي, حيث راهن طالب يدعى صامويل كوخ, على القفز فوق سيارة تسير في اتجاهه خلال إحدى حلقات البرنامج نهاية عام 2010, وسقط المتسابق أثناء الحلقة وأصيب إصابات خطيرة تسببت في إصابته بالشلل حتى الآن, وبعد هذه الواقعة قرر غوتشالك ترك البرنامج وقال إنه لا يستطيع العودة لحالته المزاجية الجيدة بعد هذا الحادث.
ارتبط العديد من المشاهدين بالبرنامج الشهير على مدار سنوات طويلة وهؤلاء شعروا بالسعادة عندما أعلنت قناة "زد.دي.إف" أنها ستحتفظ بحقها في فكرة البرنامج وربما تفكر في تقديمه بشكل جديد، لكن السؤال هل سيعود أحد المذيعين القدامى لتقديم البرنامج في ثوبه الجديد؟