الرئيسية » عالم الإعلام
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف

طهران-المغرب اليوم

تعمل السلطات في إيران على تشديد الخناق بشكل استباقي على وسائل الإعلام الإيرانية العاملة داخل البلاد، فقد حاول النظام دائمًا التحكم في تدفّق الأخبار إلى بقية العالم، ولكن الآن، ومع مواجهته ضغوطًا داخليةً وخارجيةً متزايدةً، تسعى المؤسسة السياسية الإيرانية جاهدة إلى إسكات الأصوات الصحافية، في محاولة لتقديم رسالة “مُوحّدة” للعالم.

والمثير للسخرية هو أن إيران احتفت يوم الاثنين قبل الماضي بعيد الصحافيين، مثلما تفعل كل سنة، وما ميز احتفاء هذا العام هو الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف داخل القاعة الرئيسية للوزارة. وهي مكان يعرفه جيدًا الصحافيون الذين يغطون الشؤون الإيرانية.

وزارة الخارجية، التي تقع قريبًا من بازار طهران الكبير الشبيه بالمتاهة، تمنح رئيسَ الدبلوماسية الإيرانية منصةً مثاليةً لإيصال رسالته إلى الشخصيات الزائرة والمراسلين الأجانب. ولكن في عيد الصحافيين هذه السنة، كان كثير من المراسلين الذين يعملون لحساب الصحافة الدولية غائبين.

ووفق مصادر في طهران، فإن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي – وهي الجهة التي تمنح الاعتمادات الصحافية – توقفت فجأة عن منح التراخيص للصحافيين العاملين لحساب وسائل الإعلام الأجنبية. ولا أحد شرح لماذا.

وتقليديًا، تصدر هذه الاعتمادات لمدة سنة في كل مرة، ويتم تمديدها في أواخر يوليو، في اليوم الأول من الربع الثاني من السنة الإيرانية. غير أنه في هذه السنة لم يتلق معظم المراسلين الصحافيين سوى تمديد لثلاثة أشهر، بينما لم يتلق عدد من المراسلين الآخرين الذين يعملون لحساب وسائل إعلام كبيرة – ومنها وسائل إعلام توجد مقراتها في الولايات المتحدة – أي ترخيص على الإطلاق.

والواقع أن هذه استراتيجية مألوفة تستخدمها الأنظمة السلطوية مثل النظام الإيراني، من أجل الترهيب وتشجيع الرقابة الذاتية بين الصحافيين الأجانب. والمؤسسات الإعلامية تعي هذه الأساليب جيدًا، ولكنها تختار عمومًا الإبقاء على حضورها في البلد، مفضلة قدرةً محدودةً على نقل الأخبار من الميدان، على ألا يكون لها أي حضور على الإطلاق. ولكن إيران أخذت تجعل الحفاظ على هذا الحل الوسط صعبًا.

غير أن الأهداف في أحدث ضغطٍ على الصحافة والإعلام في إيران لا تقتصر على الصحافة الأجنبية. ذلك أن المنتقدين الداخليين لحكومة روحاني أخذوا يعانون منه أيضًا.

فالإغلاق المفاجئ هذا الأسبوع لـ”فاتان إمروز” (“الوطن اليوم”)، وهي صحيفة منحازة إلى وحدة الاستخبارات التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي، قدّم بعض الإضاءات حول أعمال الحكومة. فرسميًا، الإغلاق كان بسبب نقص المال اللازم لدفع ثمن الكلفة المتزايدة للورق، ولكن لا أحد يصدق هذه الذريعة.

الصحيفة، التي اشتهرت بنشر نظريات مؤامرة ورسوم كرتونية شائنة ونصوص استجوابات مزعومة لسجناء سياسيين (من بينهم كاتب هذه السطور)، كانت تتمتع بالحرية في نشر أي قصة تشاء، وخاصة تلك التي كانت تنتقد سياسة التعامل مع الولايات المتحدة التي كان يتبعها روحاني. وقد كان ظريف هدفًا مفضلًا.

والشهر الماضي فقط، أطلقت قوى موالية للحرس الثوري “غراندو”، وهو أحد أعلى البرامج التلفزيونية كلفة في تاريخ التلفزيون الإيراني، من دون أي دعم من مصادر التمويل التقليدية. السلسلة، التي تتعلق بشبكة تجسس فكّكها الحرسُ الثوري، وُصفت بأنها تستند إلى وقائع حقيقية، وكانت لها وجهة نظر قاسية تجاه ظريف الذي قدّمته على أنه ضعيف ومتأثر بالغرب.

فكان أن أقدم وزير الخارجية الإيراني على الخطوة غير المعتادة المتمثلة في تقديم شكوى إلى المرشد علي خامنائي، بشأن البرنامج التلفزيوني والطريقة التي وُصف بها فيه. ويبدو أن الصحيفة كانت من بين الخسائر الجانبية للصراعات الداخلية بين فصائل متنافسة. 

ما نراه في إيران حاليًا هو عبارة عن تضافر قوى داخل النظام، حيث أخذ المتشددون والليبراليون معًا يلتفون حول الخطاب المشترك الذي مؤداه أن إيران تقف في وجه “الهيمنة الأميركية” وتدافع عن “حقوق” الشعب الإيراني.

ذلك أن القيادات الإيرانية تدرك أنها مقبلة على فترة عصيبة. فمستوى المعيشة تراجع بحدة، والأدوية الحيوية قليلة، والتوتر قائم. غير أن التغطية الإعلامية الحالية في إيران قد تدفع المرء للاعتقاد بأن ظريف ومتاعبه هي الأخبار الوحيدة الصالحة للنشر.

ذلك أن عناوين الصحف في إيران، خلال الأيام الأخيرة، طغت عليها الأخبار التي مفادها أن ظريف تلقى دعوى إلى اجتماع في المكتب البيضاوي من الرئيس ترامب ورفضها.

ظريف عاد إلى طهران وسط تصفيقات من أصدقاء وخصوم بسبب رفضه الدعوة الأميركية. واللافت أن وزير الخارجية، الذي كان غاضبًا بوضوح بسبب الانهيار الوشيك لاتفاق 2015 النووي الذي ساهم في إخراجه إلى الوجود مع القوى العالمية وإيران، ينتهز كل فرصة تتاح له لتبرير الاتفاق، ولكن أيضًا للاشتكاء من الطريقة التي عومل بها من قبل الولايات المتحدة ومنافسين له داخل إيران.

النظام الإيراني منهمك حاليًا في الاستعداد لحصار طويل – والصحافيون بدؤوا منذ الآن في دفع الثمن.

قد يهمك أيضا :

أهم وأبرز إهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة الاثنين

  أهم وأبرز إهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الديمقراطيون في أميركا يظهرون على قناة فوكس للوصول إلى…
النقابة الوطنية للصحافة المغربية تُحذر إدارة ميدي 1 تيفي…
الإمارات تُعلن متابعتها قضية مواطنها المُعتقل وتتعهّد بتقديم كافة…
تواصّل القتال في قطاع غزة سيؤدي إلى سقوط إسرائيل…
جدل بشأن ازدياد اعتماد مؤثري مواقع التواصل مصدراً للأخبار

اخر الاخبار

ثلاثة مشاريع مراسيم مهمة على طاولة مجلس الحكومة المغربية…
انطلاق أشغال الاجتماع الوزاري ال11 للتحالف الدولي ضد تنظيم…
الأمير مولاي رشيد يترأس افتتاح الدورة ال 15 لمعرض…
غوتيريش يرفض أي اجتياح برّي للبنان ويؤكد أن قوات…

فن وموسيقى

شيرين عبدالوهاب تساند بيروت على طريقتها وتعيد نشر أغنيتها…
يحيى الفخراني يُعيد تقديم مسرحية "الملك لير" للمرة الثالثة…
منال بنشليخة تحتل الترند المغربي بثلاث أغاني من ألبوم "قلب…
إيمان العاصي تتألق في أولى بطولاتها المطلقة "برغم القانون"…

أخبار النجوم

الفنانة دنيا سمير غانم تُقرر العودة بقوة للدراما والسينما…
ياسمين عبد العزيز تتضامن مع اللبنانيين برسالة مؤثرة
ظافر العابدين ينافس على جوائز "مهرجان الفيلم العربي"
أمير كرارة يعيش حالة نشاط فني في السينما والدراما

رياضة

الفيفا يكشف عن الملاعب المستضيفة لكأس العالم للأندية 2025
المغربي ياسين بونو ضمن قائمة أغلى 10 حراس مرمى…
حكيم زياش يحذف تدوينته المنتقدة للحكومة المغربية
حكيم زياش ينتقد المغرب والدول التي تدعم الإبادة الجماعية…

صحة وتغذية

الكشف عن نظام "مايند" الغذائي لحل مشاكل التركيز والذاكرة…
ممارسة الرياضة في عطلات نهاية الأسبوع بُقلل خطر الإصابة…
علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
دواء مضاد للاكتئاب قد يساعد في علاج أورام المخ

الأخبار الأكثر قراءة

تواصّل القتال في قطاع غزة سيؤدي إلى سقوط إسرائيل…
جدل بشأن ازدياد اعتماد مؤثري مواقع التواصل مصدراً للأخبار
النقابة الوطنية للصحافة المغربية تُدين اغتيال الفلسطينيين تميم معمر…
وزير الإعلام السوداني يُؤكد تمسكه بتنفيذ إعلان جدة بعد…
الصحف العربية والعالمية تؤكد أن إسرائيل تكرر مأساة أبو…