القاهرة / شيماء مكاوي
موجة غريبة عن موروثنا العربي الأصيل صنعتها مؤسسات إعلامية عربية و للاسف بأن أتخمت شاشات التلفزة ببرامج مقلدة و مستوردة من الغرب فارغة في محتواها إلا من مواهب سطحية تدور حول الرقص و الغناء و المقالب التي بحق أصبحت أكثر من مزعجة فهي من بين سلبياتها العديدة أنها بالفعل ستؤثر سلباً في عقلية و منهج حياة أجيالنا العربية و تبعدهم عن جوهر حضارتنا التي كانت تصدِّر للحضارات الغربية مفاهيم العلم و التطور و التكاتف الاجتماعي و الانساني.
فمن قلب المآسي و الاوضاع الإنسانية المريرة التي تعيشها أغلب مجتمعاتنا العربية برز في الساحة الإعلامية أول برنامج تلفزيوني عربي فريد بفكرته و مضمونه و غاياته و هو برنامج الملكة " ملكة المسؤولية الاجتماعية" الذي حمل القائمون به على عاتقهم المسؤولية الاجتماعية للوطن العربي كله دون تمييز بين أقطاره , فقدموه بطريقة مبتكرة ساعين من خلالها إلى تضميد الجراح و دعم الفئات المهمشة و المحرومة معنوياً و مادياً و ذلك في قالب من المنافسة البنَّاءة حول هدف إنساني نبيل و هو خدمة المجتمع المدني و الارتقاء بالعمل الانساني العربي، و الأجمل في الأمر كله أن ابطال هذا العمل في موسمه الأول هنّ 40 فتاة و إمرأة من مختلف أقطار الوطن العربي شاركن بمبادرات إنسانية لخدمة شريحة إجتماعية معينة أو قضية إنسانية محددة في المجتمعات التي يعيشون فيها ليتنافسن عبر المراحل الثلاثة للبرنامج وصولاً إلى فوز إحداهن بلقب الملكة ..ملكة المسؤولية الاجتماعية ..ملكة الابداع و التميز .
برنامج الملكة الذي جاء بفكرته الدكتور مصطفى سلامة الأمين العام لإتحاد المنتجين العرب و سفيرة المرأة رحاب زين الدين ليتوجا به برامج حملة المرأة العربية التي قدماها على مدى عشر سنوات من العمل الدؤوب و قد كان إطلاق برنامج الملكة رسميا عام 2014 في مونديال القاهرة للأعمال الفنية و الاعلام بحضور فني و إعلامي عربي مميز ليباشرا بعد ذلك تحضيرات على مدى سنتين من الجهد و التنسيق لينطلق عرض حلقات المرحلة الأولى منه في شهر نيسان الفائت من هذا العام في بث عربي مشترك على أكثر من 50 قناة تلفزيونية عربية و أكثر من 16 محطة إذاعية عربية لنسخته الإذاعية. و في تصريح سابق للدكتور مصطفى سلامة جاء فيه>> إننا ومن خلال برنامج الملكة نصنع جيلا هادفاً يعي معنى الإعلام التنموي، يعي معنى المسؤولية الإجتماعية،،،إننا أمام شكل جديد من البرامج التي ستصنع الفرق. و يضيف قائلاً : إننا في الإتحاد العام للمنتجين العرب ماضون في هذه الحملة حتى تحقق غاياتها النبيلة، لإيماننا بأنها مستقبل الأجيال العربية القادمة، فإهتمامنا في المرأة يأتي من منطلق تأكيدنا على الدور الأساسي و الإيجابي الذي تلعبه المرأة في مستقبل الأمة الواحدة ، كما جاء في تصريح لسفيرة المرأة العربية رحاب زين الدين: "لقد سئم العالم العربي من البرامج التلفزيونية التي لا شكل لها ولا مضمون , فباتت معظم البرامج العربية بدون محتوى إعلامي جيد ولا ترتقي بمستوى تاريخنا وحضارتنا وعاداتنا وتقاليدنا".
وشارفت المرحلة الثانية من برنامج الملكة على البداية بتأهل 30 مشاركة من المرحلة الأولى لمتابعة المنافسة نحو اللقب. و المرحلة الثانية الان هي مرحلة القصر الملكي التي جرى الاستعداد لتصوير حلقاتها في العاصمة المصرية القاهرة وسط ترقب من الجمهور العربي الذي بالفعل وجد ضالته في فكرة هذا البرنامج فأصبح يتابعه يشغف على شاشات التلفزة و على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما و أنه أصبح حديث الأوساط الفنية و الاعلامية في أغلب البلدان العربية و يظهر ذلك جلياً من خلال العدد الكبير و المتزايد في الشخصيات الاعلامين و الفنية و السياسية التي أبدت إعجابها و دعمها الكامل لفكرة البرنامج و مضمونه ، منهم وزراء عرب كوزير الثقافة الأردني الذي دعم مبادرة "سَكِيَنة" للمشاركة فرح السيد و وزيرة السياحة الاردنية التي دعمت مبادرة لونها بالأمل للمشاركة غدير حدادين و وزير الثقافة الفلسطيني الذي دعم مبادرة "كنفساتي" للمشاركة روان الاسعد من فلسطين و وزير الاعلام الليبي الذي دعم مبادرة مملكة ذوي الاعاقة و أطفال السرطان للمشاركة إكرام العرفي من ليبيا بالاضافة لنجوم الصف الأول في العالم العربي حيث دعم الفنان راغب علامة مبادرة "هويتي" للمشاركة غنوة زين الدين من لبنان و الفنانة اللبنانية نانسي عجرم دعمت مبادرة خطى للمشاركة اماني الجردي و الفنان القدير لطفي بوشناق دعم مبادرة "بك نرتقي" للمشاركة صفاء بو غطاس من تونس و الفنان سمير غانم الذي دعم مبادرة "إيد وحدة " للمشاركة ريم التوني و الفنان القدير دريد لحام الذي دعم مبادرة "ضلع قادر" للمشاركة رهف هارون من سورية و القائمة يطول ذكرها من الشخصيات الداعمة للمشاركات و البرنامج على حد سواء .