لندن - كاتيا حداد
تناضل مؤسسة "بي بي سي" البريطانية من أجل وضع قائمة بالأشخاص الذين لديهم القدرة على تحمُّل أعباء مهامِّ رئيس مجلس إدارتها، حيث انسحب اثنان من المرشحين المحتملين من أصحاب المؤهلات الشخصية المميزة من السباق. وقالت مصادر مطلعة في "بي بي سي" إنه من دون قائمة مرشحين سيكون من الصعب على الوزراء أن يعينوا شخصًا ما لقيادة مجلس إدارة المؤسسة المركزية قبل الموعد المقرر في أبريل/نيسان، وذلك لأن المرشحين أصحاب المؤهلات المهنية الكبيرة والراغبين في الترشح أعمارهم لا تتناسب مع رئاسة مجلس إدارة المؤسسة، فمنهم من قارب سنَّ التقاعد ومنهم من يرغب في ترك العمل. وتواجه الحكومة قلة الأشخاص المؤهلين، لتشكيل مجلس إدارة مكون من 14 عضوًا مميزًا ، والذي سيخلف مجلس أمناء "بي بي سي"الحالي.
وقد استثنى هاورد سترينغر، المدير التنفيذي السابق لشركة "سوني" و "سي بي أس" وأحد الأعضاء في مجلس إدارة "بي بي سي"، من التقدم لهذه الوظيفة، حيث ترددت شائعات في وقت سابق انه المرشح الأوفر حظا لتولي منصب رئيس مجلس أمناء "بي بي سي"، حيث تعرَّض لضغط للترشح لهذا المنصب، على الرغم من بلوغه 75 عامًا في شهر فبراير/شباط المقبل، بينما قالت هيلين ألكسندر الرئيسة السابقة لاتحاد الصناعات البريطانية ورئيسة مجلس إدارة "يو بي أم "ومستشار أول شركة "بين كابيتال "أنها لا ترغب في الترشح لهذه المهمة.
وأضافت الكسندر والتي اعتبرت في وقت سابق مرشحة المثالية لتلك المهمة "أنها لا ترى في المنصب أي عنصر جاذب لقبوله، وقالت أنها مهتمة بالأماكن ذات الطابع التجاري أكثر.
وقال أحد العاملين في "بي بي سي " إن هذه المهمة سلاح ذو حدين فالمسؤولية أكبر من مهمة رئيس مجلس أمناء "بي بي سي "، حيث أنها في الحقيقة تحتاج الى ما يقارب من 50 في المائة من الوقت المخصص للعمل لأي شخص سوف يتولاها، وسوف تكون مهمة شاقة".
وفيما استبعد الكثير من قائمة المرشحين، والذي كان من بينهم آركي نورمان رئيس مجلس إدارة "اي تي في" السابق، تفيد عدة تقارير بأنه من غير المحتمل الترشح للمنصب، وروجر كار رئيس مجلس إدارة "بي ايه اي سيستم "ونائب رئيس مجلس أمناء "بي بي سي "، ومن الأسماء التي أرتبط أسمها بالترشح جيل ريبوك عضو حزب العمل والذي ترأس ذراع المملكة المتحدة في مؤسسة "نبغوين راندوم هاوس "وكذلك العضوة البرلمانية "تروي" وكبيرة الموظفين التنفيذيين السابقة في "بي بي سي" تينا ستويل.
وسيكون مجلس الإدارة الجديد جزءًا من اتفاقية الاستئجار الجديدة للمؤسسة مع الحكومة، والمتوقع أن تكون سارية حتى شهر أبريل/نيسان. وتقول الحكومة أنها مازالت تأمل في أتمام تعيين الأشخاص المرشحين لهذه المهمة في وقت مبكر من العام 2017، كما ترغب في إتمام المقابلات الشخصية للمرشحين لمنصب رئيس مجلس الإدارة في موعد بدايته 14 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وسيواجه الشخص الذي سيتحمل المسؤولية اقتطاعات كبيرة في الميزانية، إضافة إلى التزام "بي بي سي "بتوفير 800 مليون يورو سنويا لتمويل التراخيص المجانية لمن هم أكبر من 75 عامًا. وفي نفس السياق، قال أحد أقدم المديرين التنفيذيين في صناعة الأعلام، واحد أعضاء عضو مجلس "بي بي سي "في السابق "إن المهمة صعبة للغاية، ومليئة بالمشاحنات، والكثير من الأذى ملازم لها، لذلك من سيقبل المنصب يجب أن يكون شخصًا محبًا للمتاعب، فيما رفضت رونا فيرهيد، رئيس مجلس إدارة "بي بي سي" السابقة، التي عينها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون "في شهر مايو/ايار الماضي لتقود مجلس الإدارة المركزي، وقالت في شهر سبتمبر/ايلول إنها لن تشغل المنصب بعدما طلبت منها رئيسه الوزراء الحالية "تريزا ماي "أن تعيد التقدم بطلب لشغل الوظيفة.