لندن ـ ماريا طبراني
أثار فيديو ساخر عرضته قناة "البي بي سي"، رد فعل غاضب من قبل المشاهدين، بسبب تناوله حياة زوجات أعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي، بشكل كوميدي. وعرض الفيديو مجموعة من ربات البيوت الغنية في نيويورك وبيفرلي هيلز، يصورون النساء المسلمات وهم يلتقطون صورًا شخصية خلال ارتدائهن أحزمة ناسفة.
وتناول الفيديو بشكل ساخر واحدة من الشخصيات في حالة بكاء شديد، لأن زوجها لا يتوقف عن الحديث حول له الـ40 حورية من الحور العين، في إشارة إلى ما يمني الانتحاريين به أنفسهم في الجنة. ووصف الجمهور الفيديو بأنه "مفلس أخلاقيًا" للسخرية من محنة النساء في سورية، وأنه لا يتناول إلا "الصورة النمطية السلبية" للنساء اللاتي يرتدين الحجاب. وكان الفيديو محل جدل من رواد صفحة "الفيسبوك" الخاصة بي بي سي 2، وهناك أكثر من 64 ألف تعليق أشاد به، ووصفه "الشجعان، بسبب السخرية من الإرهابيين.
وعلى سبيل السخرية، استعرض الفيديو أحد شخصيات تلك النساء، وهي تقول "باقي 3 أيام على حفلة قطع الرؤوس، ولا أعلم ماذا سوف أرتدي". وتقول أخرى "لقد ترملت خمس مرات،" ثم يبرز في الخلفية صوت قنبلة تنفجر في المبنى، فتضيف ساخرة "ست مرات". ونشرت أحد الشخصيات في الفيديو صورًا على "إنستغرام"، تحت هاشتاغ "الجهاديون قادمون" و"الموت للغرب"، بعد ظهور صديق في حزام ناسف. ثم تبدأ النساء في النقاش في أمور تافهة على غرار ما يحدث بين ربات البيوت الأميركيات، لكنهم يرتدون تلك الملابس الغريبة وأحزمة ناسفة.
وعلق أحد المشاهدين بأن هذا الفيديو مثير للاشمئزاز، وكتبت أخري معلقة على الفيديو، "هل تسخرون من الاغتصاب الجماعي أو استخدام الأطفال الانتحاريين، أو خداع النساء وسوء المعاملة الذي يتعرضن له. أعتقد أن الفيديو مفلس أخلاقيًا". وفيما يلي جانب من تعليقات بعض المشاهدين على الفيديو والتي تنوعت بين المتقبل للفكرة، مبرزًا مدى شجاعتها في انتقاد الفكر الإرهابي ومحاربته لذلك الفكر، عن طريق فضحه بهذا الشكل الساخر. والبعض الأخر لم يتقبل الفكرة ووصفوها بأنها كتابة سيئة، ولم تتناول إلا الصورة النمطية للمسلمات، وأنهم لم يتعرضوا للاضطهاد الحقيقي الذي يتعرض له المسلمين والمسلمات من جماعات مثل "داعش".
وعلق عدد من المسلمين أيضًا على الفيديو، مدافعين عنه لأنه لا يسلط الضوء، إلا على تصرفات الإرهابيين ويسخرون من الجهاديين، وليس الإيمان، والإسلام. وكانت هيئة الإذاعة البريطانية رفضت حتى الآن التعليق على الفيديو.