لندن كاتيا حداد
يحتفل العالم اليوم 3/5/2016 باليوم العالمي لحرية الصحافة ، دفاعًا عن حرية الرأي والتعبير وعن سلامة الصحافيين العاملين في وسائل الإعلام المختلفة, وجاء إختيار الثالث من أيار/ مايو لإحياء ذكرى إعتماد إعلان ويندهوك التاريخي خلال إجتماع للصحفيين الأفريقيين نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا في الثالث من أيار/ مايو (1991), وينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلَّا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية, وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحافيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقًا سريعًا ودقيقًا. ويأتي إحتفال هذا العام تحت شعار "الوصول الى المعلومات والحريات الأساسية: هذا حقك".
وتحتفل منظمة اليونسكو بهذه المناسبة بالتركيز على حرية المعلومات والتنمية المستدامة، وحماية حرية الإعلام من الرقابة المفرطة وضمان سلامة الصحافيين في الإعلام المكتوب والالكتروني على حد سواء, حيث تم الربط ولأول مرة ما بين حرية الصحافة والتنمية المستدامة, وأكد تقرير صادر عن اللجنة الدولية لحماية الصحافيين الى أن (72) صحفيًا وصحفية قتلوا عام (2015) وهو رقم يقارب أكثر الأعوام دموية منذ عام (1992) ، حيث قتل عام (2009) وعام (2012) ما يقارب (74) صحافيًا وصحافية لكل منهما, وتضيف "تضامن" الى أن تحليل للأرقام والمؤشرات والخصائص المتعلقة بالصحافيين والصحافيات القتلى عام (2015) يظهر بأن (69%) منهم قاموا بتغطية المواضيع السياسية ، و(47%) منهم شملت تغطياتهم الحروب والنزاعات ، و(40%) منهم تضمنت تغطياتهم مواضيع متعلقة بحقوق الإنسان ، و(18%) منهم غطوا ما تعلق بالجريمة بشكل عام ، و(21%) منهم شملت تغطياتهم قضايا الفساد.
ومن حيث الوسيلة الإعلامية التي كانوا يعملون لحسابها ، فقد عمل (32%) الصحافيين والصحافيات القتلى عام (2015) لصالح التلفزيونات والفضائيات ، و(43%) لحساب مواقع الإنترنت والشبكة العنكبوتية ، و(35%) لحساب الصحف والجرائد والمجلات المطبوعة ، و(24%) لحساب المحطات الإذاعية, بينما عمل (21%) من الضحايا لحسابه الخاص. وكان (89%) منهم من الصحافيين وبعدد (64) صحافي فيما شكلت الصحافيات ما نسبته (10%) وبعدد سبع صحفيات, ومن حيث طريقة موت الضحايا من الصحافيين والصحافيات ، فإن (69%) تم إستهدافهم بالقتل ، و(24%) بسبب النيران المتقاطعة أثناء المعارك وتشكل هذه النسبة ضعفي النسبة التاريخية ، وكانت (7%) من الخسائر بسبب العمل في مهمات خطرة كتغطية الإحتجاجات في الشوارع. وشكلت نسبة إفلات الجناة من العقاب على الجرائم المرتكبة عام (2015) بحق الصحافيين والصحافيات (80%).
وإعتبر التقرير خمس دول عربية من بين (20) دولة في العالم الأشد فتكاً بالصحافيين والصحافيات ، وتوزع الضحايا عام (2015) في الدول العربية على سورية (14) والعراق (6) واليمن (5) والصومال (3) وليبيا (1).
وتضيف "تضامن" بأن تقرير حرية الصحافة لعام (2015) والصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود، كان قد وضع الأردن في المركز (135) من بين (180) دولة ، فيما إحتل الأردن المركز الثاني عشر من بين (22) دولة عربية شملها التقرير. ويستند التصنيف على قياس حالة حرية الصحافة بإجراء تقييم عن مدى التعددية وإستقلالية وسائل الإعلام والأطر القانونية وسلامة الصحفيين والصحفيات.
وتشير "تضامن" الى أن ترتيب الدول العربية جاء كما يلي : موريتانيا (1) وجزر القمر (2) وتونس (3) ولبنان (4) والكويت (5) وقطر (6) والإمارات (7) وسلطنة عُمان (8) والجزائر (9) والمغرب (10) والسلطة الفلسطينية (11) والأردن (12) والعراق (13) ومصر (14) والبحرين (15) وليبيا (16) والسعودية (17) والصومال (18) واليمن (19) وجيبوتي (20) والسودان (21) وأخيراً سورية (22).
وتبرز "تضامن" بأن الصحافية الأذرية خديجة إسماعيلوفا قد فازت بجائزة اليونسكو ـ غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة للعام (2016) ، حيث أوصت هيئة تحكيم دولية مستقلة مؤلفة من مهنيين إعلاميين بإختيارها كفاءتها المهنية وسعيها الدؤوب ودفاعها المتفاني عن حرية الصحافة.
ودعت بشكل خاص كافة الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية الى حماية الصحفيات بمختلف مواقعهن من الإنتهاكات الجسيمة التي يتعرضن لها كونهن صحفيات، إضافة الى الإنتهاكات أثناء تأديتهن لأعمالهن المتعلقة بكونهن نساء, كما تطالب "تضامن" بإطلاق الحريات الصحفية لما لها من دور فاعل وحقيقي في كشف الحقائق وحماية حقوق الإنسان وحقوق النساء بشكل خاص.