الرباط – محمد عبيد
انتقد الصحافي المغربي، المُبعد من "القناة المغربية" الأولى الحكومية، محمد راضي الليلي، خلال رسالة وجهها إلى رئيس "المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، ادريس اليازمي، تراجع المجلس عن الدفاع عن قضية إبعاده من القناة، فيما أوضح أن رئيس المجلس عجز عن مواجهة مسؤولين كبار في القناة، على الرغم من تكرار طلبه التدخل لمناصرة قضيته.
وجاء في الرسالة التي وجهها محمد راضي الليلي، إلى رئيس "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" ادريس اليازمي، كنتم من أوائل الذين تسلموا في تموز/ يوليو 2013 طلب تدخل موجهة مني إليكم و للأمين العام للمجلس في مواجهة تعسف مسؤولي القناة الأولى، و تلقيتم تباعا طلبات تدخل في القضية من هيئات حقوقية مغربية مختلفة : من الشبكة المغربية لحقوق الإنسان و العصبة المغربية لحقوق الإنسان و المركز المغربي لحقوق الإنسان و الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان و المنتدى الوطني لشباب الصحراء و هيئات لم يحضرني ذكرها الآن، و لكن يا سبحان الله عجزتم عن كتابة جواب واحد على أي من تلك الرسائل و تناسيتم أنكم كنتم ضيوفا لدينا مرات كثيرة في نشرات الأخبار و البرامج الحوارية تتحدثون عن حقوق الإنسان في المغرب و عن المصالحة و الإنصاف و الحقيقة الضائعة أيضا أحيانا أخرى".
وبدت مع الأيام الحقيقة المرة التي حينما تعيشها تدرك مرارتها حقا،لا أدري ما المانع أن تقولوا الحقيقة لمسؤولين من طينة فيصل العرايشي (المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة)، الذي يهوى كرة المضرب و السفر بعيدا و الحصول على الرواتب و التعويضات المنتفخة و العيش في القصور المشيدة بحي الرياض و مراكش و ركوب السيارات الفارهة التي تركن سافلا في مقر الإذاعة و تملك العلاقات العميقة جدا؟ .
وأضاف "لا أدري لماذا لا تمارسون مهامكم الحقوقية و الدستورية في مواجهة هؤلاء و أنتم الذين كلفكم عاهل البلاد سيدي محمد السادس حفظه الله بأن تصنعوا صرحا حقوقيا يتساوى فيه الجميع أمام القانون؟ هل تمنعكم الصداقات القديمة و المصالح المشتركة و جلسات الشاي في مكتب المديرة المحترمة التي تستند في ظلمها على قامة كبيرة جدا في الأنشطة الملكية؟".
وتساءل "هل يمنعكم ذلك من أن تنظروا في وضع إجتماعي صعب لصحافي كان الوجه الرئيس للقناة الوطنية يعيش مع أبناءه منذ نحو سنة من دون راتب ضدا على كل القوانين و الأعراف الحقوقية؟"
وواصل "كيف تسمح ضمائركم بان تسيئوا إلى دولة عريقة تخلت عن ماضي سنوات الجمر و الرصاص و اعترفت بأخطائها و أرادت القطع مع الماضي و الانطلاق نحو المستقبل و ها أنتم تعيدونها بمثل هذا الصمت الرهيب إلى الوراء و إلى ماضي من الانتهاكات طرقه حديثه و ممارساته عصرية؟".
وأردف "لا أفهم كثيرا المبررات و لا في الواقع ما يشرحها للبسطاء لكنها في الأساس واهية، فبين التشدق بحقوق الإنسان و بين ممارستها مسافات واسعة أوجدتموها أنتم و أمثالكم ممن نسوا أن كرامة الإنسان التي لا نملك غيرها لا تعادل أبدا ما تحصلتم عليه من أموال الشعب طيلة سنين،و لهذا لا بد من نصحكم : إياكم أن تناموا الليلة من دون أن تفكروا في أن في المغرب مظلومين كثر مأساتهم أكبر بكثير من مأساة محمد راضي الليلي و مأساتهم الكبرى أنهم لا يملكون مثلنا فضاء للتعبير عن ألآلامهم"..