لندن - كاتيا حداد
نشرت هيئة الاذاعة البريطانيّة "بي بي سي"، تقريرًا عن الوضعيّات القتاليّة لمسيحيّي العراق ضدّ تنظيم "داعش"، ولفتت النظر إلى أنّ هؤلاء المسيحيّين لا يزالون يتكلّمون اللغة الآراميّة (تحديدًا إحدى لهجاتها) التي تكلّم بها السيّد المسيح، منذ نحو 2000 عام، وبعدما تلقّى هؤلاء نصيبهم من التهجير أخيرًا، أكان خلال عام 2006 أو في العام الماضي؛ قرّرت مجموعات منهم الانتظام ضمن ميليشيات للدفاع عن أرضها.
وقرر الجنرال السابق في جيش صدّام حسين بنهام عبّوش الذي سرّحه الجيش الأميركي من منصبه بعد احتلال العراق، وجوب توقّف شعبه عن الهروب؛ فشكّل مع عدد من الضبّاط المسيحيّين السابقين قوّة دفاع إلى جانب القوّات الكرديّة، تتألّف من 500 مقاتل، وهكذا نشأت "وحدات حماية سهول نينوي بمباركة وتدريب كرديّين؛ لكنّ تلك الوحدات لم تولد في ظرف طارئ كي تزول بزواله؛ لأنّ المشروع طويل الأمد على ما يتبيّن من تصريح رئيس المؤسسة الأمنيّة "سونز اوف ليبيرتي انترناشونال" غير الربحيّة ماثيو فاندايك.
واطلع فاندايك، على موقع "كريستشين بوست" الالكتروني، لإنشاء هذه الوحدات التي لا تستهدف فقط الدفاع عن الاشوريّين في مواجهة "داعش"؛ بل تتعدّاها كي تصل إلى مرحلة تظهر فيها قدرتها على حماية شعبها وتأمين بقائه في أرضه وصمود المسيحيّة في العراق.
وأبرز أن مؤسّسته الأمنيّة المعروفة اختصارًا باسم "سولي" التي تتلقّى دعمًا من متبرّعين مدنيّين، درّبت نحو 330 شخصًا من المنتمين إلى "وحدات حماية سهول نينوى"، بينما تدافع القوّات الكرديّة عن الاقلّيّات داخل حدودها؛ إلّا أنّها لن تموت من أجل الاراضي العربيّة وهي لم تدافع أساسًا عن سهول نينوي؛ لذلك يصرّ على أن يصبح الاشوريّون ضمن هذه الوحدات الخاصة قوّة أمنيّة محليّة كبرى.
وشدّد على أنّ الوحدات الأفضل تدريبًا بين القوّات المسيحيّة والأكثر تمتّعًا بالروح المعنويّة والأكثر كفاءة لتصير أفضل قوّة مشاة في البلاد، واعدًا بأن تصبح هذه الوحدات قوّة هجوميّة عندما تكتمل التجهيزات، وأنهى حديثه للموقع قائلًا إنّ رسميّين في وزارة "الخارجية" الأميركيّة سرّوا في هذه التدريبات وشجّعوه على الاستمرار فيها على الرغم من أنّهم لن يعبّروا عن هذا الأمر أمام وسائل الإعلام.
و"دْويخ نَوشا" ومعناها "شهيد المستقبل"، تنظيم مقاتل مسيحيّ آخر، أشوريّ الهويّة أيضًا، يقاتل "داعش" ويدافع عن مجتمعه قدر المستطاع، نشأ في العام 2014 من أجل تحقيق الهدفين المذكورين، ويتلقّى دعمًا ماديًّا من أشوريّي الخارج، فضلًا عن الدعم العسكري من الحزب "الديمقراطي الكردي"، ويضمّ في صفوفه بعضًا من المقاتلين المسيحييّن الأجانب من بريطانيّين وأميركيّين تطوّعوا للمشاركة في حماية المسيحيّين من تنظيم "داعش".
ونشرت صحيفة "الباريزيان" الفرنسيّة، تقريرًا عن جمعيّات محلّيّة تطلب متطوّعين فرنسيّين للقتال إلى جانب "دويخ نوشا" في وجه التنظيم ومن أجل الدفاع عن مسيحيّي الشرق وتمثيل فرنسا والقيم الفرنسيّة، وتتحدّث عن عشرات من جنود سابقين تبرّعوا للذهاب إلى العراق وعن وجود متطوّعين آخرين يستعدّون؛ للانضمام إلى هذه الوحدات أو غيرها في المستقبل لضرب التنظيم المتطرف.
وفي هذا الوقت، ستبقى الأنظار مشدودة إلى الآتي من الأيّام لاستخلاص نتيجة أوّليّة عن مدى قدرة هذه التنظيمات في إثبات وجودها على أرض لا تخلو من صعوبات البقاء أكانت بالنسبة إلى الأقلّيّات أو حتى بالنسبة إلى تلك التي تسمّى اصطلاحًا بـ"الاكثريّات".