طنجة - جميلة عمر
ترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، إلى جانب الوزيرة المنتدبة في الخارجية، مباركة بوعيدة، اليوم الأربعاء بطنجة، أشغال الاجتماع 12 لوزراء الشؤون الخارجية للدول أعضاء حوار غرب المتوسط "5+5"، تحت شعار "الشباب.. ضمان لمنطقة متوسطية مستقرة و مزدهرة".
واعتبر وزير الشؤون الخارجية و التعاون، في كلمته، بحضور وزراء خارجية الدول أعضاء حوار 5+5، أن التئام منتدى الشباب و المجتمع المدني، على هامش هذا الحوار، أن تاريخ طنجة، وثقافتها المتوسطية الأصيلة و حضارتها المتعددة الغنية، تجعلها تستحق أن تكون فضاء للحوار والتشاور بين دول الضفتين من اجل حاضر ومستقبل المنطقة.
وأكد صلاح الدين مزوار، أن التئام منتدى الشباب و المجتمع المدني، على هامش هذا الحوار، يعكس رسالة أسمى ينبغي على إطار 5+5 أن يعمل من اجل ترجمتها على ارض الواقع ، تتمثل في الاهتمام بهذه الفئة العريضة من ساكنة الفضاء المتوسطي.
وتعكس تطلعاتها، لأنها تمثل الأمل في المستقبل، و الحلم من اجل السلام و الحوار والاستقرار بحوض غرب المتوسط.
رسالة الأمل هاته، يقول وزير الشؤون الخارجية و التعاون، هي التي تدفعنا اليوم إلى أن نكون ملزمين بالدفاع عن مشروع جماعي مشترك لمستقبل غرب المتوسط، يستجيب لتطلعات الساكنة من اجل التنمية والرفاه الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار والأمن ونبذ العنف والتطرف ومواجهة آفة التغيرات المناخية، لذلك، يوضح مزوار، فان حوار 5+5 يجب أن يكون إطارا للعمل المشترك الهادف و الطموح.
من جهة أخرى، لم يفت وزير الشؤون الخارجية، الإشادة بمكانة ودور التكتلات الإقليمية اليوم، في إنجاح اندماج دول غرب المتوسط، معتبرا أن الاتحاد المغاربي ينبغي أن يتحول إلى فاعل أساسي بالمنطقة.
ودولة مطالبة اليوم بمواجهة التحديات المشتركة في إطار من التضامن وعيا منها بمستلزمات المرحلة وتطلعات الشعوب المغاربية من اجل غد أفضل، منوها في السياق ذاته، بتجربة الاتحاد الأوربي الذي يبقى نموذجا امثل للاندماج والتكامل، شانه في ذلك شأن الاتحاد من اجل المتوسط الذي يعيش دينامية واضحة ويسعى إلى خلق شراكات من نمو جديد بين دول المتوسط، هادفة وطموحة.
و شدد صلاح الدين مزوار، على أن الوسائل والإمكانيات موجودة، و التحديات المشتركة مطروحة وتفرض على الجميع الانتقال إلى الفعل الجماعي ضمن إطار رؤية مشتركة شاملة تأخذ بعين الاعتبار القضايا المصيرية التي تواجه المنطقة، وتتوخى الحوار والتشاور المستمرين، طريقا نحو بناء مستقبل أفضل لشعوب غرب المتوسط.
و عرج وزير الشؤون الخارجية، أيضاً، على التحدي الأساسي الذي يواجه المنطقة، والمتمثل في التغييرات المناخية، مذكرا بمبادرة جلالة الملك والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، كما عكسها نداء طنجة الأخير، داعيا في الإطار ذاته، إلى المزيد من العمل المشترك وبعث رسالة الأمل والثقة في المستقبل، وإرساء قواعد السلم والاستقرار، منوها بالمصالحة الليبية المتوجة باتفاق الصخيرات، و التي تفرض اليوم على جميع المكونات الليبية الانتقال من مرحلة التفاوض إلى التفعيل الميداني لإرادة السلم والاستقرار وبناء المؤسسات.