الدار البيضاء - المغرب اليوم
شهد العام 2014 الموشك على الرحيل في مدينة مراكش المغربية، أحداثًا عالمية بارزة، ساعدت المدينة من الظفر بلقب مدينة التميّز، حيث كانت قبلة شدت إليها الرحال شخصيات عالمية مرموقة من أجل الالتقاء ومناقشة عالمية في مجالات السياسة والاقتصاد والصحة وغيرها من الملفات الدولية.
وشكلت القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال والدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الحدثين البارزين اللذين احتضنتهما المدينة الحمراء خلال 2014، حيث تناول التنمية وحقوق الإنسان باعتبارهما قضيتين تستأثران باهتمام كبير وخصوصًا من لدن البلدان النامية في إطار سعيها الحثيث إلى بناء مستقبل أفضل وترسيخ القيم الإنسانية العالمية.
وفي إطار قمة ريادة الأعمال التي عقدت في الفترة الممتدة ما بين 19 و21 تشرين الثاني/ نوفمبر في المدينة الحمراء بمبادرة مشتركة من الملك محمد السادس والرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الزيارة الملكية الأخيرة لواشنطن، التأم ما لا يقل عن 3000 مقاول ورؤساء دول ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى ومقاولين شباب من العالم برمته، إلى جانب حضور نسائي قوي.
وكانت المدينة الحمراء خلال هذه التظاهرة تلك المرآة التي تعكس مغرب المقاولة الحرة والمناصفة والابتكار في عالم المقاولة.
ولعل أقوى لحظات هذه القمة العالمية الرسالة الملكية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين بحضور نائب الرئيس الأميركي جو بايدن وعدد من رؤساء الدول، حيث قال "إنَّ الإنسان لا يولد مقاولًا، بل يصبح كذلك عبر الانخراط في مسار النجاح، من خلال علاقة تفاعلية بين المجهود والتعلم والتحكم في الصعوبات".
وبعد ثلاثة أيام من التبادل المثمر والغني، توجت هذه التظاهرة بالإعلان عن ءمبادرات عدة لفائدة المقاولين الشباب، كان أهمها ما أعلن عنه نائب الرئيس الأميركي جو بادين والمتمثل في قرار حكومة بلاده استثمار نحو 50 مليون دولار إضافية في إطار برنامج تحدي الألفية، لدعم إستراتيجية المغرب في مجال التكوين المهني.
ووعيًا بدور المغرب المحوري في مجال التعاون، أعلن نائب الرئيس الأميركي، أيضًا، عن قرب إحداث أكاديمية في المغرب لتكوين المقاولين الشباب المغاربة والمنحدرين من الكوت ديفوار والسنغال، كما أعلن أنَّ أولى عمليات الشبكة العالمية للمقاولة سيتم إطلاقها من المغرب، حيث تهدف هذه الشبكة في المقام الأول إلى توسيع الفرص الاقتصادية للجميع، ولاسيما للشباب والنساء، إذ سترصد واشنطن لهذا الغرض غلافا ماليًا بقيمة مليار دولار لدعم القطاع الخاص في الكثير من البلدان خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
كما تم التأكيد خلال هذه القمة على أهمية تكوين المقاولين الشباب، وذلك من خلال الإفصاح عن إنشاء مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط وشركائه ل "أكاديمية جهوية" تعنى بالتكوين في مجال صيانة المحركات الصناعية الثقيلة والعربات التجارية، فضلا عن إطلاق دراسة جدوى لإنجاز مدينة للمقاولة بالمغرب، بشراكة مع "بابسون كوليج".
وتكريسًا لالتزام المملكة بتعزيز التعاون جنوب جنوب، أعلنت مؤسسة بنكية مغربية كبيرة عن إحداث الجائزة الإفريقية لريادة الأعمال بقيمة مليون دولار سنويًا.
وفي ميدان حقوق الإنسان، احتضنت مدينة مراكش في الفترة الممتدة ما بين 27 و30 تشرين الثاني/ نوفمبر ملتقى عالميًا حول هذه القضية التي تحظى باهتمام عالمي.
ويتمثل الحدث الآخر في الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان التي شكلت مناسبة بالنسبة للمملكة لتأكيد تجربتها في مجال حقوق الإنسان التي تعتبر نموذجا على المستوى الإقليمي والعربي من خلال التزامها المتواصل بالاتفاقات الدولية في هذا المجال، فضلا عن إتاحة الفرصة لبلدان الجنوب للتفاعل مع الأجندة العالمية لحقوق الإنسان.
وتميّز افتتاح هذا المحفل العالمي بتلاوة الرسالة الملكية التي شكلت لحظة قوية أعلن فيها جلالة الملك عن إيداع المغرب لوثائق التصديق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة وذلك بهدف إحداث آلية وطنية للوقاية. كما أعلن جلالة الملك أن المملكة تعتزم المصادقة على البروتوكول الاختياري الثالث للاتفاق المتعلق بحقوق الطفل، الذي يحدد المسطرة اللازمة لتقديم العروض.