الدار البيضاء - ناديا أحمد
صرَّح أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الفرنسي من أصل مغربي رشيد إد ياسين، بأنَّ الساسة الأوروبيين اختلقوا مشاكل "وهمية ومجردة" حول هوية المهاجرين واندماجهم أو حول الإسلام، بهدف صرف اهتمام شعوبها عن انشغالاتها الرئيسية.
وأوضح إد ياسين، صاحب كتاب "الإسلام والغرب" خلال لقاء إعلامي في الرباط، أنَّ بعض المسؤولين السياسيين الأوروبيين، وأمام ارتفاع معدلات البطالة وغياب حلول عملية للأزمة الاقتصادية في المنطقة، يعمدون إلى صرف الأنظار إلى قضايا مغلوطة من قبيل الحجاب وصوامع المساجد والآذان، بل وحتى الوجبات المدرسية.
وأكد أنَّ النقاش العمومي بات منصبًا على إيجاد مذنب، إذ يشكل الدين ذريعة تستخدم أمام الصعوبات الاقتصادية الراهنة، مشيرًا إلى أنَّ عدد الساسة الذين يمارسون النشاط الديني يفوق عدد رجال الدين الذين يمارسون العمل السياسي على الصعيد الدولي.
وأشار إد ياسين إلى أنَّ آثار "سياسة النعامة" التي تتغاضى عن كون المسلمين مندمجين بشكل كامل في المجتمعات الأوروبية، تكرس وجود تجاذب بين الإسلام، من جهة، والغرب، من جهة ثانية.
وأبرز أنَّ مسألة هوية المهاجرين المسلمين في أوروبا اتخذت الكثير من المظاهر والأبعاد على فترات متباينة، وانتقلت من الانصهار، لاسيما في فرنسا، حيث طلب من المهاجرين التخلي عن ثقافتهم وعاداتهم ولغتهم بذريعة تسهيل انصهارهم داخل المجتمع الفرنسي.
وتساءل إد ياسين، بخصوص الجالية ومجتمع الاستقبال عن الجهة التي تنتمي إلى الأخرى، وما إذا كان أبناء الجالية يتمتعون في مجتمعهم الجديد بالحق في أداء شعائرهم الدينية والتحدث بلغتهم وتناول طعام بلدهم الأم باعتبارها عناصر تذكرهم بجذورهم أم العكس، بحكم انتمائهم إلى مجتمع جديد يتعين عليهم الامتثال للقواعد والقيم السائدة