الرباط - المغرب اليوم
أوضح سفير الملك محمد السادس في مصر والمندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية محمد سعد العلمي، أن عيد العرش يعتبر من أغلى الأعياد عند المغربيين، وله دلالات عميقة في تاريخ المغرب. وذكر في حديث بثته قناة مصرية، أن عيد العرش يعكس الالتحام الذي ظل دومًا قائمًا بين العرش والشعب عبر تاريخ المغرب، حيث كان الملك دائمًا في مقدمة الشعب المغربي ، " هو الإمام أمير المؤمنين من الناحية الدينية، وهو قائد الجهاد والكفاح في مواجهة الأطماع الاستعمارية والمناورات التي كانت تحاك ضد المغرب ".
وأضاف في هذا الصدد، أن المغرب قبل خمسة قرون على الأقل، بعد سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس، يتعرض لهجمات استعمارية لاحتلال ثغوره، وأن الجهاد ضد المستعمرين كان يتم بقيادة الملك، وأضاف أن هذا الالتحام بين العرش والشعب تجلى في العصر الحديث من خلال اختيار الملك محمد الخامس المنفي، ورفضه الرضوخ لشروط الاستعمار الفرنسي، حتى يحافظ على ذلك الالتحام مع الشعب المغربي في معركة الكفاح من أجل الاستقلال، وكذا حين قاد الملك الراحل الحسن الثاني جموع الشعب المغربي في المسيرة الخضراء لتحرير أقاليمه الجنوبية، مؤكدًا أن الملك محمد السادس "يلتحم اليوم بشعبه في قيادة بناء المغرب الحديث المتقدم من خلال الورش الكبيرة المفتوحة والتي ينخرط فيها كل الشعب المغربي تحت قيادته ".
وأبرز محمد سعد العلمي في معرض حديثه عن مظاهر الاحتفال بعيد العرش المجيد دلالات حفل تقديم البيعة، وأكد أن حفل تقديم الولاء للملك يعكس التأكيد المتجدد للرباط القوي الذي يربط الملك بالشعب، كما أضاف أن الاحتفالات الرسمية والشعبية المخلدة لهذه الذكرى تكون مناسبة للتذكير بما تحقق من إنجازات، ولتأكيد الإرادة على مواصلة العمل من أجل الوصول إلى تحقيق باقي المطامح.
وقال العلمي إن التعديلات الدستورية التي شهدها المغرب في سنة 2011 كانت تعديلات كبيرة وعميقة استجابت لتطلعات الشعب المغربي بجميع مكوناته السياسية والاجتماعية والمهنية والاقتصادية، كما شكلت إضافة جديدة تحققت من خلال عدة إصلاحات دستورية كانت تستجيب لكل مرحلة من المراحل التي اجتازتها البلاد.
وأشار سفير المغرب في القاهرة، إلى الإصلاحات التي شهدها المغرب بموجب التعديل الدستوري لسنة 2011 إلى منح صلاحيات أوسع لرئيس الحكومة الذي بات اختياره يتم من الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية، وأبرز في نفس السياق أن المغرب مقبل على سنة انتخابية بعد أن تم فتح باب الترشيحات للانتخابات المهنية التي ستعقبها الانتخابات البلدية والقروية ، وبعدها الجهوية ، لتنتهي سنة 2016 بانتخاب أعضاء مجلس النواب، مؤكدًا أن مسلسل الانتخابات هذا " سوف يؤدي إلى تجديد كل الهيئات المنتخبة في المغرب بكل أصنافها ودرجاتها "، وبالتالي تأسيس حكومة جديدة تبعًا لنتائج الانتخابات التشريعية.