لندن -ماريا طبراني
أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بقمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، واعتبرها علامة فارقة في جهود إصلاح علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.
ويبدأ كاميرون في تحديد مقترحاته للتوصل إلى اتفاق مشترك بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي خلال حفل عشاء في العاصمة البلجيكية، بينما خابت آمال كاميرون في إحراز تقدم أكبر خلال القمة بسبب قضايا أكثر إلحاحا على جدول الأعمال مثل ديون اليونان وأزمة مهاجري البحر الأبيض المتوسط.
وتعاني مفاوضات كاميرون مع قادة القمة من بعض الانتكاسات وسط تحذيرات من القادة الأجانب باحتمالية مواجهته بعض الأزمات خلال القمة.
من جانبه غضب وزير "المال" البلجيكي جوهان فان، من طلب كاميرون بتغيير المعاهدة، متوقعا أن دعوة كاميرون بإعفاء بريطانيا من مبدأ الاتحاد الأوروبي، المسمى "ever closer union" أمر يصعب تحقيقه.
يأتي ذلك بعد أن توقع دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبى أن فرنسا لن توافق على طلب كاميرون، في ظل تهميش دور كبار المسؤولين البريطانيين في التعديل الوزاري للمناصب العليا في بروكسل من قبل رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود جانكر.
يذكر أنَّ كاميرون أدلى بتصريحات متفائلة للصحافيين لدى وصوله إلى بروكسل، مضيفًا: اليوم هو يومًا مهمًا في مفاوضات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي بهدف معالجة مخاوف الشعب البريطاني بشأن أوروبا، وللتأكيد على أن الشعب البريطاني لديه القول الفصل فيما إذا كان علينا البقاء في الاتحاد الأوروبي لإصلاحه أو الرحيل منه.
وكشف رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، عن أنَّ القمة تمثل بداية النظر في مخاوف بريطانيا، محذرا من أنَّ المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي "ليست للبيع وغير قابلة للتفاوض"، مؤكدًا أنَّ الامتيازات الممنوحة للسيد كاميرون يجب أن تتم بطريقة آمنة لكل أوروبا.
وكانت أزمة الديون اليونانية طغت على جدول أعمال القمة في ظل عجز اليونان عن تسديد قرض بقيمة 1.1 بليون جنيه إسترليني لصندوق النقد الدولي بحلول، الثلاثاء المقبل، وهو الموعد النهائي لسداد الدين.
وتواجه اليونان خطر الخروج من منطقة اليورو في حال فشلت في الحصول على تسهيلات ائتمانية دولية من صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
وانتهت المحادثات بين رئيس الوزراء اليوناني أليكسز تسيبراس، والدائنين إلى طريق مسدود، وبدأت جلسة العمل الأولى بالقمة بمناقشة أزمة مهاجري البحر الأبيض المتوسط، حيث توفى أكثر من 1800 شخص حاولوا العبور من شمال أفريقيا هذا العام.
ورفض قادة الاتحاد الأوروبي اقتراح إيطاليا بنظام "الكوتة" لفرضه على الدول لإعادة توطين أكثر من 100 ألف من المهاجرين الذين دخلوا إيطاليا واليونان منذ بداية العام. من جانبها ترغب بريطانيا في رؤية خطة لإعادة توطين المهاجرين كمحاولة للتعاون معهم.
ويحظى كاميرون بفرصة نهائية خلال حفل العشاء مع قادة الاتحاد الأوروبي لتقديم مقترحاته بشأن تحقيق أربعة إصلاحات رئيسية ممثلة في إعفاء بريطانيا من الالتزام بمبدأ الاتحاد الأوروبي المسمى "ever closer union"، وتعزيز دور البرلمان الوطني، والحفاظ على موقف دول الاتحاد الأوروبي التسعة بما في ذلك بريطانيا، التي ليست في منطقة اليورو، وكذلك الحد من حقوق مهاجري الاتحاد الأوروبي لتحقيق مزايا للدولة، بالإضافة إلى التأكيد على كون الاتحاد الأوروبي مصدرًا للنمو الاقتصادي وليس الركود، إلا أن كاميرون لن يعرض جميع مقترحاته خوفًا من رفض بعضها.
وتشكل القمة لحظة غير مسبوقة في تاريخ الاتحاد الأوروبي، فلم يأت أي زعيم قبل ديفيد كاميرون إلى قمة بروكسل مهددا بالخروج من الاتحاد الأوروبي في حالة عم الموافقة على مقترحات الإصلاح التي سيقدمها.
وأوضح كاميرون أنَّ القمة تُعد فرصة جيدة للتفاوض والتصدي لمخاوف الشعب البريطاني من الاتحاد الأوروبي في محاولة لتغير الوضع الراهن إلى الأفضل، وإعطاء الكلمة للشعب بشأن ما إذا كان يجب على بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي أم البقاء.