القاهرة - وفاء لطفي ـ أكرم علي
أعلن تنظيم "داعش" في مصر، في بيان على صفحته الرسمية على "تويتر"، مسؤوليته عن تحطم الطائرة الروسية، مؤكدا أنه جاء "ردا على التدخل الروسي في سورية".
وأبدت روسيا رسميا شكوكها في صحة بيان "داعش" الذي أكد تمكن "جنود الخلافة من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء"، مضيفا "لتعلموا أيها الروس ومن حالفكم، أن لا أمان لكم في أراضي المسلمين ولا أجوائهم، وان قتل العشرات على ارض الشام بقصف طائراتكم سيجر عليكم الويلات".
وأكد وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف السبت أن إعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن تحطم طائرة "التشارتر" الروسية فوق سيناء "لا يمكن اعتباره صحيحا"، مضيفا "نحن على اتصال دائم بزملائنا المصريين وبالسلطات الجوية في هذا البلد، حتى الآن لا يملكون أي معلومة تؤكد تلميحات من هذا النوع".
وذكر العديد من الخبراء العسكريين الروس لـ"فرانس برس" أن تنظيم "داعش"، التي تعد منطقة شمال سيناء معقله، لا يملك صواريخ قادرة على استهداف طائرة على ارتفاع 30 ألف قدم، ولكنهم لا يستبعدون إمكان وجود قنبلة على متن الطائرة أو أنها أصيبت بصاروخ أو بقذيفة أثناء محاولة الطائرة الهبوط اثر عطل فني.
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، رئيس الوزراء ميتري آناتوليفيتش ميدفيديف، بتشكيل لجنة حكومية لمتابعة حادث تحطم الطائرة المدنية الروسية في سيناء.
وأكدت الرئاسة الروسية في بيان لها أن بوتين كلف بإرسال 3 طائرات إنقاذ تابعة لوزارة الطوارئ الروسية بشكل عاجل إلى مصر بالتنسيق مع القاهرة لنقل ضحايا الحادث.
وأعلنت وزارة الطيران المدني المصرية، العثور على حطام الطائرة الروسية التي كانت تقل 224 شخصًا، قرب العريش في شمال سيناء، بعد الإعلان عن تحطمها عقب 23 دقيقة من مغادرتها مطار شرم الشيخ.
وأكدت وزارة الطيران، في بيان صدر منذ قليل، أن الاتصالات انقطعت بين قائد الطائرة وبرج المراقبة الجوية واختفت من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة على إقلاعها من مطار شرم الشيخ بطريقها إلى سانت بطرسبرغ.
وعثرت الأجهزة المصرية على حطام الطائرة، وهي من طراز "إيرباص 321" وتشغلها شركة "كوجاليمافيا" الروسية، في منطقة الحسنة "جنوب العريش"، بعد أن كان برج المراقبة في مطار شرم الشيخ فقد الاتصال بطاقمها.
وأضاف بيان الوزارة، أن فرق البحث والإنقاذ عثرت على حطام الطائرة، التي كانت تقل 224 راكبًا منهم الطاقم المكون من 7 أشخاص، في منطقة الحسنة "جنوب العريش"، مشيرًا إلى أنها كانت على ارتفاع 31 ألف قدم حينما اختفت من على شاشات الرادار.
في سياق متصل، تحفظ مطار شرم الشيخ، على جميع الأوراق الخاصة بالطائرة الروسية، والتي تحتوي على جميع البيانات والمعلومات التي تخص الطائرة لتسليمها إلى رئيس لجنة تحقيق الحوادث المكلف بالتحقيق من قبل وزير الطيران الطيار حسام كمال.
ومن بين الأوراق التي تم التحفظ عليها، ملف يشمل صلاحية الطائرة والفحص الفني وكمية الوقود وعدد الركاب، مشيرًا إلى أن رحلة الطائرة تعتبر من إحدى الرحلات "الشارتر" وأن جميع ركابها جنسيتهم روسية بمن فيهم طاقم الطائرة.
وأوضح مطار شرم الشيخ، أن الطائرة كانت على اتصال دائم ببرج المراقبة لمدة 12 دقيقة، ثم انتقلت اتصالاتها بعد ذلك إلى الاتصال ببرج المراقبة في مطار القاهرة إلى أن فقدت الاتصال بعد حوالي 23 دقيقة.
وكشف موقع "فلايت ترادر 24 –24 flight trader" لتتبع مسار الطائرات حول العالم وتحديد بدء عملها، أن الطائرة الروسية من طراز "إيرباص 321" وتابعة لشركة "كوغاليمافيا"، بدأت عملها عام 1997 أي منذ 18 عامًا.
وأوضح الموقع الذي سجل جميع الرحلات التي قامت بها الطائرة وزادت عن 200 رحلة، أنه تم إجراء آخر صيانة لها في 30 آذار/ مارس عام 2012، مشيرا إلى أن آخر رحلة قامت بها الطائرة كانت من مطار شرم الشيخ الدولي إلى مطار سمارا الروسي.
وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية أن هذا الحادث يعد الثاني لشركة "كوغاليمافيا" الروسية خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، حيث قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 43 آخرون عام 2011 أثناء إقلاع إحدى الطائرات التابعة للشركة من مطار سورجوت الروسي واشتعلت فيها النيران.
وأفاد رئيس الشركة المصرية للمطارات عادل محجوب، بأنَّ الطائرة الروسية التي تحطمت صباح السبت في سيناء، تم فحصها فنيا قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ متوجهة إلى مطار سان بطرسبرج في روسيا وتبين صلاحيتها للطيران.
وأضاف محجوب، في تصريح صحافي، أن الشركة المصرية للمطارات أرسلت وفدا فنيا إلى شرم الشيخ للمشاركة في تجميع كل بيانات الطائرة وما تعرضت له من عمليات فحص فني والحصول على صلاحية الطيران خلال وجودها في مطار شرم الشيخ.