الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
استنفر حادث مطاردة عنصر "الصقور" (الدراجين) للعاهل المغربي محمد السادس في الدّارالبيضاء، الخميس، مختلف المصالح الأمنية، سواء في المدارات الحضرية، أو في مديريّة أمن أنفا.وتمَّ اعتقال عنصر "الصقور"، الذي سبقت إقالته من العمل، بغية الاستماع إليه في محاضر رسمية، حيث تبيّن أنه كان يرغب في لقاء الملك، ليبلغه شكايته، وتفاصيل الواقعة، والتخلي عنه من صفوف رجال الأمن، على الرغم من عمله، لأعوام طويلة، كعنصر في فرقة الدراجين، في أمن البرنوصي.وأشارت مصادر إعلاميّة إلى أنَّ "عنصر الصقور، الذي أوقفته المديرية العامة للأمن عن العمل، كان برتبة مقدم شرطة، لدى أمن البرنوصي زناتة، وفاجأته عناصر فرقة أمنية خاصة بشريط فيديو، صوّر تسلله إلى قاعة المواصلات، وسرقة جهازين لاسلكيين، حيث أجهش بالبكاء أمام موفدين من المديرية العامة للأمن الوطني، أوضح أنّه قام بذلك بدافع الانتقام من رئيسه في العمل، الذي أمره بالالتحاق بحراسة زنازن السجن الاحتياطي، بعد أن كان عنصرًا ضمن فرقة الدراجين".
يذكر أنَّ ظاهرة تعقب تحركات الملك محمد السادس، المعروفة عند المغاربة بـ"السمايرية"، تشهد انتشارًا واسعًا وسط المواطنين، إلا أنَّ هذا الحادث هو الأول من نوعه الذي يتمّ فيه تعقب تنقلات الملك من طرف شرطي سابق.ويترصّد "السمايرية"، وهم فئة من الشباب المغاربة، تنقلات الملك، حيث يرابطون في أماكن وشوارع محدّدة، يعرفون أنه سيمر منها، بغية تمرير طلبات خاصة بالحصول على امتيازات شخصية واجتماعية.وتحوي رسائل "السمايرية" الموجهة إلى الملك طلبات بالتوظيف للعاطلين منهم، أو الحصول على مأذونيات النقل، ورخص استغلال سيارات الأجرة، أو مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومد يد العون لأصحاب الوضعيات الاجتماعية الصعبة.
وتصدرت ظاهرة "السمايرية" حديث المغاربة واهتماماتهم بعد أن تمَّ اعتقال ومحاكمة عشرات الأشخاص، حيث قضي في حقهم بمُدد تتراوح بين ستة أشهر وثلاثة أعوام، حبساً نافذاً، طبقاً للفصل 51 من القانون الجنائي المغربي.ويختبئ "السمايرية" عن أعين الأمن والحرس الخاص للملك حتى لا يقعوا في قبضتهم، لكن بمجرد ما أن تظهر وتقترب سيارة الملك حتى يفاجئوا الجميع برسائلهم، حيث يناشدونه بتسلمها، بعد أن يقدموا له التحية التي درج عليها المغاربة احتراماً لملكهم الملقب بـ"ملك الفقراء".وتختلف حظوظ "السمايرية"، لاسيما المحترفين الذين تخصصوا في هذه "المهنة"، وتفرّغوا لها، فمنهم من تمكن فعلاً من تحقيق مبتغاه وحصل على وظيفة.