تونس ـ كمال السليمي
تطارد السلطات التونسية أحد المتطرفين المتهم بالتورط في حادث تفجير منتجع القنطاوي السياحي في مدينة سوسة التونسية، ويدعى رفيق طياري، والذي فرّ هاربًا إلى ليبيا مستغلاً غياب القانون هناك، إذ كان من بين المطلوبين الذين أعلنت عنهم وزارة الداخلية البريطانية، في أعقاب المذبحة، التي أودت بحياة ما يقرب من 38 شخصًا.
بينما بدأت جثث ضحايا المجزرة في الوصول إلى بلادهم، حيث وصلت جثامين 8 ضحايا بريطانيين إلى المملكة المتحدة على متن طائرة عسكرية، والتي هبطت في Brize Nortonفي Oxfordshire، وهم Adrian Evans وPatrick Evans وJoel Richards وCarly Lovett وStephen Mellor وJohn Stollery, وDenis وElaine Thwaites، وذلك من بين نحو 30 بريطانيًّا لقوا حتفهم في الهجوم المتطرف في تونس، الجمعة الماضية، والذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه.
ويحاول داعش فرض هيبته على طول الساحل الليبي؛ إذ ظهر مقطع فيديو أخيرًا يظهر مسلحين تابعين للتنظيم يقتلون 30 شخصًا من المسيحيين الإثيوبيين في وقت سابق من هذا العام.
بينما صرَّح وزير الخارجية البريطانية بأنه لم يكن من الخطأ أن تساعد المملكة المتحدة في الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي العام 2011، واصفًا إياه بـ"الطاغية الذي كان يذبح المدنيين في بنغازي"، ومضيفًا "لقد تعاملنا مع داعش في سورية والعراق، وهناك عمليات جوية عسكرية كبيرة تجرى في العراق تستهدف داعش ومواقعها".
كانت السلطات التونسية قد وضعت اسم طياري (28 عامًا) على قائمة المطلوبين للاشتباه في وجود علاقة بينه وبين منفذ الهجوم "سيف الدين رزقي"، إلا أن السلطات لم تتهمه بإطلاق النيران على السائحين، لكنه قد يكون أعطى السلاح لمنفذ العملية ووفر له مزيدًا من الدعم.
وأكدت عائلة طياري، في تصريحات إلى جريدة "التلغراف" البريطانية، أنه "غادر المنزل عدة مرات دون علم أسرته وقال إنه متجهًا إلى ليبيا ومنها إلى إيطاليا لبدء حياة جديدة هناك"، بينما زعم والده تعرض الأسرة للإرهاب من قِبل الشرطة التي داهمت المنزل، كما رفض الإدعاءات بأن نجله على علاقة بمجزرة فندق تونس أو أنه يقاتل مع الجماعات المتطرفة.
وأضاف أحد أعضاء أسرته: أي شاب يقرر الذهاب إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا فإنه لن يخبر أهله قطعًا؛ لأنهم سيمنعونه من ذلك، وربما يكون رفيق خائفًا لذلك قرر الهروب أو قد يكون حصل على عمل هناك، أنا لا أعرف حقًا.
يذكر أن منفذ الهجوم سيف الدين رزقي (23 عامًا) سافر في وقت سابق من هذا العام لحضور معسكر تدريبي للتطرف بالقرب من Sabratha والتقى هناك اثنين من المقاتلين الذين نفذوا مذبحة متحف باردو في شهر آذار/ مارس الماضي، والتي أودت بحياة 22 شخصًا.
وكشف وزير الدولة للشؤون الداخلية، رفيق الشلي، عن أن رزقي تلقى تدريبًا على الأسلحة في ليبيا في الفترة ذاتها التي تدرب فيها منفذي مذبحة المتحف، وأنه قد عبر الحدود سرًا.
من ناحية أخرى، وصل ما يقرب من 137.000 مهاجر إلى أوروبا عن طريق القوارب حتى الآن، وتوفي منهم 1900 شخص أثناء محاولتهم العبور، وغالبًا ما يأتي المهاجرون عن طريق ليبيا، التي تشهد نوعًا من الفوضى نتيجة القتال المستمر بين القوات القومية هناك والجماعات المسلحة منذ العام 2011، وتواجه البلاد الآن حالة من انعدام القانون.