الدار البيضاء ـ جميلة عمر
عقدت لجنة قضائية في محكمة النقض، الأربعاء الماضي، اجتماعًا بهدف تذويب الخلافات بين المرشحيْن لرئاسة الودادية عبد الحق العياسي ونور الدين الرياحي؛ غير أنَّ عددًا من كبار القضاة انسحبوا من اللجنة على خلفية اتهام رئيس الودادية بجعل نفسه خصمًا وحكمًا.
وأكدت مصادر قضائية رفيعة المستوى، أنَّ الورقة التنظيمية للانتخابات لجميع رؤساء المكاتب الجهوية، جعلت منافسي العياسي يطعنون فيها، معتبرين أنَّ رئيس الودادية، بصفته منافسًا في الانتخابات جعل من نفسه خصمًا وحكمًا، ما أدّى إلى انسحاب عدد من كبار القضاة.
وأوضحت صفحة الودادية الرسمية على "فيسبوك" أنَّ قضاة المملكة تابعوا بشغف شديد وترقب حذر ما ستؤول إليه مفاوضات لجنة الصلح بعد جلجلة الرياحي الذي كاد يُسمع صوته خارج أسوار قاعة الاجتماع، مطالبًا بضمانات ديمقراطية القضاة.
وامتد الاجتماع إلى مغرب الأربعاء، حيث بدأت تتقاطر التهاني على صفحة الودادية، بنجاح الصلح الذي أدخل تعديلات مهمة على الورقة المنظمة لانتخابات رئاسة الودادية، وامتد الأمر إلى إلقاء القضاة قصائد شعرية تخليدًا للحدث الذي كاد يتسبَّب في انقسام قضاة المملكة بين شباب كان يمثلهم الرياحي يتطلعون إلى ديمقراطية عصرية في المشهد القضائي وتيار كلاسيكي تقليدي يمثله العياسي.
وشوهد الخصمان متعانقان في مشهد اعتبره القضاة رمزًا لوحدة وداديتهم، وزيّنوا صفحاتهم بهذه الصورة التي اعتبروها دلالة على إمكان الودادية احتواء صراع أبنائها في مطبخ داخلي يؤرخ لمرحلة جديدة، لما بعد دستور 2011، ولتغيير المشهد القضائي الحالي، خصوصًا بعد اكتساح نور الدين الرياحي لأصوات قضاة محكمة النقض الذين تجاوبوا مع برنامجه الانتخابي الذي اعتبر سابقة في تاريخ الودادية الحسنية.