الرباط ـ علي عبد اللطيف / محمد رشيد/ جميلة عمر
أصدر الملك محمد السادس العاهل المغربي، قرارًا، الجمعة، بتجميد مهام وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، في كأس العالم للأندية 2014، وذلك بعدم حضوره إلى النهائي، المقرر السبت المقبل بين "ريال مدريد" الإسباني و"سان لورينزو" الأرجنتيني، إلى حين فتح تحقيق حول ما وقع في ملعب مولاي عبد الله في الرباط.
وأعطى الملك محمد السادس أمره إلى رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران من أجل فتح التحقيق ذاته، وكشف الملابسات التي كانت وراء غرق ملعب العاصمة الإدارية، الذي احتضن المباريات الأولى في مونديال الأندية، قبل أن يتم استبعاده بسبب الأمطار الغزيرة التي جعلت من أرضيته بركًا مائية، لا تصلح لممارسة كرة القدم، خصوصًا أن الملعب تم افتتاحه أخيرًا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي فقط، حين أجرى فريقا الفتح الرباطي ونهضة بركان نهائي كأس العرش.
وكانت المباراة التي جمعت كروز أزول المكسيكي بطل أبطال الكونكاكاف، بنظيره ويسترن سيدني الأسترالي الفائز في دوري أبطال آسيا، قد كشفت عيوب ملعب مولاي عبد الله في الرباط، والنقطة التي أفاضت الكأس، الأمر الذي احتج عليه بشدة الشعب المغربي، بسبب سوء تدبير وزارة الشباب والرياضة، ممثلة في وزيرها الذي تم تجميد مهامه محمد أوزين.
وكان الجمهور المغربي قد انتقد الحالة التي آلت إليها أرضية ملعب مولاي عبد الله في الرباط، وطالب بمحاسبة كل من له يد في إعطاء صورة لا تشرف المغرب، خصوصًا أن نسخة العام الماضي التي دارت رحاها في كل من مراكش وأغادير، لم تشهد مثل هذه الارتجالية، وهو ما خلف استياءًا كبيرًا لدى هذا الجمهور، بعدما تداول العالم بأسره صورًا تخص الملعب، بتعليقات تستهزأ بالمملكة المغربية، لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الوزير الحركي، أطلق تصريحات اتهم فيها أعداء المغرب والطابور الخامس من تناقل صور البرك المائية التي ملأت مركب مولاي عبدالله المعروف بأيقونة الملاعب المغربية، كما رفض الحضور للبرلمان للإجابة عن الأسئلة الآنية في جلسة، الثلاثاء، وهو ما دفع العديد من المغاربة إلى إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإقالته.
ويعتبر قرار تجميد أنشطة الوزير أوزين ضربة قاضية لهذا الوزير الذي كان يدافع في السابق على الشركة التي فازت بصفقة تعشيب المركب الرياضي المذكور.
وذكر بلاغ الديوان الملكي أن قرار توقيف الوزير سيستمر إلى حين ظهور نتائج التحقيق المعمق وشامل لتحديد المسؤوليات عن هذه الاختلالات.
ودخل العاهل المغربي الملك محمد السادس على خط التحقيقات التي باشرتها لجنة تضم وزارات الداخلية والمالية والشباب والرياضة بشأن "فضيحة" المجمع الرياضي الأمير مولاي عبدالله، الذي أغرقته المياه، السبت الماضي.
ويتابع محمد السادس باهتمام التحقيقات وينتظر ما ستسفر عنه، للكشف عن المتورطين في فضيحة الملعب، الذي تحول إلى مادة دسمة للسخرية في الصحافة العالمية، لاسيما أنَّ الأمر يتعلق بحدث عالمي ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم وتنقله قنوات تلفزيونية عالمية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي اعتذر فيه وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، بشكل مفاجئ عن حضور جلسة مجلس النواب؛ حيث كان من المفترض أنَّ يجيب عن سؤال آني يتعلق بتلك القضية.
ويبدو الملك غاضب من الصورة السيئة التي قدمت عن المغرب أثناء مباراتي ربع نهائي المونديال، فأعطى أوامره للمفتش العام للدرك الملكي، الجنرال حسني بنسليمان؛ من أجل الوقوف على تطورات التحقيق لتحديد المسؤوليات قبل اتخاذ قرارات حاسمة يمكن أنَّ تطيح برؤوس وازنة.
واتخذت أوامر الملك بجدية؛ إذ عقد حسني بنسليمان اجتماعًا مطولًا، مع الكاتب العام لوزارة الشباب والرياضة، كريم عقاري، ومدير الرياضات، معقد مصطفى أزروال اللذين اتخذ بحقهما الوزير أوزين قرار سحب تفويضات التوقيع منهما.
كما أنَّ رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران طالب الوزير أوزين بالكشف عن الرؤوس الحقيقية التي تتحمل المسؤولية في هذه الفضيحة، وعدم تقديم أكباش فداء لامتصاص غضب المغاربة.
وكشفت مصادر مطلعة أنَّ الرمال التي تم وضعها في أماكن مختلفة من عشب ملعب مولاي عبدالله، مسروقة من أحد الشواطئ.