دمشق ـ نور خوام
سيطرت القوات الحكومية في سورية على طريق إستراتيجية لنقل النفط تمر غرب مدينة "تدمر" في وسط سورية، التي كان سيطر عليها تنظيم "داعش" قبل شهر وأقدم أخيرًا على تفخيخ مواقعها الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وعلى الرغم من إرسال القوات الحكومية تعزيزات عسكرية وتوجيه غارات جوية متتالية على أنحاء عدة داخل تدمر، فإنَّ أولوية دمشق في الوقت الراهن تتركز على حماية حقول النفط والغاز في محيط تدمر وضمان أمن خطوط الإمداد المتفرعة منها إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية.
وتحدثت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات عن "تقدم بري ملموس على الأرض لعناصر المشاة في الجيش في منطقة البيارات الغربية".
وأضاف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقرًا: تمكنت القوات الحكومية من طرد المتطرفين خلال اليومين الماضيين من منطقة البيارات، غرب مدينة تدمر، التي تبعد عشرة كيلومترات عنها.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أنَّ سيطرة القوات الحكومية على هذه المنطقة تمكنها من ضمان أمن طريق لنقل النفط، يمتد من حقل جزل النفطي الواقع على بعد نحو 20 كيلومترًا شمال غرب تدمر. وأضاف: بات في إمكان النظام نقل النفط من جزل عبر البيارات نحو المدن السورية الأخرى الخاضعة لسيطرة قواته.
وخلص إلى أنَّ "أولوية النظام في الوقت الراهن هي حماية وتأمين حقول النفط والغاز في تدمر ومحيطها، التي يعتمد عليها في توليد الكهرباء للمناطق الخاضعة لسيطرة قواته وتحديدًا دمشق وبانياس (الساحل) وحمص.
ورجح ألا تهاجم القوات الحكومية تدمر في الوقت الحاضر، باعتبار أنَّ "النظام لا يحظى بحاضنة شعبية داخل المدينة يمكنه الاعتماد عليها لاستعادة السيطرة على تدمر".
وأفاد الناشط المعارض محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر، أنَّ "الوضع في المدينة صعب جدا"، و"تعرضت منازل للتدمير وأبيدت أحياء بأكملها نتيجة الغارات الجوية ولا وجود للكهرباء ضمن المدينة والمياه تصل بشكل متقطع".
وعلى صعيد آخر، توغلت قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية في أراضٍ سورية يسيطر عليها "داعش" في دلالة على زخم جديد بعدما استولت تلك القوات بسرعة وعلى غير المتوقع على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا من قبضة التنظيم المتطرف الأسبوع الماضي.
وصرح الناطق باسم "وحدات حماية الشعب" ريدور خليل، بأنَّ هذه القوات المدعومة بغارات جوية يقودها الأميركيون ومجموعات أصغر من مقاتلي المعارضة السورية اقتربت حتى مسافة سبعة كيلومترات من عين عيسى وهي بلدة تقع على مسافة50 كيلومترًا شمال مدينة الرقة العاصمة الفعلية لتنظيم "داعش".
وفي وقت متقدم الاثنين، كشف ريدور عن أنَّ المقاتلين الأكراد انتزعوا السيطرة على قاعدة "اللواء 93" التي كان "داعش" سيطر عليها العام الماضي من الجيش النظامي.
وأوضح المرصد السوري في وقت سابق إن السيطرة على "اللواء 93"، ستعني عمليًا السيطرة على عين عيسى. وأضاف أنَّ الآلاف من الناس فروا من عين عيسى نحو مدينة الرقة في اليومين الأخيرين.
ومع استمرار المعارك وإعادة فتح معبر تل أبيض مع تركيا، بدأ بعض اللاجئين يعودون إلى مدينة تل أبيض.
في جنيف؛ أعلنت المحكمة الإدارية الفيدرالية في قرار نشرته في موقعها على الانترنت إبقاء أملاك رجل الأعمال السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد مصادرة.