الرباط - سناء بنصالح
كشف تقرير عن حالة الحريات الصحافية في الوطن العربي، تحت عنوان "حرية الصحافة بين السلطة والإرهاب" عن أن حالة الحريات الصحافية في العالم العربي تأثرت إلى حد كبير بطبيعة الظروف والاضطرابات والتحولات السياسية التي تشهدها العديد من دول المنطقة.وأوضح التقرير، الذي قدمه الاتحاد العام للصحافيين العرب خلال ندوة صحافية في نقابة الصحافيين في مصر، أن منظومة الحريات العامة والسياسية والإعلامية أكثر عرضة للتضييق والتقييد مقارنة ببعض السنوات السابقة، سيما خلال السنتين اللتين أعقبتا حدوث ثورات الربيع العربي، واللتين شهدتا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الحريات السياسية والإعلامية.
وأضاف التقرير، أن العالم العربي واجه أخيرًا واقعًا شديد الارتباك جرّاء ما أسماه بالفوضى المزرية التي باتت تشهدها الكثير من دوله ومجتمعاته، بعد تفجر أوضاعها الداخلية واضطرابها، سواء جاء ذلك كنتاج لحالة الحراك الشعبي والسيولة السياسية والإعلامية التي تشهدها الكثير من الدول، واستمرار تصاعد الدعوات التي تطلقها بعض القوى السياسية، بضرورة التوسع في سياسات الإصلاح والاستفادة من هذه الموجة الثورية في إعادة للاعتبار للوطن الذي كاد أن يفقد حضوره وتأثيره.
وتابع أنه على الرغم من إيمان الاتحاد العام للصحافيين العرب بأهمية التوسع في تطبيق سياسات الإصلاح والتغيير، وتطبيق منظومة الديمقراطية وحقوق الإنسان والتوسع في مجال الحريات العامة والسياسية والإعلامية، فهذا لا يعني تغييب منظومة الحريات، وتوسيع دوائر القمع والاستبداد إلا أن الثمن الفادح الذي تدفعه الكثير من الدول والمجتمعات العربية، وسيادة مناخ من عدم اليقين المجتمعي وغياب الاستقرار وتآكل وحدة الصف الوطني، وشيوع الاستقطاب الحاد في كثير من الدول والمجتمعات، وتصاعد موجات الإرهاب المنظم، مما فرض على كثير من القوى السياسية والثورية والديمقراطية التي كانت ترفع رايات الثورة وشعاراتها بالأمس ضد النظم القائمة أو بعضها، وتلح على سرعة التغيير.