الرياض . سعيد الغامدي
أعلنت المملكة العربية السعودية حالة التأهب الأمني؛ في أعقاب مقتل قائد قوات حرس الحدود وجندي آخر، إثر هجوم انتحاري وقع الاثنين الماضي، على الحدود الشمالية للمملكة مع العراق.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "غارديان" البريطانية، فإنَّ وزارة الداخلية السعودية اتهمت "عناصر متطرِّفة" بارتكاب الحادث دون أنَّ تحدِّد جماعة معينة.
ورجحت الصحيفة البريطانية أنَّ تنظيم "داعش" هو من يقف وراء الحادث.
وأضافت الداخلية السعودية، خلال بيان لها، أنَّ الدورية تعرضت لإطلاق نار في منطقة سويف، بالقرب من مدينة عرعر، مؤكدة أنَّ قوات حرس الحدود ردت على المهاجمين أيضًا بإطلاق النار ما أدى إلى قتل اثنين من المهاجمين المتطرفين الأربعة.
وأكملت الصحيفة، وفقًا لبيان الداخلية السعودية، أنَّ عناصر حرس الحدود حاولوا إقناع المهاجمين بالاستسلام، لكن أحدهم فجَّر حزام ناسف كان يحمله، ما نتج عنه مقتله ومقتل رجلي أمن، من بينهم قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية، العميد عودة البلوي.
وقالت الوزارة إنَّ قوات الأمن السعودية كانت "عازمة على إحباط المخطَّط الذي يستهدف تقويض أمن واستقرار الوطن"، وأضافت الصحيفة أنَّ بيان الوزراة وصف المهاجمين بأنهم "خوارج"، مشيرة إلى أنَّ هذا المصطلح يحط من المرتدين.
وأوضحت الصحيفة أنَّ الهجوم جاء وسط حالة من الغموض بشأن الحالة الصحية للملك عبدالله بن عبدالعزيز، البالغ من العمر 91 عامًا؛ إذ دخل المستشفى لإصابته بالتهاب رئوي.
وكان الديوان الملكي قد ذكر في بيان 2 كانون الثاني/ يناير الماضي أنَّ الملك عبدالله كان يعاني من التهاب رئوي ويحتاج بشكل مؤقت إلى المساعدة على التنفس وهو ما تم بنجاح وحالته مستقرة الآن.
فيما ذكرت وكالة الأنباء السعودية أنَّ ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، البالغ من العمر 79 عامًا، طمأن الحاضرين خلال اجتماع مجلس الوزراء، الاثنين، على صحة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بينما أردفت "غارديان" في تقريرها أنَّ ولي العهد ذاته يمر أيضًا بحالة صحية سيئة.
وتابعت الصحيفة، فيما يتعلق بتقريرها حول الحادث الذي استهدف قوات حرس الحدود السعودي، أنَّ المتحدث باسم الجيش العراقي أعلن إحباط القوات العراقية هجومًا لداعش على مركز للشرطة بالقرب من الحدود السعودية، مضيفًا أنه لم يتضح ما إذا كانت هناك صلة بين الحادثين أم لا.
وقالت "غارديان" إنَّ المملكة العربية السعودية هي واحدة من خمسة دول عربية يشاركون في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم داعش.
وأشارت الصحيفة أنَّ السعودية عززت في تموز/ يوليو الماضي قواتها الأمنية على الحدود مع العراق، والبالغ طولها 500 كيلو متر مع العراق؛ حيث نشرت الآلاف من الجنود لدعم قوات حرس الحدود بعد أنَّ سيطر متطرفين على مدينة الموصل العراقية، واستولوا على مساحات واسعة من الأراضي، بما في ذلك محافظة الأنبار وأعلنوا "الخلافة" في المنطقة الحدودية في سورية والعراق.
ولفتت الصحيفة إلى المخاوف من رد فعل المتطرفين عقب احتجاز 15 مواطنًا سعوديًا على خلفية الهجوم الدموي الطائفي الذي وقع في الإحساء، في المنطقة الشرقية للمملكة، والذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص خلال إحياء ذكرى عاشوراء.
وذكرت الصحيفة أنه "تم إلقاء اللوم على المملكة العربية السعودية لظهور تنظيم داعش من خلال تمويل الجماعات الإسلامية المسلحة، التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد، بل ذهب آلاف من السعوديين للقتال في سورية والعراق، بتشجيع من رجال دين متشددين".
وتابعت أنَّ المملكة فرضت في الشهور الأخيرة ضوابط أكثر صرامة لتجريم القتال في الخارج وأعلنت توقيف العشرات، كما ترفض بشكل قاطع الاتهامات بأنها تدعم التطرُّف.