الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
الرئيس الأميركي يصف لقاءه بنظيره الكوبي بعد 50 عامًا من العداء بـ"التاريخي"

واشنطن ـ عادل سلامة

التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الكوبي راؤول كاسترو، أمس السبت، في أول محادثات بين البلدين منذ أكثر من 50 عامًا، في محاولة يسعى من خلالها الزعيمان إلى تحسين العلاقات بعد عقود طويلة من المقاطعة والعداء.

ووصف أوباما المحادثات بـ"التاريخية"، قائلًا: "إنَّ البلدين بإمكانهما إنهاء عداء سنوات الحرب الباردة"، مشيرًا إلى أنَّه سيواصل الضغط على كوبا من أجل تحسين سجلها في حقوق الإنسان، لا سيما في ظل الاتفاق مع الزعيم الكوبي على اتخاذ خطوات من شأنها تمكين البلدين من الاستمرار إلى الأمام في محاولة لتعزيز المصالح المشتركة.

وصرَّح كاسترو بأنَّ المؤتمر "صريح ومثمر"، وأضاف أنَّ العمل سيستمر على الهدف الذي وضعه الزعيمان في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارة البلدين في كل من واشنطن وهافانا.

وأوضح أوباما أنَّ خطوات التطبيع بين البلدين لن تكتمل بشكل سريع، حيث لم يصل إلى حد الإعلان عن القرار النهائي، قائلًا لكاسترو خلال الاجتماع في بنما على هامش قمة الأميركيتين: "نحن الآن في وضع يسمح لنا بالمضي قدمًا نحو المستقبل، عبر الزمن من الممكن لنا أن نطوي الصفحة ونطور علاقة جديدة بين بلدينا".

واتفق الزعيمان في كانون الأول/ ديسمبر الماضي على السعي إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعتها واشنطن عام 1961، ومنذ هذا الاتفاق خفف أوباما بعض القيود الأميركية على السفر والتجارة مع كوبا والتي فرضت على الجزيرة في إطار سياسة أميركية منذ أمد بعيد لدفع البلاد إلى التغيير.

ويسعى أوباما إلى تخفيف التوتر مع القارة الأميركية الجنوبية، حيث نزع فتيل النزاع القائم مع كوبا منذ أجيال والذي أثر على العلاقات بين البلدين وبلدان أخرى في المنطقة.

وتحدث أوباما وكاسترو عبر الهاتف في كانون الأول/ ديسمبر وهذا الأسبوع قبل قمة بنما وجلس الزعيمان، أمس السبت، جنبًا إلى جنب في غرفة اجتماعات صغيرة بأسلوب يتسم بالدفء، وأومأ وابتسم كل منهما لتعليقات الآخر في تصريحات مقتضبة للصحافيين قبل أن يشرعا في المحادثات.

وشدّد كاسترو على أنَّه سيواصل اتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات مع واشنطن، مؤكدًا أنه منفتح لمناقشة حقوق الإنسان وقضايا أخرى، وأضاف الزعيم الكوبي الذي تولى الرئاسة بعد تقاعد شقيقه الأكبر فيدل كاسترو بسبب المرض عام 2008: "نعتزم مناقشة كل شيء لكننا بحاجة إلى التحلي بالصبر، الصبر الشديد".

ويبدو أن أوباما اقترب الآن من رفع اسم كوبا من قائمة الدول التي تقول واشنطن إنها ترعى التطرف، ووصفت حكومة كاسترو وضع البلاد على قائمة التطرف بالعقبة في طريق استعادة العلاقات.

ووضعت كوبا على قائمة الدول الراعية للتطرف عام 1982، عندما دعمت حركات التمرد الماركسية في أميركا اللاتينية والتي توقفت مع نهاية الحرب الباردة، ولا يوجد على القائمة الآن سوى إيران وسورية والسودان، وسيؤدي رفع اسم كوبا من القائمة الأميركية للدول الراعية للتطرف إلى تخفيف بعض العقوبات المالية المفروضة على الجزيرة وسيسرع من التقارب بين أوباما وكاسترو؛ لكن لم يتضح بعد متى سيعلن أوباما هذه الخطوة.

وواجه أوباما وهو ديمقراطي انتقادات داخل الكونغرس على تحوله السياسي السريع إزاء كوبا ويقول معارضوه إنه تنازل عن الكثير دون الإصرار أولا على الإصلاح السياسي في الجزيرة.

ويمكن لأوباما مواصلة تخفيف عقوبات معينة مفروضة على كوبا؛ لكن لا يمكن رفع الحظر التجاري الأميركي المفروض على الجزيرة إلا من خلال الكونغرس الذي يهيمن عليه "الجمهوريون".

وردًا على انتقادات القادة الآخرين للسياسة الأميركية في الماضي إزاء أميركا اللاتينية بما في ذلك دعمها للانقلابات العسكرية والنظم الدكتاتورية إبان الحرب الباردة، قال أوباما في وقت سابق: "إنَّ سجل واشنطن كان بعيدًا عن الكمال؛ لكن هذا قد تغير وإنه سيواصل الضغط من أجل المزيد من الديمقراطية".

وأضاف أوباما: "أريد فقط أن أوضح تماما أننا عندما نتكلم على شيء مثل حقوق الإنسان فإن هذا ليس لأننا نعتقد أننا ندعي الكمال؛ لكن لأننا نعتقد بأنَّ فكرة عدم سجن الناس إذا اختلفوا معك هي الفكرة السديدة".

ولوح كاسترو بيديه للتأكيد ودان الولايات المتحدة لمحاولاتها الإطاحة بالحكم الشيوعي في الجزيرة؛ لكنه أشاد بأوباما قائلًا إنه "رجل صادق" وأضاف أنه لا يمكن توجيه اللوم إلى أوباما على السياسات الأميركية إبان الحرب الباردة.

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا سريعًا بعد أن أطاح فيدل كاسترو وجيشه المتمرد بالديكتاتور فولغنسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير عام 1959، وسرعان ما اتجهت الجزيرة نحو اليسار وأقامت تحالفا وثيقا مع الاتحاد السوفيتي السابق.

وكان آخر اجتماع رفيع المستوى بعد الثورة بين كوبا والولايات المتحدة قد عقد في نيسان/ أبريل عام 1959 بين نائب الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون وفيدل كاسترو الذي كان رئيسًا لوزراء كوبا في ذلك الوقت.

ويحاول الرئيس أوباما إصلاح العلاقات مع الأرجنتين للحفاظ على الحصار الذي ينطوي على مفارقة تاريخية، ولكن الاجتماع مع السيد كاسترو، يعتبر فرصة لعرض هدف التقدم نحو أميركا اللاتينية، حيث تحدث حول بداية جديدة مع كوبا.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ملاحقة مهربي وقود تشعل ليبيا و اشتباكات بين لواء…
قطر تعلن أنها لم ننسحب من الوساطة في غزة
تحالف دعم الشرعية يُعلن ان سقوط قتيلين وجريح من…
اتفاق إسرائيلي مع بوينغ الأميركية لشراء 25 طائرة حربية…
أوساط ترامب تكشف أسماء فريقه للحكم و قرارات جاهزة…

اخر الاخبار

القوات المسلحة الملكية المغربية تستكشف حاملة الطائرات الأضخم في…
أحمد التوفيق يكشف أن وزير الداخلية الفرنسي صُدم عندما…
ملك المغرب يتجول في العاصمة الفرنسية رفقة ولي العهد…
الملك محمد السادس يُوجه الشكر إلى رئيس جمهورية بنما…

فن وموسيقى

المغربية فاطمة الزهراء العروسي تكشف عن استعدادها لخوض تجربة…
منة شلبي تتألق في موسم الرياض بمسرحية شمس وقمر…
تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…

أخبار النجوم

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي…
ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…

رياضة

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة…
محمد صلاح في المركز الثاني كأفضل هدافي الدوري الإنكليزي…
بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

صحة وتغذية

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…

الأخبار الأكثر قراءة

أمين عام حلف الأطلسي يؤكد إن التهديدات الروسية لن…
دبابات إسرائيلية تدمر موقعاً لقوات اليونيفيل وتقتحم مقراته جنوب…
ماكرون يُجد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة المستخدمة بساحات…
نتنياهو يرفض طلب بايدن بإنهاء العملية في لبنان قبل…
خالد مشعل يؤكد أن مفاوضات وقف إطلاق النار في…