الدوحة - طارق الشمري
يخطف اللقاء الثلاثي بين وزراء الخارجية في الولايات المتحدة وروسيا والسعودية، الأضواء من الاجتماع الذي يعقده الوزيران الأميركي والروسي مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الدوحة غدًا الاثنين. وسيتناول اللقاء الثلاثي بحثًا معمقًا للاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى، بالإضافة إلى مشكلات تراوح بين اليمن وسورية وليبيا والحرب على الإرهاب و "داعش" تحديدًا، وتبحث دول الخليج عن ضمانات إضافية من الولايات المتحدة بعد توقيع الاتفاق.
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أمس السبت، مشاركة الوزير عادل الجبير في اجتماع الدوحة الذي يبحث الوضع في المنطقة، واستبق الجبير سفره إلى الدوحة بزيارة قصيرة إلى أبوظبي حيث أجرى محادثات تنسيقية مع المسؤولين الإماراتيين، وفقًا لصحيفة "الحياة" اللندنية.
وأوضحت مصادر دبلوماسية في الدوحة أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري الذين سيجتمعون في الدوحة غداً الإثنين في أول لقاء من نوعه بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، سيناقشون قضايا الساعة في المنطقة والعالم، وسيبلورون رؤى التعاون المستقبلي حول كثير من الملفات الساخنة. وقالت المصادر إن الاجتماع سيناقش قضايا كثيرة بينها الاتفاق النووي مع طهران، وسيطلبون بعض الإيضاحات من كيرى الذي زار القاهرة ليل أمس ويصل إلى الدوحة الأحد. ورأت مصادر أخرى أن الاجتماع المشترك الخليجي- الأميركي يأتي في سياق سعي الجانبين الى تعزيز الثقة، في ظل أوضاع صعبة تعيشها المنطقة العربية، وخصوصاً منطقة الخليج.
ويتحدث المسؤولون الخليجيون، عن تطرق الاجتماع إلى الهموم المشتركة بين الجانبين، وفي صدارتها الإرهاب الذي بات مصدر قلق للجميع والوضع في اليمن الذي يحظى باهتمام الجانبين والأوضاع الملتهبة في سورية وليبيا.
ويوجه الاجتماع الوزاري الخليجي- الأميركي رسائل عدة في شأن التأكيد على أمن واستقرار المنطقة والتعاون في مكافحة الإرهاب، وتعزيز ما تم ماضيًا بإجراءات إضافية تتناول كيفية معالجة القضايا الساخنة في المنطقة والحيز العربي.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير لافروف سيعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع نظيريه الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير خلال زيارة عمل إلى قطر في الثاني والثالث من أب /أغسطس الجاري. وأضافت: "لافروف سيعقد اجتماعات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير خارجيته خالد العطية. وذكرت الخارجية الروسية أن لافروف يزور قطر لمناقشة التحركات من أجل السلام في سورية واليمن وليبيا والتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" والاستقرار في منطقة الخليج والعلاقات الثنائية بين روسيا وقطر.
وأجرى كيري لقاءات غير رسمية في القاهرة أمس وسيلتقي اليوم نظيره المصري سامح شكري في حوار استراتيجي سيُعقد للمرة الأولى منذ عام 2009 إثر إعلان الولايات المتحدة أنها سلمت مصر ثماني مقاتلات "أف 16" تم استعراضها في سماء العاصمة أمس، وهي الأولى بعدما رفعت واشنطن أواخر آذار /مارس الماضي التجميد الجزئي عن استئناف مساعداتها العسكرية.
وأشار دبلوماسي أميركي، يرافق كيري لوكالة "فرانس برس" أمس، أن الوزير سيحاول الإجابة عن كل الأسئلة التي لا تزال تراود وزراء الخارجية، على أمل أن يكونوا راضين ولضمان أن يدعموا مواصلة الجهود. ونوه إلى أن كيري سيبحث أيضًا في النزاعين في اليمن وسورية، لكنه لم يتحدث عن مسألة محاربة الإرهاب، وهي حكماً ستكون حاضرة، بوجود التعاون الأميركي الخليجي في الحملة الجوية.
ونقلت وكالة "أنباء الجمهورية الإسلامية" الإيرانية عن كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي أكبر صالحي قوله أمس إن البرلمان لا يملك سلطة على الاتفاق النووي الذي وقع مع القوى الدولية الشهر الماضي. وأضاف: "ليس صحيحًا على الإطلاق أنه يتعين على الحكومة أن تعرض على البرلمان أي اتفاق تريد توقيعه مع دولة أجنبية". وبدأ متشددون في البرلمان الإيراني والمؤسسة الأمنية الهجوم على الاتفاق بعد أيام من توقيعه لكن تعذر عليهم إقناع المرشد علي خامنئي بسحب تأييده الحذر للاتفاق. ويتعرض الاتفاق كذلك لتهديد في الكونغرس الأميركي حيث مازال أمام المشرعين مهلة حتى 17 أيلول /سبتمبر لقبول الاتفاق أو رفضه.