مدريد - لينا العاصي
قبالة ساحل غرناطة الواقع جنوب شرق إسبانيا، تم إنقاذ ما لا يقل عن 188 مهاجرًا إفريقيًا وقعوا ضحايا للمهربين عبر القوارب من بينهم طفل واثنين من النساء اللواتي ينتظرن مولودًا، حيث تمكنت أحد قوارب الإنقاذ الإسبانية من الوصول إلى 103 مهاجرين من المغرب، و84 من منطقة جنوب الصحراء الكبرى قبل تعرضهم للغرق في بحر ألبوران.
وبعد انتشال المهاجرين من البحر تم اصطحابهم إلى ميناء ألميريـا، وهناك تلقوا الرعاية وتم منحهم بطاطين من قبل العاملين في الصليب الأحمر، في حين انتقلت قوارب مطاطية أخرى مكتظة بالمهاجرين من بينهم امرأة مسنة تجلس على كرسي متحرك إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.
يذكر أن عدد المهاجرين هذا العام الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط متجهين إلى أوروبا تضاعف مقارنة بعام 2014 بحيث تجاوز 500.000 مهاجر، فيما وصل إلي اليونان خلال شهر آب/أغسطس فقط نحو 100,000 مهاجر، أما وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد زعمت بأن ما يقرب من 1,500 شخص قد وصلوا إلى البلاد في يوم الخميس وهو العدد الذي شهد تراجعًا من 5000 مهاجر يوميًا خلال الأسابيع الأخيرة.
ويعود التراجع في أعداد المهاجرين إلى اليونان عبر البحر إلى الظروف المناخية السيئة وخشية هؤلاء المهاجرين من الهلاك، بحيث أن تحسن الأحوال الجوية سيصاحبه زيادة كبيرة أخرى في أعداد الوافدين إلى اليونان، ويقضي أغلب المهاجرين الذين يخوضون هذه الرحلة أوقاتًا في مخيمات المهاجرين في دول الشرق الأوسط هربًا من جحيم الحرب والاضطهاد في كل من سورية والعراق وليبيـا، فضلاً عن الدول الإفريقية مثل الصومال وإريتريا والسودان.
ويزعم المهاجرون بأنهم لا يستطيعون البدء في حياة جديدة عبر هذه المستوطنات التي لا تسمح لهم بالعمل، فضلاً عن الانخفاض في الإمداد للطعام من قبل برنامج الأغذية العالمي إلى الأردن ولبنان وتركيـا ومصـر.
وذكر بالوش وهو لاجئ سوري أن الأمل بات منعدما ولا يوجد خيار سولا الرحيل والانتقال إلى أوروبا، بينما قال لاجئ آخر يدعى ظافر ويبلغ من العمر 43 عامًا بأنه لا يرى مستقبله في هذه المخيمات، فالأمر في غاية الصعوبة خصوصًا مع نفاذ الأموال التي بحوزته وخوفه على مستقبل أطفاله في التعليم.
وكان ظافر قد هرب من سورية إلى تركيـا منذ ثلاثة أعوام ويخطط في الوقت الحالي إلى الاتجاه نحو أوروبا بعدما شجعه أحد أصدقاؤه الذين عبروا إلى اليونان بطريقة غير شرعية ويتواجد حاليـًا في ألمانيـا.
وذكرت صحيفة "فرانكفورتر" الأحد بأن الإتحاد الأوروبي وتركيـا وافقا على خطة للمساعدة في تخفيف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، وبموجب هذه الخطة فإن تركيا توافق على مضاعفة الجهود لتأمين حدودها مع الاتحاد الأوروبي عن طريق مساعدة خفر السواحل اليونانية في بحر إيجة الشرقي.
وبذلك فإن أي مهاجر يتم انتشاله من البحر سوف يعود إلى تركيـا ليقيم في أحد المخيمات الست الجديدة التي من المقرر بأن يتم بناؤها لتستوعب ما يزيد عن مليوني شخص، بينما سوف توافق دول الإتحاد الأوروبي على استقبال ما يقرب من 500.000 شخص لضمان مرورهم الآمن عبر البحر من دون اشتراك المهربين.