الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
الثورة الشعبية اللبنانية

بيروت ـ كمال الأخوي

بعدما شهدت الأيام الماضية تدخّلا نافرًا لبعض القوى الحزبية في التحركات الشعبية، تراجعت حدة الكباش السياسي بين القوى التقليدية في الشارع اللبناني نتيجة انسحاب الاحزاب تدريجيا من الحراك منذ عودة الاتصالات والمشاورات من أجل تشكيل حكومة جديدة. لكن السؤال المطروح، أين أصبحت الانتفاضة الشعبية بعد مرور شهر على انطلاق شرارتها؟

مما لا شك فيه أن حضور "الحزب الشيوعي" ومجموعات اليسار التي تدور في فلكه بدا لافتاً جدا، بالإضافة الى المجتمع المدني والجمعيات الاهلية من جهة، والمستقلين الذين لا ينتمون لأي من الجبهتين من جهة اخرى. وإذ ركّز الشيوعيون مشاركتهم في الضغط حول المؤسسات الرسمية وبعض الاملاك البحرية، الا أن دورهم كان كبيرا في الايام الماضية بتحريك الشارع الطلابي وتوجيهه نحو الانضمام الى ساحة الثورة بهدف تفعيلها بشكل اكبر!

اما المجتمع المدني الذي كان قد انكفأ عن المشاركة في منتصف اسابيع الحراك، عاد ليساهم من جديد بالتحركات امام قصري بعبدا والعدل، علما بأنه اعتمد في الايام السابقة على عطلة نهاية الاسبوع لحشد مناصريه، الا انه تراجع عن هذا التكتيك الروتيني ليشكّل ضغطاً نوعياً طيلة الايام الباقية تيمّنا بأداء المجموعات اليسارية في العاصمة بيروت.

كيف تظهّرت التباينات في المطالب بين المجموعات المشاركة في الحراك؟

من المعلوم لدى أي متابع للثورة الشعبية بأنّ شعار "كلن يعني كلن" بات "كليشيه" سهل الترداد، الا أن أبعاده على المستوى السياسي والشعبي تصعّب مهمة الحراك في بلوغ أهدافه، إذ أن الشعارات الفضفاضة هي أسهل على الحفظ لدى الطبقة الشعبية من بُسطاء الناس، غير المطّلعين على التركيبة السياسية في لبنان، لذلك فقد حاول نشطاء المجتمع المدني منذ العام 2015 اعتماده كأهون تعبير عن الغضب العارم تجاه السلطة، فحصلوا على تأييد جماهيري كبير تركّز حول "اسقاط النظام" و"استقالة الرؤساء الثلاثة" و"حكومة تكنوقراط"، وباتت الشعارات المرفوعة في وسط الساحات تشدد على هذه المطالب من دون الغوص في عمق معانيها او مدى جدواها!

وعلى عكس المجتمع المدني، فقد تمحورت عناوين "الحزب الشيوعي" والمجموعات اليسارية حول المصارف ومصرف لبنان بشكل خاص، واسترداد الاموال المنهوبة ومحاكمة الفاسدين، حيث أن "اليسار" يرفض رفضاً قاطعا الشعارات المطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية على اعتبار ان استقالته سوف تدخل البلاد في الفراغ الذي من شأنه أن يخدم السلطة السياسية ويقدّم لها حجتها على طبق من ذهب لتدّعي عجزها عن تحقيق اي من مطالب الثورة في ظل الفراغ الكامل في لبنان.

وتجدر الاشارة الى أن مشهد الانقسام بين مجموعات الحراك قد تبلور بشكل اوضح بعد انطلاق مشروع "بوسطة الثورة"، الذي لاقى دعما من المجتمع المدني وبعض الاحزاب اللبنانية الطارئة كحزب "سبعة" وغيرها، في حين أن قوى المعارضة داخل الحراك حاولت التصدي لهذا المشروع اذ اعتبرت أن عدم التنسيق مع باقي المجموعات من احزاب اليسار والتنظيم الشعبي الناصري يطرح مئات علامات الاستفهام، فذهبت نحو تصويب الاتهامات على "البوسطة" ووصفها بالممولة اميركيا على اعتبار انها ضمت بعض الشخصيات الذين يربطهم تواصل مباشر مع السفارة الاميركية في لبنان، ويحصلون على دعم لبعض المشاريع المدنية في مختلف المناطق، بالاضافة الى بعض الوجوه المندّدة بـ "حزب الله"، الامر الذي رُفض علنا من قبل المعارضين الذين شددوا على قطع الطريق امام "البوسطة"ومنعها من العبور نحو كافة المناطق في لبنان.

قد يهمك أيضا :

وثائق مُسرّبة تكشف تجنيد إيران عملاء "سي آي أيه" عقب انسحاب واشنطن مِن بغداد 

روحاني يدعو الشعب الإيراني إلى التقشّف وثروته تتجاوز 200 مليار دولار  

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ملاحقة مهربي وقود تشعل ليبيا و اشتباكات بين لواء…
قطر تعلن أنها لم ننسحب من الوساطة في غزة
تحالف دعم الشرعية يُعلن ان سقوط قتيلين وجريح من…
اتفاق إسرائيلي مع بوينغ الأميركية لشراء 25 طائرة حربية…
أوساط ترامب تكشف أسماء فريقه للحكم و قرارات جاهزة…

اخر الاخبار

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
شروط المملكة المغربية لإعادة علاقاتها مع إيران
نزار بركة يُؤكد أن حزب الاستقلال يُواصل جهوده لتعزيز…
المغرب يُعزز دوره القيادي عالمياً في مكافحة الإرهاب بفضل…

فن وموسيقى

تتويج المغربي محمد خيي بجائزة أحسن ممثل في مهرجان…
رافائيل نادال يختتم مشواره ويلعب مباراته الأخيرة في كأس…
الذكرى التسعين لميلاد فيروز الصوت الذي تخطى حدود الزمان…
سلاف فواخرجي تؤكد أنها شاركت في إنتاج فيلم "سلمى"…

أخبار النجوم

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
سلاف فواخرجي تتألق في فيلم ”سلمى” وتسلط الضوء على…
أول تعليق من حسين فهمي بعد حصوله على جائزة…
مها أحمد تسخر من قلة العمل وكثرة النجوم على…

رياضة

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
أبرز المحطات في مسيرة لاعب التنس الاستثنائي نادال التي…
المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…

صحة وتغذية

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على…
فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية

الأخبار الأكثر قراءة

أمين عام حلف الأطلسي يؤكد إن التهديدات الروسية لن…
دبابات إسرائيلية تدمر موقعاً لقوات اليونيفيل وتقتحم مقراته جنوب…
ماكرون يُجد دعوته إلى وقف تصدير الأسلحة المستخدمة بساحات…
نتنياهو يرفض طلب بايدن بإنهاء العملية في لبنان قبل…
خالد مشعل يؤكد أن مفاوضات وقف إطلاق النار في…