موسكو ـ حسن عمارة
قال مسؤولون غربيون، يوم الاثنين، إن القوات الروسية الموجودة على مقربة من حدود أوكرانيا انتقلت إلى وضع هجومي، وسط مخاوف من إقدام موسكو على خطوة الغزو، رغم تحذيرات شديدة من واشنطن وحلفائها. ونقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية عن المسؤولين الذين لم تذكر أسماءهم ، أن القوات الروسية انتقلت إلى الوضع الهجومي، فيما اقتربت وحدات قتالية من الحدود مع أوكرانيا، في مؤشر على زيادة التصعيد واحتمال وقوع "اجتياح واسع النطاق".
وبحسب المصدر، فإن زيادة التحرك العسكري الروسي في المنطقة خلال الساعات الـ72 الماضية، شمل أنظمة دفاع جوية، وطائرات هجومية وعربات مدرعة. وأضاف المسؤولون أن روسيا قامت بحشد 110 من مجموعات الكتائب التكتيكية في مناطق قريبة من أوكرانيا، وبعضها على أراضي بيلاروسيا المجاورة أيضا. وأضحى ما يقارب ثلثا هذه الوحدات في نطاق قريب من أوكرانيا بمسافة خمسين كيلومترا، وهو ما يعني ضعف ما كانت عليه الأمور قبل أيام قليلة فقط.
وأردف المسؤولون أن نصف العدد من الوحدات، تم تحريكه تكتيكيا، حتى ينتقل من "مناطق انطلاق" إلى "تشكيلات تكتيكية". وشرح أحد المسؤولون الغربيين هذا التطور بقوله "يمكن أن أصف هذا الأمر بمثابة انتقال من حالة التموضع الذي يحضر للعمليات العسكرية إلى حالة الاستعداد للقيام بها".
وتابع "كل المؤشرات التي نراها توحي باجتياح واسع النطاق، من خلال محاور متعددة وسلسلة من الأهداف". وصرح مصدر آخر، دون ذكر اسمه "الصورة العامة قاتمة للغاية"، ثم شبه ما يحصل بغيوم تلبد سماء الحدود بين روسيا وأوكرانيا. واتهم هؤلاء المسؤولون الغربيون، روسيا بالبحث عن ذرائع حتى تجد مبررا للإقدام على غزو أوكرانيا، من أجل إعطاء "انطباع خاطئ" بأن الجيش الأوكراني شكل خطرا محدقا بأراضيها، وذلك في مناطق شرق أوكرانيا التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو.
في غضون ذلك، أكد شاهد لوكالة "رويترز" سماع دوي عدة انفجارات في نحو الساعة 16:15 بتوقيت غرينتش، يوم الاثنين، في وسط مدينة دونيتسك. ولم تتضح بعد طبيعة الانفجارات، فيما قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، لمجلس الأمن التابع له، يوم الاثنين، إن على روسيا دراسة الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، وهي خطوة من شأنها تصعيد.
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، يوم الاثنين، إن موسكو تدرس طلب الاعتراف باستقلال الانفصاليين شرقي أوكرانيا، مشيرا إلى أن روسيا تواجه تهديدا وصفه بـ"الكبير" من جراء الأزمة الأوكرانية. وأضاف بوتن، خلال اجتماع على الهواء مع مجلس الأمن القومي الروسي في العاصمة موسكو، أن مسألة استقلال منطقتي "دونيتسك" و"لوغانسك" مرتبطة بالقضايا الدولية المتعلقة بأوكرانيا.
وأشار الرئيس الروسي، إلى عدم وجود أفق لاتفاقات "مينسك" في حل النزاع الحالي مع أوكرانيا، فيما تتزايد نذر التصعيد يوما بعد الآخر. ومن جانبه، قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيدف إنه على موسكو الاعتراف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونتسك "للحفاظ على حياة المدنيين.
وأضاف:"نرى أن أوكرانيا ليست بحاجة إلى لوغانسك ودونتسك". وفي المنحى نفسه، قال سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، إنه ليس لدى روسيا خيار آخر سوى الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك"، في توصية صريحة لدعم الانفصاليين.
من جهته، انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تعامل الدول الغربية مع الأزمة، قائلا إن ردود فعلها بشأن الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو تثبت عدم الجدية. وأردف لافروف، أنه من غير المقبول أن تقوم دولة ما ببناء أمنها على حساب دولة أخرى، مؤكدا استعداد موسكو لبحث المسائل الخلافية مع واشنطن، خاصة فيما يتعلق بوقف تمدد حلف شمال الأطلسي "الناتو" شرقا.
في غضون ذلك، أبلغ وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، الرئيس فلاديمير بوتن، يوم الاثنن، بأن أوكرانيا حشدت قوات كثيرة بالقرب من مناطق الانفصاليين في شرق البلاد، وربما تستعد لمحاولة استعادتها بالقوة، وهو أمر نفته كييف مرارا.واتهم شويجو أوكرانيا بتكثيف قصفها لمناطق الانفصاليين، شرقي البلاد، فيما تتوالى تحذيرات غربية لروسيا من الإقدام على غزو أوكرانيا المجاورة.
وفي وقت سابق، قالت روسيا إن قذيفة أُطلقت من الأراضي الأوكرانية دمرتنقطة لحرس الحدود في منطقة روستوف الروسية، في حين نفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الواقعة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بعد أن وصل التوتر إلى أقصاه بسبب أوكرانيا قمة روسية أميركية لنزع فتيل الأزمة