الرباط - المغرب اليوم
بسبب الانقسام الداخلي وسيطرة الحرس القديم على مفاصل الدولة، تعود العلاقات المغربية الكينية إلى “نقطة الصفر”، على أعقاب موقف “نيروبي” بشأن نزاع الصحراء؛ على الرغم من الاختراقات الدبلوماسية التي حققتها المملكة في الفترة الأخيرة.
وامتنعت كينيا عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن نزاع الصحراء المغربية، حيث أكدت على “حق تقرير المصير من خلال إجراء استفتاء في الصحراء”.
وشكلت الانتخابات الرئاسية التي شهدتها كينيا مؤخرا بداية حقيقية لصفحة جديدة من العلاقات المغربية الكينية حددت خطوطها العريضة رسالة التهنئة التي أرسلها الملك محمد السادس إلى ويليام روتو الرئيس الكيني.
وإثر الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، قررت الجمهورية العدول عن الاعتراف بـ ”الجمهورية الوهمية”، والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي.
ونشر روتو، على حسابه على “تويتر”، قرار إلغاء الاعتراف بـ”الجمهورية الوهمية” وأرفقه بصورة مع وزير الخارجية المغربي؛ لكنه عاد لاحقا فحذف تغريدة سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية.
لكنه ترك تغريدة أعرب فيها عن أن كينيا “تدعم إطار الأمم المتحدة كآلية حصرية من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام للنزاع حول قضية الصحراء”.وتعول كينيا على المملكة خاصة في ما يتعلق بسوق الأسمدة، حيث كشف الرئيس المنتخب أنه “سيتم استيراد 1.4 ملايين كيس من الأسمدة بشكل رئيسي من المغرب، وبأن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تعد أكبر منتج عالمي للأسمدة الفوسفاتية، بحصة تصل إلى ثلث إنتاج السوق العالمية”.
وقال هشام معتضد، الخبير في السياسة الخارجية، إن “كينيا تمر من مرحلة انتقالية جد دقيقة؛ ما يجعل قراراتها الداخلية والخارجية في تذبذبات وخط غير مستقر وواضح تجاه الملفات الخارجية والدبلوماسية، منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة”.
وأورد معتضد أنه يصعب في الفترة الراهنة التكهن بالموقف الكيني بخصوص ملف الصحراء، خاصة أن المغرب نجح في اختراق هاته القلعة لتصحيح رؤيتها بخصوص هذا النزاع المفتعل؛ لكن هناك دائمًا تيار متجذر في الآلة السياسة الكينية والذي يعمل على معاداة المصالح المغربية.
وشدد الخبير في السياسة الخارجية، في تصريح لجريدة هسبريس، على أن “الثقافة السياسية الكينية تأخذ دائما وقتا طويلا لتنزيل موقف سياسي ودبلوماسي، خاصة فيما يخص الرهانات الإفريقية؛ وذلك راجع إلى التركيبة السياسية للبلد والذي تجد صعوبة كبيرة في الدفع بقيادتها إلى الانخراط البراغماتي والواقعي والسريع الذي يواكب التطورات الإقليمية عامة والإفريقية خاصة”.
واعتبر المتحدث ذاته أن انتزاع موقف مسؤول وجدي من القيادة السياسية الكينية بخصوص ملف الصحراء يبقى رهين الصراعات الداخلية للتيارات الحزبية في كينيا، خاصة أن الداعمين للأطروحة الانفصالية لا يدخرون أي جهد من أجل الاستثمار السياسي.
وأكد معتضد أن “كينيا تعتبر آخر قلعة في إفريقيا الشرقية يحتمي من ورائها الانفصاليون للترويج لأفكارهم المتطرفة وأطروحتهم الوهمية”.
وختم الخبير في السياسة الخارجية قوله بأن “الأمور ستتضح أكثر في الأشهر المقبلة، خاصة أن الحكومة الجديدة الكينية التي عينها الرئيس الكيني الجديد ستبدأ فعليا في تدبير الشؤون السياسية للبلد بعد استكمالها لمسطرة الثقة البرلمانية”.
قد يهمك ايضاً