طرابلس - المغرب اليوم
في ظل تكهنات كثيرة حول استعداد سيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، طرح سياسيون ومحللون أسئلة عدة حول القوة الحقيقية لأنصار النظام السابق، ومدى إمكانية تأثيرهم في ترجيح كفة أي مرشح يحتشدون خلفه. فمن قائل بأنهم «ليسوا كتلة متجانسة سياسياً لمواجهة آخرين، يؤكد البعض الآخر قدرة هذا التيار، إذا توحد، على خلط أوراق العملية الانتخابية حال إجرائها في الموعد المرتقب قبل نهاية العام. بداية، يرى عضو مجلس النواب الليبي، زياد دغيم، أن من يطلق عليهم أنصار القذافي، أو (النظام الجماهيري) و(ثورة سبتمبر (أيلول))، هم كباقي التيارات والقوى الليبية لا يمكن وصفهم بأنهم «كتلة واحدة متجانسة سياسياً».
وأضاف دغيم في تصريح له أن «هناك من عمل مع النظام السابق، ودفع ثمناً باهظاً بعد (ثورة) 2011، كما أن هناك من انصهر في (ثورة 17 فبراير (شباط))، بينما هناك فئة شعبية تشعر بالاستياء من نتائج هذه الثورة، وما شهدته البلاد من صراعات سياسية مسلحة، وبات لديها شعور بالحنين للماضي، مثل آخرين يحنون إلى أيام الملكية أو الفيدرالية، وربما إلى ما قبل تأسيس الدولة الليبية عام 1951 بالعودة لإمارة برقة المستقلة... وبالطبع هناك أيضاً عناصر كانت تحكم البلاد، وتريد العودة لممارسة دور سياسي جديد، وهذا حقها، كمجموعة سيف الإسلام». من جانبه، تحدث عضو المجلس الأعلى للدولة، أبو القاسم قزيط، عن وجود «مبالغات واسعة لا تستند إلى أدلة» فيما يطرحه البعض من قيادات أنصار النظام السابق من تقديرات، حول أنهم يشكلون نسبة 50 إلى 70 في المائة من إجمالي الشعب الليبي، وقال إن «أغلبية الشعب غير مسيسة على الإطلاق... إنهم مواطنون بسطاء يريدون العيش في سلام».
وأضاف قزيط موضحاً أن أنصار النظام السابق «يملكون ثقلاً على الأرض، ولكن ليس بالتقديرات المبالغ فيها. صحيح أنهم قد يستطيعون ترجيح كفة أي مرشح حال اتحادهم، لكن هناك شكوكاً قوية حول هذا».
واستبعد قزيط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تمكن قيادات تيار أنصار القذافي، «حال تحالفهم مع قوى سياسية أخرى، من تحريك قواعدهم الشعبية لتأييد مرشح تلك القوى، حتى لو كان معتدلاً، أو غير مؤدلج، في حين أنه لو قرر سيف الإسلام الترشح، وسمح له بذلك، فقد يحصد فعلياً أصوات جميع المنتمين لهذا التيار... وعندها سيكون سيف قادراً على خلط الأوراق، وإرباك حسابات باقي المرشحين، حتى إن لم يفز في الانتخابات»، متوقعاً أن يصوت له الغرب الليبي، صاحب الكثافة السكانية الأعلى، إذا ما كان السباق منحصراً بينه وبين خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، (الذي استقال مؤقتاً لخوص هذا السباق، «لكنه لا يستطيع الصمود أمام مرشح قوي يمثل مدن الغرب كطرابلس ومصراتة، مثل رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، إذا ما قرر خوض معركة الانتخابات.
ويعتقد جلال الحرشاوي، الباحث في مؤسسة «غلوبال أنيشاتيف»، أن العديد من المعلقين يبالغون في تقدير دور سيف الإسلام سياسياً، متوقعاً عدم حصوله على نسبة كبيرة من الأصوات، حال تمكنه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية. وقال الحرشاوي إن «شعور ما يقرب من 30 في المائة من الليبيين أو أكثر بالحنين إلى حقبة ما قبل 2011، لا يعني أنهم سيصوتون لسيف الإسلام، خصوصاً أن الموالين للقذافي لم يتوحدوا داخل حزب سياسي، كما أن كثيراً منهم لا يثقون في سيف الإسلام، أي أنه لا يملك دعم أي حزب أو جماعة مسلحة». ٍ
ودعا الباحث الليبي في تصريح له إلى عدم التعويل على قدرة العامل الخارجي للدفع بأنصار القذافي إلى موقع القيادة مجدداً، في إشارة إلى الدعم الروسي، وقال بهذا الخصوص: «نعم موسكو تريد المزيد من الموالين للقذافي بمراكز السلطة، لكنها تدرك أيضاً أنهم منقسمون فيما بينهم».
أما رئيس حزب «الحركة الوطنية» الليبي، مصطفي الزائدي، فقد أوضح من جانبه أن «القرارات والخيارات الانتخابية النهائية لأنصار النظام الجماهيري، وإن كانت لم تتخذ بعد، لكنها لا ولن تتوقف على شخصية ما، كون أن الولاء بالأساس هو للفكر، وليس للرموز والشخصيات». ورأى الزائدي في تصريح له أن ثلثي الشعب الليبي تقريباً من أنصار النظام الجماهيري، وهؤلاء جميعاً سيؤيدون أي شخصية وطنية تدعو لاستقلال بلادنا بعيداً عن التبعية للخارج والعمل على وحدة أراضيها.
قد يهمك أيضاً :
شاهد: معمر القذافي بين قائمة أغنى أغنياء التاريخ بثروة تُقدر بـ200 مليار دولار