كابول ـ أعظم خان
قال رئيس أركان جيش طالبان قاري فصيح الدين، الأربعاء، إنهم سيؤسسون قريباً جيشاً نظامياً في أفغانستان. وأوضح فصيح الدين خلال مشاركته في مؤتمر بالعاصمة كابل، أن المشاورات حول تأسيس جيش نظامي وقوي، مستمرة، وأن هذه المشاورات ستعطي ثمارها قريبا. وأضاف أن الحركة ستقمع "أولئك الذين يتسببون في اضطرابات عرقية" في البلاد، مبينا أن "المقاومين"، في إشارة إلى جبهة المقاومة الوطنية، يريدون جر البلاد إلى حرب أهلية. وبعد نحو أسبوعين من سيطرة طالبان على كابل (15 أغسطس/ آب)، شنت الحركة هجوما على معقل جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية في بنجشير بزعامة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود. وسيطرت "طالبان" على أفغانستان، في أغسطس الماضي، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل أواخر الشهر نفسه.
ونفت حركة "طالبان" في أفغانستان يوم الأربعاء ما أشيع عن إصابة النائب الأول لرئيس الوزراء بالوكالة في حكومتها الملا عبد الغني برادر.
وقالت في تدوينة على "تويتر": "منذ أيام يتم تداول الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الجهات المغرضة حول إصابة الملا برادر آخند نتيجة نزاع داخلي في القصر الرئاسي وإلى غير ذلك من الترهات والأكاذيب".
وبثت الحركة لقاء حصريا مع الملا برادر آخند لتفنيد هذه الشائعات.
وكانت الحركة قد قالت إن ما أشيع عن مقتل برادر غير صحيح وأن "كل هذا دعاية للعدو لا أساس لها من الصحة".
ونشر المتحدث باسم حركة "طالبان" محمد نعيم مقطعا صوتيا نسبه لبرادر جاء فيه: "انتشرت أخبار في وسائل الإعلام عن موتي.. خلال الليالي القليلة الماضية كنت مسافرا في رحلات.. وأينما كنت في الوقت الحالي فنحن جميعا بخير جميع إخوتي وأصدقائي".
وأضاف برادر: "تنشر وسائل الإعلام دائما دعاية مزيفة.. لذلك أرفض بكل شجاعة كل تلك الأكاذيب، وأؤكد لكم مائة بالمائة أنه لم يحدث شيء ولا مشكلة لدينا".
وقالت شبكة CNN إن قادة "طالبان" لا يظهرون في المناسبات ولا يسمحون بإجراء مقابلات معهم ويتحرك الكثير منهم في الخفاء، ما يغذي الشائعات حول أوضاعهم الصحية وخلافات داخلية بينهم.
وذكرت الشبكة الأميركية أن هذه الشائعات اكتسبت الكثير من الزخم مؤخرا لدرجة أن المتحدثين باسم الحركة تجنبوا الإجابة على تساؤلات بشأن أنباء عن إصابة أو مقتل النائب الأول لرئيس الوزراء بالوكالة في حكومتها الملا عبد الغني برادر، في معركة مع شبكة حقاني، في كابل الأسبوع الماضي.
وأشارت الـCNN إلى أنه أصدر تسجيلا صوتيا مدته 39 ثانية بجودة متواضعة، إلى جانب مدونة مكتوبة بخط اليد من مساعده، ولم ينشر صورا أو فيديو، وهو ما غذى التكهنات أيضا، مشيرة إلى أن آخر مرة شوهد فيها كانت في ظهور عابر بأحد فنادق كابل في الأسبوع الأول من سبتمبر.
وغذت شائعات وجود خلاف داخلي في الجماعة غياب برادر عن الوفد الذي التقى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كابل، الأحد. وبرر مسؤولو الحركة ذلك بأنه لم يكن في كابل وذهب إلى قندهار، حيث يوجد مقر قائد الجماعة الملا أخوند زاده.
كما قال مسؤولو "طالبان" إن أخوند زاده سيظهر قريبا على الملأ، لكنه لم يفعل ذلك، ما أثار أيضا شائعات بأنه مريض أو حتى ميت، وفقا للشبكة الأميركية التي اعتبرت أنه "في هذا الجو المحموم، فإن أي شيء ينشأ عن نزاع أو صدام بين العناصر المتنافسة في الجماعة لن يعرف عنه الكثير"، مشيرة إلى أن "المكائد" التي تحدث داخل الحركة وعملية صنع القرار فيها "مبهمة" للغاية.
ولفتت إلى أن تكثيف الحملة الإعلامية والاتصالات للحركة لا يمتد أثره إلى القادة الذين أمضوا معظم حياتهم في حرب العصابات وداخل السجون، "وتبقى طالبان منظمة سرية" رغم تقلدها السلطة رسميا.
قد يهمك ايضًا:
طالبان تضع قواعد جديدة للتعليم وفصل النساء عن الرجال وتفرض زي إسلامي