واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت مجموعة من الوثائق التي حصلت عليها واشنطن أثناء الغارة التي قتل فيها أسامة بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة» السابق، عن أنه كان يخطط لتكرار هجمات «الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)» ضد الولايات المتحدة، وخطط لتفجير ناقلات نفط وإخراج قطارات عن مسارها واستخدام طائرات خاصة على أنها أسلحة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».وقالت نيللي لحود، الباحثة الأميركية المختصة في الحركات المتطرفة، في «برنامج الأمن الدولي لأميركا الجديدة»، لبرنامج 60 دقيقة: «احتوى أكثر من 500 ألف وثيقة؛ التي استولت عليها الوحدات البحرية الخاصة الأميركية، على رسائل من بن لادن، وتضمنت أن زعيم تنظيم (القاعدة) كان حريصاً جداً على تكرار هجمات (الحادي عشر من سبتمبر) في الولايات المتحدة».
وتابعت بقولها: «كان بن لادن مدركاً أن الأمن أصبح صعباً للغاية في المطارات بعد هجمات 11 سبتمبر، ولذلك كتب لأتباعه أن يفكروا في استئجار طائرات خاصة لمهاجمة الولايات المتحدة.... ووجد أن ذلك سيكون صعباً أيضاً. فأرسل خطة بديلة مفصلة لقتل ركاب أميركيين في القطارات... وفكر في إزالة 40 قدماً من السكة الحديدية حتى يمكن (خروج قطار عن مساره)».
وأضافت: «نجد بن لادن يشرح في الرسائل كيفية استخدام مجموعة من الأدوات البسيطة مثل ضاغط أو أداة صهر الحديد»، مشيرة إلى حصول بن لادن على شهادة في الهندسة المدنية.وأشارت إلى خوف بن لادن بعد «أحداث 11 سبتمبر» لدرجة أنه لم يتواصل مع أتباعه لمدة 3 سنوات.وفي عام 2010، قبل عام من وفاته، خطط بن لادن لاستهداف ناقلات نفط خام عدة وطرق شحن رئيسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.وقالت لحود: «بن لادن رأى أن النفط بالنسبة للاقتصاد الصناعي لا يقل أهمية عن دماء البشر».وأوضحت لحود أن خطط بن لادن الأخيرة لم تنفذ قط، بسبب بعده عن السيطرة على تنظيم «القاعدة»، وأنه لم يكن مطلقاً هو المسؤول.
ومن خلال دراسة الرسائل، أشارت لحود إلى أن الخطابات أظهرت ضعف شخصية بن لادن، «كان شخصاً مختلفاً جداً عن هذه الشخصية القوية التي كنا نقرأ عنها يومياً في الصحف لأكثر من عقد. وأن الانفصال بين طموحاته وبين قدراته مربك».وقالت: «كان يعتقد أن الشعب الأميركي سينزل إلى الشوارع ليكرر الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام وسيضغط على حكومته للانسحاب من الدول ذات الأغلبية المسلمة».وأظهرت الوثائق أيضاً أن «القاعدة» كانت لديها 200 ألف دولار فقط في خزائنها في عام 2006 ولم تكن قادرة على دعم جهادها متزايد الانقسام.
وذكرت لحود أن اعتماد بن لادن على الرسائل - التي تم نسخها احتياطياً على أقراص صلبة - لأنه لم تكن لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت بينما كان مختبئاً.وقالت لحود إن نشر الوثائق كان بمثابة ضربة بعد وفاته أيضاً، كان أكبر مخاوف بن لادن هو كشف أسرار «القاعدة». وأوضحت أن الرسائل أظهرت أيضاً الدور المهم الذي لعبته النساء في عمليات بن لادن، على عكس الوجه العام الذي يتجنب أدوارهن. وقالت لحود: «الأشخاص الذين عملوا بالفعل على تصريحات أسامة العلنية كانوا في الغالب ابنتيه مريم وسمية».
قد يهمك أيضَا :