القدس - ناصر الأسعد
قال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الطائرات الحربية قصفت أهدافا لـ حزب الله في جنوب لبنان، في وقت متأخر من مساء السبت، مع تكثيف الاشتباكات عبر الحدود وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب شاملة.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن حزب الله "سيرد يوم الأحد"، انتقاما لمقتل كبار قادته ومئات من عناصره في لبنان، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
ودعا بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى عقد اجتماع أمني في مقر الجيش الإسرائيلي بتل أبيب، مساء السبت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في بيان: "في الساعة الأخيرة، هاجمنا على نطاق واسع في جنوب لبنان بعد تحديد استعدادات حزب الله لإطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية".
وأضاف أن "عشرات الطائرات التابعة للقوات الجوية" شاركت في العملية.
ونفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، منذ صباح السبت، وذلك بالتزامن مع دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق شمال إسرائيل تحذيراً من إطلاق صواريخ.
وأضاف الجيش في بيان مساء السبت، أنه استهدف طوال اليوم "400 منصة صاروخية" لحزب الله شملت آلاف الفوهات لإطلاق الصواريخ.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن القيادة السياسية تقرر استمرار الهجمات الكبيرة ضد حزب الله.
وقالت صيحفة هآرتس الإسرائيلية إن إسرائيل في حالة تأهب قصوى، كما يتضح من مقطع فيديو نشرته وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يوم السبت، حيث يظهر قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار، وهو يقول إن القوات في "أعلى مستوى من الجاهزية".
وتم تفعيل الإنذارات في صفد وكريات شمونة وعدة بلدات أخرى في الجليل، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش طلب من سكان مناطق صفد والجولان والجليل الأعلى البقاء قريبين من الملاجئ، وسط تصاعد القصف المتبادل عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
واشتدت وتيرة الاشتباكات، منذ الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادات من قوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إغلاقه المجال الجوي في مناطق الشمال لمدة 24 ساعة، فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، مثل "يديعوت أحرونوت" و"تايمز أوف إسرائيل"، عن سلطات الطيران المدني أن الإغلاق يمتد من منطقة الخضيرة، شمال تل أبيب، وحتى الحدود الشمالية.
وفي الساعات المبكرة من اليوم، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية عن تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، وأشارت إلى مقتل شخص سوري الجنسية نتيجة استهداف دراجة نارية في منطقة الناقورة، كما تعرضت منطقة جزين لعشرات الغارات.
بحلول الظهر، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على عدة مناطق، منها عين الزرقا، ميس الجبل، أطراف مروحين، ومحيط تفاحتا، وتعرضت بلدة البيسارية أيضاً لغارات مكثفة، حيث شوهدت سيارات الإسعاف تتوجه إلى الموقع المستهدف.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه قصف مواقع إسرائيلية بقذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا، مستهدفاً مواقع مثل "جل العلام" وثكنة "بيريا" للدفاع الجوي، كما استهدف مركز كتيبة استطلاع 631 في ثكنة "راموت نفتالي"، إضافة إلى ثكنة "زرعيت".
في ساعات ما بعد الظهر، شن الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة على عدة مواقع في وديان بين بلدات جنوبية مثل أنصار، الزرارية، النميرية، ودير الزهراني، واستخدمت الطائرات صواريخ جو-أرض، محدثة انفجارات قوية وسحب دخان كثيفة غطت مناطق في النبطية وإقليم التفاح.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق نحو 25 صاروخاً من لبنان نحو شمال إسرائيل، وأفادت الشرطة بحدوث أضرار واندلاع حرائق جراء سقوط الصواريخ، بينما لم تُسجل أي إصابات.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة محاولات اعتراض الصواريخ.
مقتل مسؤولينِ بارزينِ في وحدة الرضوان التابعة لحزب الله
وكانت إسرائيل قد قتلت، الجمعة، قياديين بارزين في حزب الله اللبناني هما إبراهيم العقيل وأحمد وهبي وأعضاء آخرين في الجماعة اللبنانية خلال غارة جوية على بيروت.
وقال الجيش الإسرائيلي ومصدر أمني في لبنان إن الغارة الجوية أدت إلى مقتل إبراهيم عقيل وأعضاء بارزين آخرين في وحدة الرضوان التابعة للجماعة، ما أدى إلى تصعيد حاد للصراع المستمر منذ نحو عام.
فيما أكد الحزب في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت مقتل القيادي أحمد وهبي الذي أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان حتى أوائل العام الجاري، في ذات الغارة الإسرائيلية يوم الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي بيان للحزب أشار إلى أن وهبي "لعب دوراً أساسياً في تطوير القدرات البشرية في الحزب، وتولى مسؤولية قوة الرضوان حتى مطلع العام 2024، وعاد لتولي مسؤولية الوحدة بعد استشهاد القائد الحاج وسام الطويل".
وأكد حزب الله في بيان بعد منتصف ليل يوم الجمعة بقليل مقتل عقيل ووصفه بأنه "أحد كبار قادته".
وفي بيان مقتضب نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن أهداف إسرائيل واضحة وإجراءاتها تتحدث عن نفسها.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على منصة إكس "سيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى نحقق هدفنا، المتمثل في العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
وكان غالانت قد قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل ستشن مرحلة جديدة من الحرب على الحدود الشمالية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عقيل كان يتولى منصب القائم بأعمال قائد وحدة الرضوان التابعة للجماعة، مضيفا أنه قُتل مع نحو عشرة آخرين من كبار القادة في أثناء عقدهم اجتماعا.
وقالت مصادر في لبنان إن إن عقيل كان عضواً في المجلس العسكري الأعلى لحزب الله.
وبثت قنوات تلفزيون محلية مقاطع لسكان تجمعوا بالقرب من مكان الواقعة، وذكرت أنهم يبحثون عن أشخاص كانوا في المنطقة ولا يزالون مفقودين، معظمهم من الأطفال.
وتلك هي المرة الثانية في أقل من شهرين التي تستهدف فيها إسرائيل قيادياً عسكرياً كبيراً في حزب الله في بيروت، ففي يوليو/تموز قتلت غارة جوية إسرائيلية فؤاد شكر القائد العسكري بالجماعة.
ووفقا لموقع وزارة الخارجية الأمريكية على الإنترنت فقد رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل عقيل بسبب صلاته بتفجير مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت والذي أدى إلى سقوط قتلى عام 1983.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عقيل يتولى قيادة عمليات حزب الله منذ 2004 وكان مسؤولاً عن إعداد خطة للإغارة على شمال إسرائيل على غرار الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول والذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي "قادة حزب الله الذين قضينا عليهم … كانوا يخططون منذ سنوات لشن هجوم عبر الحدود الشمالية يشبه ما حدث في السابع من أكتوبر".
وأضاف "وصلنا إليهم، وسنصل إلى أي شخص يهدد أمن مواطني إسرائيل".
70 قتيلاً منذ الثلاثاء
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، "أن 37 شهيداً قتلوا في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، الجمعة".
وهذه حصيلة مرشحة للزيادة، إذ أكدت السلطات اللبنانية أن هناك عدد من المفقودين تحت أنقاض المبنيين اللذين تعرضا لغارة إسرائيلية.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، إن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أسفرت عن 68 جريحاً.
ووصف الأبيض الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية الجمعة بأنه "جريمة حرب موصوفة".
وأعلن الأبيض "أن مجموع الشهداء في قصف مبنى في الضاحية الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي وصل إلى 70".
ووصف وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، الوضع الأمني في لبنان بـ"الخطير والدقيق" مطالباً الأجهزة والقوى الأمنية كافة بالمتابعة الحثيثة لأي تحرك مشبوه ومثير للريبة خصوصاً في مخيمات اللجوء الفلسطينية والسورية، لتفادي أي خروقات أو اعتداءات على الأحياء السكنية.
وأشار إلى أن عدداً كبيراً من المدنيين، قتلوا خلال الأسابيع الماضية، نتيجة عمليات أمنية واستهدافات من قبل إسرائيل.
وأكد ضرورة قيام القوى الأمنية بتسهيل كل الأمور المتعلقة بالإنقاذ والإسعاف وتأمين حركة دخول وخروج الأفراد إلى المستشفيات وكيفية التصرف في أماكن الحدث.
قد يهمك أيضــــاً:
إسرائيل تشنّ غارات واسعة ضد لبنان والحزب يرد بهجمات تطال المستوطنات والقواعد الإسرائيلية
لافروف يتّهم واشنطن بتغطية جرائم إسرائيل و يؤكد على حق الفلسطينيين في إقامة دولة