بيروت - رياض شومان
يسود هدؤ حذر مخيم "المية و مية" الفلسطيني شرق صيدا في جنوب لبنان، بعد اشتباكات عنيفة بين فصيلين مسلحين اندلعت ظهر الاثنين، واستخدمت فيها الاسلحة الرشاشة وقذائف الـ" ب 7"، واستمرت نحو ساعة ونصف ساعة، وأسفرت عن سقوط 7 قتلى وعشرة جرحى.
الاشتباكات التي فأجات الجميع، اندلعت بين مجموعتين: الاولى بمثابة تنظيم قوي
ومسلح جيدا يعرف باسم "انصار الله" ويتزعمه جمال سليمان المدعوم ماديا ومعنويا وعسكريا من "حزب الله" منذ اكثر من عقدين، والأخرى تعرف باسم "كتيبة العودة" ويترأسها فلسطيني سوري يدعى احمد عدوان وملقب بـ"أحمد رشيد"، فرض نفسه على واقع المخيم سابقاً، من خلال وقوفه مع النظام السوري، وأخيراً من خلال تأييده عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" المفصول محمد دحلان. وتباينت الروايات حيال اسباب الاشتباك وخلفياته، لكن غالبيتها اجمعت على حصول اشكالات في الآونة الأخيرة بين المجموعتين في صراعهما على النفوذ والسيطرة على هذا المخيم الصغير بمساحته، والذي يضم اكثر من عشرة آلاف لاجئ.
وأشار مصدر في "انصار الله" الى ان عدداً من عناصر احمد رشيد كانوا يقيمون مكمناً لجمال سليمان، واطلقوا النار على سيارته "الرانج روفر" بعد خروجه من المنزل، لكنه لم يكن فيها، لأن الموكب كان وهمياً، علما ان سليمان كان يعتزم التوجه الى المطار لاستقبال عدد من معاونيه العائدين من العمرة، الأمر الذي استدعى ردا عاجلاً على احمد رشيد ومهاجمة مكاتبه في المخيم والسيطرة عليها، بعد اشتباك ادى الى مقتل رشيد وشقيقه رشيد رشيد وعدد من المرافقين.
وتحدثت مصادر رسمية عن سقوط سبعة قتلى وعشرة جرحى. وعرف من القتلى، إضافة الى رشيد وشقيقه، مرافقاه حسن مشعل ومحمد قطيش ومحمد السوري، وشادي سليمان إبن شقيق جمال وصهره، واحد المسعفين الفلسطيني طارق السعدي من عين الحلوة. فيما عرف من الجرحى: محمد زيدان ومصطفى نحال ويوسف عدوان. ونقل القتلى والمصابون الى مستشفى الهمشري ومركز لبيب الطبي ومستشفى حمود الجامعي.
ومنذ اندلاع الاشتباكات، اتخذ الجيش على حواجزه ونقاطه الثابتة المؤدية الى مخيم المية ومية ومحيطه، اجراءات امنية مشددة، ومنع دخول اي كان باستثناء سيارات الاسعاف، إضافة الى وفد من "لجنة المتابعة الفلسطينية" التي ساهمت قيادة المنطقة العسكرية في التواصل معها، من اجل دخول المخيم واجراء المقتضى لجهة وقف النار فورا والعمل لاعادة الوضع الى طبيعته، علما ان اطلاق النار توقف بعد ساعة ونصف ساعة.
وكان لافتاً، وربما طبيعيا ان احدا من الاطراف داخل المخيم لم يتدخل في الاشتباك الذي حصل بين الطرفين، غير ان سكان المخيم الذين شعروا بالرعب والخوف اقدموا بعد وقف النار، على اشعال الاطارات تعبيراً عن غضبهم.
ويعتبر مخيم المية ومية من الاماكن الهادئة، ونادرا ما يحصل فيه اشتباك او حتى خلافات، على عكس ما شهده طوال سنوات مخيم عين الحلوة من اقتتال واشتباكات، علما ان المسافة بينهما قريبة جدا، وتفصل بينهما مراكز الجيش اللبناني وحواجزه.
وصدرت مواقف تندّد بالحادث عن "تحالف القوى الفلسطينية" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين". وتلقى ممثل حركة "حماس" علي بركة اتصالاً من رئيس الحكومة الفلسطينية المقال اسماعيل هنية، يدعو فيه الى ضبط النفس وتوحيد الصف.