فاس - حميد بنعبد الله
انتهى الشرفاء الصافيون في جماعة مولاي بوشتى بقيادة بني سنوس في قرية با محمد في إقليم تاونات المغربي، الأربعاء، من احتفالهم بالموسم السنوي للولي الصالح مولاي بوشتى الخمار، دفين المنطقة، والذي امتدّ على مدى ثلاثة أيام، وتضمن مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية وألعاب للفروسية، وتوزيع إعانات على بعض الأشخاص من الطبقات الاجتماعية الفقيرة، في حضور الحاجب الملكي وعامل إقليم تاونات.
واختُتِم هذا
الموسم الديني بتنظيم حفل ديني في الضريح تم خلاله وضع هبة ملكية كريمة في الضريح، وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ومدائح نبوية شريفة، وقراءة "اللطيف" و"السلك" القرآنية من طرف مجموعة من الفقهاء وحفظة القرآن الكريم، قبل الاختتام بالدعاء إلى الملك محمد السادس، والترحم على روحي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.
وتميز برنامج اليوم الختامي لهذا الموسم الديني الذي يعتبر الثاني من نوعه المنظم في الإقليم بعد الاحتفال بالولي سيدي يحيى في جماعة المكانسة، بإشراف الحاجب الملكي إبراهيم فرج والمكلف بمهمة في الحجابة الملكية وعامل إقليم تاونات محمد سعد الدين السميج، فيما شارك في قراءة "السلك" القرآنية 96 فقيهًا، مقابل 46 طالبًا للقرآن تكلفوا بقراءة "اللطيف".
وتم خلال اختتامه توزيع مساعدات لفائدة مرضى داءَيْ القصور الكلوي والقلب، والأرامل المعوزات والأيتام من الشرفاء الصافيين، استفاد منها 20 شخصًا من الأيتام، وتوزيع عشرة كراسي متحركة على المعاقين جسديًا، وتقديم مساعدات لفائدة ثلاثة مصابين بالقصور الكلوي، مع استفادة 12 شخصًا من مرضى القلب و120 أرملة مُعوِزة من الشريفات الصافيات.
ويتميز الاحتفال بالولي الصالح مولاي بوشتى الخمار بحفل الذبيحة الذي يُعتبر أهم الفقرات المدرجة، مما يجعله من أهم المواسم الدينية التي تقام في الإقليم، لطابعه الديني التقليدي السياحي، ولاستقطابه الكثير من القبائل المحلية والمجاورة ومن غالبية أقاليم المملكة، إذ يُعتبر فرصة للزيارة والتبرك من هذا الولي الصالح وسُوقًا اقتصادية تبادلية.
ودأب الشرفاء الصافيون على تنظيم الموسم في ضريح مولاي بوشتى الخمار في دوار الزاوية في سفح جبل أمركو الشهير خلال شهر أيلول/ سبتمبر من كل سنة، تعبيرًا من سكان قبائل فشتالة وغيرهم على مكانة التقدير والإجلال التي يتبوؤها هذا الولي الصالح، الذي يعتبر سليل الشرفاء الأدارسة، ويُعرف باسم الشريف مولاي بوشتى، في قلوبهم.
والولي الصالح مولاي بوشتى الخمار، هو سيدي الحاج امحمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن أحمد، وتلقى المبادئ الأولية في الفقه في المساجد، وتوجه نحو مراكش بحثًا عن العلم ومجالسة العلماء، ثم توجه إلى فاس حيث تابع دراسته في جامعة القرويين، وبعد حصوله على صفة عالم غادر فاس ليستقر في قبيلة فشتالة، وأصبح يلقن سكانها إلزاميّات الديانة وطريق الهدى.
وتوفي الشيخ مولاي أبي الشتاء الخمار سيدي محمد بن موسى ضحى الأربعـاء 11 شوال عام 997 هجرية، الموافق 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1588م.
وقام بغسله صاحبه الفقيه سيدي محمد الحاج البقالي، وقام بالصلاة على جنازته الفقيه أبو سالم إبراهيم الجناتي، ودُفن في زاويته المعروفة في قبيلة فشتالة في دائرة قرية با محمد في إقليم تاونات.