الرباط ـ الحسين إدريسي
انتظر ابن عم الملك محمد السادس، الأمير مولاي هشام إعلان النيابة العامة عن التهم الموجهة ضد الزميل علي أنوزلا، الثلاثاء، ليخرج عن صمته، وكتب الأمير تعليقًا على التهم التي وضعت أنوزلا في خانة الإرهاب، مشيرًا إلى أن أن اعتقال علي أنوزلا يفضح التحوّل الديمقراطي "المزعوم" في بلاده.
وأكَّدَ الأمير في مقال مُطوَّل اختار الموقع الرقمي "ألف.بوست" لنشره لاعتبارات يعرفها هو "يُبين النظام الحاكم عن عجزه
عن استشراف المستقبل، غارقًا في اللحظة الراهنة، من دون أن يَقْدُر حقّ قَدْرِها ما يُحدِثه من أضرار، ليظل ملتصقًا بمنطق المدى القريب، فالمغرب ليس بمأمن من الآثار الناتجة عن الانتفاضات الشعبية، التي عرفتها العديد من البلدان العربية سنة 2011، قائلاً "يأتي اعتقال الصحافي علي أنوزلا في 17 أيلول/ سبتمبر 2013 ليفضح بالملموس هشاشة ما يُسمَّى بالانتقال الديمقراطي في المغرب"، واصفًا إياه بالصحافي النزيه، والمعروف "بالافتتاحيات التي يكتبها منتقدًا من دون هوادة أو مداهنة النظام القائم".
وزاد الأمير بلهجة شديدة تكاد تكون غير مسبوقة في انتقاداته للوضع السياسي العام في المغرب منذ 1999 أن علي أنوزلا عرّى "شبكة واسعة وواقعًا موبوءًا من الفساد والمحسوبية يطال كل مستويات الدولة وصولاً إلى أقرب المقرّبين من الملك".
وانتقد الأمير حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي اعتُقل في عهده كما تمت تصفية عدد من المنابر الإعلامية في عهد سابقه عبد الرحمان ايوسفي، مذكرًا بتشابه الحالات والعهدين "وها هو حزب العدالة والتنمية يقوم اليوم بممارسة الرقابة، بينما عانى هو نفسه ظلمًا من المضايقات ومحاولات التركيع غداة اعتداءات 16 أيار/ مايو 2003. فبمجرد وصوله إلى الحكومة، أصبح يتصرف وفق معايير أولئك الذين شوهوا صورته".
وشدّد الأمير النكير على نظام الحكم في مقالته المطولة التي اختار نشرها على الموقع الرقمي "ألف.بوست" قائلاً "يبين النظام الحاكم عن عجزه عن استشراف المستقبل، غارقا في اللحظة الراهنة، من دون أن يقدر حق قدرها ما يحدثه من أضرار، ليظل ملتصقا بمنطق المدى القريب، فالمغرب ليس بمأمن من الآثار الناتجة عن الانتفاضات الشعبية التي عرفتها العديد من البلدان العربية سنة 2011".
وأكّد أن النظام في إشارة إلى المؤسسة الملكية "عزز صفوفه من جهة ثانية، بالدعم المالي الآتي من ملكيّات الخليج العربي، وبتغاضي وتواطؤ بعض القوى الغربية".
وخلص في حديثه عن الصحافي أنوزلا بأنه "في بلد كالمغرب يُشكِّل الصوت الحر والتحقيقات غير المهادنة مصدرًا للقوة والضرر البليغ، وهو ما يسعى المخزن إلى التحكم فيه إن لم نقل القضاء عليه نهائيًا مهما كلفة ذلك من ثمن. يجب ألا تمر محنة علي أنوزلا مرّ الكرام من دون أن نستفيد منها الكثير، فخلف حرية الصحافة توضع كرامة المواطنين المغاربة في المحكّ، بل سمعة بلد برُمَّتِه".